اعلن الاسرائيليون موقفهم بصراحة وعلى رؤوس الاشهاد نعم نحن نفاوض من اجل السلام ولكننا مستعدون للحرب وفي حال فشل المفاوضات كما حدث في كامب ديفيد 2 حيث اندلعت انتفاضة الاقصى ، اعلن ذلك قائد عصاباتهم(جيش دفاعهم وهجومهم) ، وكدولة سواء اعترفنا بها ام لا فانها تاخذ بكافة الاحتياطات لمواجهة كافة الاحتمالات .
والسؤال المطروح للطرف الاخر العرب والفلسطينيون (المفاوضون)، ماهي بدائلكم في حال فشلت المفاوضات؟ علما ان فشلها يلوح بالافق حتى لو اعترف المفاوضون الذين عودونا على التراجع عن كل ثوابتهم بيهودية اسرائيل وحتى لو وافقوا على طرح الاتفاق الموعود في استفتاء شعبي (اسرائيلي طبعا وليس فلسطيني) فإن الابداعات الاسرائيلية لن تقف عند هذا الحد طالما ان الطرف الاخر مستعد لتقديم مالم يقدمه احد في الاولين والاخرين .
ان المراقب للمفاوضات الجارية بين الطرفين والتي انطلقت بشكل علني منذ عقدين من الزمان (وماسبقها في انفاق مظلمة) يدرك ان الطرف العربي قد حشر نفسه في زاوية واحدة بل وحاصر كل الخيارات الاخرى المتاحة في حال فشل المفاوضات ، فوقع اتفاقيات تمنعه من استخدام الاسلحة التي استوردها من دول مؤيدة لاسرائيل من استخدام هذه الاسلحة ضد هذا الكيان ، وشطب من قاموسه مشروع المقاومة بل وحارب كل من ينادون بالمقاومة ، كما عقد مؤتمراً خاصاً في دكار لالغاء الجهاد ضد اسرائيل ، واستثنى استخدام نفطه كوسيلة ضغط . وهاهو الان يقف عاريا من كل الخيارات الاخرى حتى اصبح لا لزوم له حتى من وجهة نظر من يفاوضه ، اذ مالذي يجبر طرفا ان يفاوض طرفا اخر لاحول له ولاقوة.
في الحقيقة ان العرب يملكون قدرات هائلة تستطيع حسم المعركة منذ زمن بعيد ولكن القيادات العربية التي تسلمت زمام الامور في الوطن العربي منذ استقلاله ماهي الا صورة من صور استكمال هذا الاستعمار ومن الدارسين في مدارسه وجامعاته ومرتبطين ارتباطا عضويا بهذا الاستعمار الذي زرع اسرائيل في قلب الامة العربية.
وحتى تكون الامة قادرة على امتلاك كل خياراتها بيديها ولا تمليها عليها من الخارج ولا يتم جلبها الى المفاوضات بمذكرة جلب امريكية يجب على هذه الامة ان تتحرر اولا من الاستعمار واذنابه وان تمتلك ارادتها ، وعندها ستجد خياراتها كثيرة سواء في حالة الحرب او السلام.