(( مع حجم الجرائم المتصاعد في الاردن الغالي ومع تفاهة أسبابها في الغالب ما زال هناك أملا يجتاحنا وشغفا بحب الله يدفعنا لكي نقوم جميعا بأقتلاع الشيطان من مزاجنا العام واستبداله بمسحة من الرحمن تكون كافية لكي نوقف سيلان الدم النازف من بين أضلعنا )) .
*****
رجل يلتف الناس حوله في احدى الساحات ، حليق اللحية منكوش الشعر ، ومن وجهه ينزف الدم على بقايا ملابس ممزقة على جسمه وقدماه بلا حذاء ويده ترتجف ..... وبداية قصته كانت بقفزته من الباص الذي كان فيه ، والقفزة كانت ليس حبا بالنطة بل ببساطة لأن حضرة السائق لا يعترف بالوقوف التام لانزال الركاب اقتصادا للوقت ، فبقيت فردة من حذائه تحت قدم الكونترول المتمترس على طرف الباب .... هذه كانت له بداية مجرد سمة بدن .
ولكن أن يرمي الكونترول الفردة على الشارع والباص متحرك فتصيب سيدة منهمكة في النظر الى السماء ، ويكون هو المتهم لأنه بلا فردة فهذه تحويشة عمره من سمات البدن .
وأن يتحول لمتحرش بالسيدة حسب رأي متحمس قادم بسرعة الريح على صراخها ويحسم الموضوع بالضربات القاضية ودون ان يعرف ان الموضوع هو فردة حذاء ....... هذه هي قمة العشم في شباب اشتهر بأنه ابو الفزعات حيث كانت النتيجة علامات للذكرى استخدم فيها الشفرات على ملامح وجه الرجل ذو فردة الحذاء .
وبعد انتهاء الميمعة كان هناك من يضحك من بعيد بصوت عالى هو الكونترول وهناك كان من يلعن الشاب والشياب وتمسح طرف رجلها من اثر فردة الحذاء وهذه هي السيدة وكان هناك متشردا يهرب بفردتي حذاء هو بائع المناديل المتجول، وكان هناك من يصرخ وينادي على الحشد ويصفهم بأصعب الكلمات ....... ولكنه كان بلا فردتي الحذاء فقد فقد الاخرى بالمعركة الاخلاقية .... كان هذا هو صاحبنا الضحية .
هذا كله قد حدث وببساطة لأن الكونترول دمه خفيف ، أو كانت السيدة سرحانة في السماء ، وربما كان الشاب فاضي أشغال أوكان المتشرد يبحث عن ثمن غذاء ، أولأننا قد نكون نبحث عن مكان نخلع فيه كل شيء ونبقي على الحذاء ، وكل ذلك مع وضع احتمال أن السائق ربما اعتاد أن يصنع في مشواره بعض الضحايا .
هكذا يتم اختيار الضحايا ... عشوائيا وعلى أضعف الناس وربما حسب موقع قدم الكونترول في الباص ...... شيء من التخبيص وقليلا من الاحتيال وبالتأكيد الكثير من الغباء فهذه الاسباب اصبحت تصنع اكبر القضايا وأعلى درجات القهر في الضحايا .
هكذا أصبحت تصنع الحكايا وتذبح العذارى ويقتل الاطفال وتكسر الاطراف ويسال الدم .... لأن الأخ عاد ولم يروقه ان يرى اخته قد سال دمعها أو أم خاب ظنها ، ولأن تعيس الحظ صادفه ساقط ما فلم تعجبه النظرات ....هكذا تصنع الحكايا بلا مقدمات .
وأصبح الأطفال يقتلون عشوائيا وحسب المزاج ..... فتلك حماتها متوترة فقامت بعمل مجزرة ...... وربما نوعا من التغيير قام الجار بقتل الجار ، ولاجل بعض الدنانير مارق يقتل مسكينا بانتظاره افواه عشرة ، هكذا أصبحت القضايا تنسج بلا أسباب وبلا أخلاق ، او ربما بسبب فردة حذاء .
جرير خلف