ليس من الحصافة او الفصاحة او الصراحة ان يلجا الاخوان المسلمون الى تعليق فشلهم واختلافاتهم وكسر العظم الذي يجري فيما بينهم على مشجب حكومة النسور ، لسبب بسيط هو انهم يجدفون لخدمة حكومة تحتضر وتنتشل انفاسها وهي تذهب برئيسها " اللامبالي" – كما يوصف - في طريقها الى الموت الاكلينيكي ، وان القاء اللائمة على الحكومة كجاولة للنفخ في ميت ومنحها وساما وبطولة ودعوى غير مجدية ، اظن بل اجزم ان ما يجري بين الاخوان مرحلة تكمن ضمن حالة التلاشي المؤكد للجماعة الدولية برمتها، ولا يمكن ان تدعيه او ان تحيكه حكومة راحلة مودعة تحمل بام يديها كل اسباب ومبررات ومصوغات رحيلها الابدي بلا عودة ، وهي حكومة بلا مطبخ سياسي صارم وبرامجي ، وتعيش ازمة مع النواب برزت من خلال رسالة الطراونة رئيس المجلس ، واسباب اخرى كثيرة لا مجال للخوض في غمارها ، واشهد ان الرئيس بريء من خلافات الجماعة براءة ذئب يوسف ، الا ان الكذب السياسي يرتقي مستوى انيق في المشهد ، ويتخرصون في قدرة عالية على التضليل و التجديف والتبرير والكذب وطمس معالم جريمتهم .
إن ما يحدث حقا ان خلافا قانونيا يجري بين جمعية ذنيبات مرخصة و"جماعة همام غير مرخصة" ولا تريد أن ترخص،
بينما تقدمت جماعة الذنيبات المرخصة بالعديد من الشكاوى إعتراضاً على قيام "الجماعة غير المرخصة" بإستخدام إسمها في نشاطاتها المختلفة واخيرا لجات الى
دائرة الأراضي والمساحة إستناداً لفتوى من ديوان التشريع والرأي بوضع الرقم الوطني للجماعة المرخصة على أملاك "الجماعة غير المرخصة"، ولا زالت هناك قضايا منظورة أمام القضاء
وأن ما تم يقع ضمن إطار خلافاتهم القانونية، ولا أحد فوق القانون .
لقد انفجرت دمّلة صراع كسر العظم الدائر بين الجماعة ، الى مرحلة اغلاق المقرات بالشمع الاحمر بناء على قرارات قضائية تحصل عليها رفاقهم ، ولو كانوا في مكان الحكومة لاجهزوا بقرارات الغلق ليحققوا نصرا في معركة جاء للحكومة هبة وعلى طبق من ماس .
ان محاولة جماعة همام تصدير ازمتهم وتعليقها على مشجب اخرين ليست لصالحهم ، وستطيل عليهم الطريق ، وكم من الازمات سيصدرون ولا يصلح العطار ما افسد الدهر في ظل تمزق الجماعة ، وفشل انظمتها عالميا وعربيا ،انطلاقا من فشل محور تحالفها مع حمد وجزيرته ودعايته وفشله ، ومرورا بفشل مرسي ، ثم اردوغان وانكشاف زيفه وزيف ابنه بلال في مواضيع شتى ، ذبح الاكراد وتزوير الانتخابات وسلب الحريات ، وسرقة نفط العراق وسوريا ، وانكشاف الستر وبروز سوءته فوق المسرح على يد الرئيس اوباما باعماله الشينة بادامة الصراع ومده المشاهيب للفوضى ودفعه الى مزيد من الدمار وافشال الحلول ، وافتضاح امر نظام البشير والترابي وممارستهم الفساد ونهب الخيرات وتقديم خيرات وارض المسلمين الجنوب ودارفور اثمانا بخسة لكراسيهم ووووو ...
لقد حاولت الجماعة لجم رفاقهم جماعة زمزم الزلال ، ووصموهم باقذغ الهجاء واعتبروهم خوارج الجماعة ، وحاولوا اغتيالهم سياسيا كونهم اجتهدوا بتقدمهم برؤى تجديدية للحفاظ على البقاء ، بعد ان توصلوا الى قناعات ان الجماعة ذاهبة الى التلاشي والمجهول وهو ما يحصل وسيستمر نحو حظر الجماعة ، بيد ان استنهاض الماضي ما عاد صالحا لليوم والغد ، وما كان " المنشقون " سوى مصلحين مجددين صادقين ، الا ان الجمود وعقلية القلعة والغفلة وغياب المفكرين والمنظرين والمجددين ، وزيادة نسبة الوعي العام للتخلف وحجم الكذب وعدم قدرة الديناصورات على التكيف رسمت موت الجماعة المحتم .
لسنا شامتين او فرحين ونحن نرى اصوات الشواكيش تدق في نعش الجماعة ، وانما المصارحة مطلوبة حثيثا فالصديق من صدقك لا صدّقك ، لان غياب جماعة الاردن باعتدالها النسبي يعني الكثير ، بينما نخن راغبون ان تتجاوز الجماعة الصخرة ولا ضير ، في ان يلقوا بخبيث سفينتهم في سلة المهملات ، وان يسعوا الى التغيير والتجديد ، بنبذ التكفير والسلفية الجهادية والظلامية المرعية التي تسللت الى مخابئهم ومخادعهم ، والمنظورة في سوريا وغيرها ، والعمل على اطلاق مبادرات تجديدية تنويرية ، وعدم تطويع الدين لسياساتهم وخدمة مصالحهم ، وان يعملوا على ايقاف حركة التاريخ المزيفة والموروثات الباطلة فالنبي – عليه الصلاة الكاملة وعلى اله ووالديه - لم يرسل من اجل الدولة والسلطة والحكم والحزبية والطمع والمال والمناصب .
ان استدراك ما فات قبل الممات وريادة التجديد قبل الفوت والموت ما زال بابه غير موصد مفتوح يحتاج الى نبهاء دهاة الرجال وعباقرتهم !