اشياء كثيرة تسقى غابات الحزن فى داخلنا
وتزرع الألم فى أعماقنا
وتتحول بمرور الوقت إلى أشباح
متعطشة للفرح
نرسم دوائر الفرح بدخان أحزاننا
نبحث فى ظلمة الأيام عن فرحة نستند إليها
فرحة .. تجنبنا ألم السقوط
ومرارة الإنكسار
تُرى .. من منا يعشق الأخر
نحن أم الحزن
هل نحن بالفعل نهوى الحزن
نعشق البكاء على الأطلال
كم من مرة طرقت أبواب حياتنا المظلمة
كم من مرة زرت مدننا المكسوة بالأحزان
كم من مرة فتحت دفاترنا المغلقة
كم من مرة أوقدت نار الرماد الخامدة
كم من مرة أعدت الزمان فى قلوبنا
كم من مرة أعدتنا إلى أول الجراح
وأول الألم .. وأول الضياع
كم من مرة أعدت الصور فى أعيننا
كم من مرة باغتنا .. هاجمتنا .. هزمتنا
وكم من مرة كسرتنا .. فأبكيتنا
قد تكون الغربة وطناً
تماماً كما قد يكون الوطن غربة
وغربتنا .. هى شعورنا بالوحدة
هى رقعة الضياع المتسعة فى داخلك
هى بقعة الأمان المستعمرة فى أعماقك
هى عجزك عن التأقلم مع الأرض ومن عليها
هى اختناقك برغم الهواء
هى قيودك برغم الحرية
هى احساسك المرعب بأنك لاتنتمى إلى من حولك
بإختصار الغربة .. هى موتك البطئ بينك وبين نفسك
علي يوسف المومني aliyos6@yahoo.com