زاد الاردن الاخباري -
منذ عشر سنوات ,وكف «الخرزة الزرقاء»معلقة على باب أم سعيد - 40 عاما -الخارجي لانها كما تقول تخاف من الحسد. وبلغ بها الهوس درجة جعلتها لا تكتفي بواحدة ,بل بتعليق خمس خرزات أخريات داخل المنزل , إلى جانب قراءة المعوذات لإبعاد شر الحاسدين, طوال اليوم.
فيما لا تحبذ( مي ) 22 سنة الضحك الكثير خشية حدوث المصائب أو الحوادث بعد ذلك الضحك, كما تخشى أن ترف عينها الشمال لاعتقادها بان مكروها سيصيبها . أما (أحلام) 30 سنة فقد اعتادت الدق على الخشب كلما دار حديث بينها والآخرين عن حياتها أو أسرتها أو صحتها لخوفها من الحسد .
إلى ذلك تؤكد (مرام ) 20 سنة إنها تهوى مطالعة كتب الأبراج وتؤمن بها لدرجة إنها تتابع برجها يوميا وتربط بين ما يقوله البرج وتفاصيل حياتها اليومية «.وتتابع « اكره نعيق البوم وصوت الإسعاف ولكن ليس لدرجة التشاؤم منها «.
فيما يؤكد ( عاصم) 32سنة انه لا يؤمن بهذه التفاهات ولكنه لا يحب الأرقام الفردية بشكل عام ويخشى الضحك بصوت مرتفع للاعتقاد السائد أن ذلك فال سيئ .
وما بين الدق على الخشب وكراهية الضحك الكثير والخوف من حدوث مكروه عند سماع نعيق البوم أو حتى رؤية الغراب صباحا والقط الأسود ليلا فان العديد من المواطنين وخاصة العنصر النسائي يتعلقن بهذه الخرافات إلى درجة تصبح معها هذه الأمور جزءا من شخصياتهن وتؤثر على مسار حياتهن بشكل كبير .
وفقا لدكتور العلوم الاجتماعية و الإنسانية في الجامعة الأردنية علي محافظة «إن التطير بهذه الأمور وغيرها من الخرافات المنتشرة بين الناس وخاصة لدى العنصر النسائي, هو نتيجة انتشار الجهل وقلة الوعي بين فئات من الناس إلى درجة تصبح معها هذه الخرافات أساسية وهامة في تحديد مسار حياة البعض «.مؤكدا في تصريح سابق أن انتشار العلم واندحار الأمية يقلل من الاعتماد على هذه الخرافات .
وللتطير صور متعددة منها ما هو مختص بمكان أو زمان معين ومنها المنتشر بكل زمان و مكان كالتشاؤم من رؤية بعض الحيوانات كالحية والقط الأسود والقرد و الغراب , التصبح برؤية أصحاب العاهات كالأعور أو الأحدب أو الأعرج ، و الأرقام كرقم( 13 ) أو (10) أو الأشهر كصفر أو شوال أو الأيام كالسبت و الاربعاء أو الأصوات كصوت الإسعاف او المطافي او تقليم الأظافر بالليل أو الضحك بصورة غير طبيعية أو التطير بالحذاء المقلوب أو المقص المفتوح أو المراة المكسورة أو كنس الدار للمسافر .
وبحسب محافظة فان بعض الأمور التي يتطير بها الناس محليا تعود لأساطير و خرافات قديمة كان يؤمن بها الناس قديما في القرى الأردنية منها مثلا تعليق خرزة( أم حلوق) برقبة الطفل المريض بالتهاب اللوزتين , أو تعليق خرزة حمراء صغيرة بشعر الطفل المصاب برمد العيون لتتدلى بين عينيه وتذهب احمرار العيون , أو تعليق عظمة من حلق الذئب للطفل المصاب بالذبحة الصدرية وجميع هذه الخرافات كانت ظواهر طبيعية قديما بين الناس كسبل للعلاج من الأمراض لعدم انتشار العلم .
ويوضح محافظة أن رغبة الإنسان الشديدة بمعرفة المستقبل وخشيته منه تجعله لا ينظر للمستقبل بنظرة ايجابية أو متفائلة الأمر الذي يدفعه للتوجه لزيارة المنجمين و البصارين أملا بسماع الأخبار الجيدة عن مستقبلهم .
وتاريخ التشاؤم والتمائم قديم ,وقد عرفته الحضارات جميعها ,فمن الخرزة الزرقاء التي تجلب الرزق,او تدفع العين الى التميمة التي تقي من الحسد أو الاعداء.