قال لي:
... لقد كان أجمل يوم مرّ على أسرتنا. بقي والدي المريض الذي تجاوز السبعين بملابس النوم، يرحمه الله، في البيت يومها ينتظر نتيجة أخي ولم يغادره لئلا تفوته لحظة سماع الخبر، وأمي الواهنة، يرحمها الله، تبتهل الى الله أن ينجح أخي، وأطفال الجيران والإهل يتناوبون على سؤالنا حول النتيجة.
عاد أخي ومعه أصدقاؤه ليبشّرونا بإجتيازه الثانوية العامة، وقد وقع أرضا من شدة الفرح والتعب من الركض نحو بيتنا.
إستمرت الأفراح والمباركة أياما عديدة وحتى موعد سفر أخي لمصر لدراسة الطب هناك.
ووفق التدابير والترتيبات في ذلك الزمن، كنت أرسل لأخي ، مما أدّخره، رسوم الدراسة ومصروفه بصورة منتظمة حتى تخرّج طبيبا، وعاد ليعمل هنا.
ولما اتفق على إختياره لشريكة حياته، تكفّلت بجميع مصاريف الزواج وشراء بعض الأثاث ،حيث كنت سائق تكسيات خارجية ودخلي وفير.
تأخرت في الزواج لأنني كنت مسؤولا عن أسرتي الكبيرة، ولدان وخمس بنات بالإضافة الى والديّ، وعن مصروف أخي الطالب.
مرّت الأيام، ورزقت بولد وبنت وأنا في سن الخمسين، أي قبل سبع سنوات.
أصبت بالسكّري مؤخرا، ولم أعد أقوى على العمل مثل السابق، وقد عطف عليّ مدير إحدى الشركات لأعمل سائقا شخصيا له ، عندما علم من أحد معارفي بأن أخي الطبيب المشهور لا يسأل عني، ولا يزورني منذ أكثر من عقد من الزمن.
راتبي لا يكاد يكفي تدبير أمورنا المعيشية، وأريدك ،إن كان بالإمكان، إقراضي عشرين دينار لشراء ملابس المدرسة لإبني وإبنتي... وسأسددها لكم آخر هذا الشهر!
قلت: نعم بإمكاني و لله الحمد، و حسبنا الله و نعم الوكيل shafiqtdweik@yahoo.com