1-
لا صوت ولا لحن ولا حرف ، و الوجه على الله ، هكذا تخرج علينا بضع فضائيات اردنية ومعها فضائية الوطن لبضع مغنيين ، يتقلدون الزي الوطني شهادة وحيدة لولوج عالم فن مربد كئيب..!
لا يمتلك احدهم ما يخوله للغناء الا ان يقول انا اردني يكررها على نحو لا تمتلك معه إلا أن تقول أين الأردن الذي يسمح بمثل هذا الهراء..!
-2-
ذات مرة غنت صبية اغنية باحتفال رسمي احتفاء بمناسبة للملك المغفور له باذن الله الحسين بن طلال ، جاء فيها : \"دورت كثير ما في مثل ملكنا ، عينه كحلى وحكايته عربية,,! \" ولا اعرف اي العمالقة والجهابذة \"!!\"\" كان يتولى رئاسة التلفزيون الاردني انذاك، والذي ظل يدور الاغنية على مدار الاسبوع ، لولا ان احد مثقفي الوطن كتب يقول ان مثل هذا الكلام لا يليق بهيبة ملك ، يليق بهيبة الملوك كلاما مغنى بالشمائل والفضائل والنسب على غرار ما كتبه يومها احد اعتق اساطير الشعر العربي الحديث محمد مهدي الجواهري ، خجلت ادارة التلفزيون الوطني التي لا تسمع الا من مثقفي السلطة وتوقفت عن تدوير الاغنية التي ارى ان مثلها الكثير اليوم يقدم على صورة ردئية كشهادة ميلاد لمطرب يزعم انه وطني..!
-3-
في مصر غنى شعبان عبد الرحيم ربما مئات الاغاني الوطنية ليس اقلها شأنا \" انا بكره اسرائيل \" لكن اي من الفضائيات المصرية لا تذيع شيئا لشعبان عبد الرحيم باعتباره مطرب حارات لا يمتلك زمام الفن والطرب ويلحقه المثقفون المصريون بعهد عدوية الشعبي الردئ الذي لا يليق بالفن المصري الموصول ما بين سيد درويش الى عبد الوهاب ، مئات المغنيين المصريين المنتشرين في الحواري وعبر افلام الكوميدي التجارية اليوم لا تتشرف اي قناة مصرية بعرض اغانيهم ، حتى في محطات الافلام ترى بعضها وجوب حذف اغانيهم حال عرض الفلم..!
فيما لا تجد فضائيات الاردن ان تعرض كلاما ادنى ما يقال انه ردئ هابط ، اسمع لمطرب ملأ الاردن اسمه متعب السقار يعتقد انه يمتدح النادي الفيصلي الذي هو نادينا جميعا قبل ان يكون ناديه حال الرمثا والوحدات ونوادينا التي نعتز ، فبأي لسان يخاطب مطرب يقول \" لد لد كيف انه كيف اخذ الطابة منه ..\" لا حرج ان يقال ان مثل هذا الهراء لا يليق ان تعرضه فضائيات و حال مطرب اخر يقول \" ماشي ومعنعن لحاله كنه الوزير من اخواله..\" منتهى السخف والهبوط الذي لا يليق بوطن قدم ذات عقود توفيق النمري و عبده موسى وسلوى ، وغنت للاردن قامات مثل فيروز ونجاة وسميرة توفيق من كلمات كبار كسليمان المشيني وحيدر محمود وسعيد عقل، لا اجد كيف تطفو هذه الطحالب الغنائية اليوم على نهر اردني كان يمثل لعهد قريب الغناء الوطني الراقي..!
-4-
اطلب اخر ما اطلب ان تكون ثمة رقابة على اي عمل فني يقدم عبر الفضائيات التي يفترض انها اردنية وكذا التلفزيون الوطني ، رقابة تمنع وتجيز وفق معايير فنية وادبية راقية تليق بالوطن هذا الوطن ، الذي لا يكفيه الفزعة ، و ان نقدم له اسوأ ما تنتجه حناجر صدئة ليس لها مكان الا تنفخ في الكير..!