نجحت إسرائيل وبفضل التحالف الغربي المقيت والمنحاز إلى إسرائيل من إبعاد الاخيره عن الالتزام بمنع انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط ، حيث تحشدت تلك الدول بزعامة الولايات المنحة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا لمناصره إسرائيل في مواجهة الاقتراح العربي لإصدار قرار غير ملزم له قيمة رمزية يدعو إسرائيل إلى التوقيع على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية وذلك خلال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة النووية .
مندوب الولايات المتحدة الأمريكية عبر عن ارتياحه لفشل المشروع العربي متحججا بأن نجاح المشروع قد يطيح بمفاوضات عربية وإسرائيلية للوصول إلى اتفاق سلام في المنطقة ، وتلك حجج تسوغها الولايات المتحدة دوما حيال انحيازها المشبوه للمشاريع الإسرائيلية حتى لو كانت تتعلق بقتل المواطنين الأبرياء او مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات التي يدينها معظم دول العالم باستثناء الولايات المتحدة الامريكبة على مدار تاريخ الانتهاكات الإسرائيلية والأعمال الإجرامية التي تنفذها بحق الأبرياء سواء أكان داخل الأرض الفلسطينية المحتلة او خارجها .
الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في جلب المزيد من الأصوات الرافضة للمشروع العربي ولم تتمكن الا من حشد 51 صوتا مقابل 46 أيدوا الاقتراح العربي مما يشير إلى رغبة أكثر من نصف دول العالم بالإضافة الى الذين امتنعوا عن التصويت بضرورة إخضاع إسرائيل لقوانين المنظمة الدولية التي تنشغل دون طائل بالمشروع النووي الإيراني دون ادنى رغبة بفتح ملف المشروع الإسرائيلي الذي بدأ منذ العام 1962
فإسرائيل وباعتراف العالم الإسرائيلي \"فعنونو\" أكد أن إسرائيل قامت بتطوير أكثر من مائتي قنبلة ذرية، وأنها تقوم بتطوير قنبلة \"النيترون\"، وأيضا أنها تملك من الأسلحة النووية ما يكفى لتدمير منطقة الشرق الأوسط بأكمله \"كان ذلك منذ 16 عاما\"... هذه الاعترافات كانت السبب فى قيام المخابرات الإسرائيلية بنصب كمين له، واستدراجه إلى ايطاليا وهناك وبمساعدة رئيس جهاز المخابرات الايطالي تم اختطافه إلى إسرائيل التي حوكم فيها وسجن لمدة 18 عاما..!!!
إن جل ما سعت وتسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية هنا هو إبقاء الكيان الصهيوني العنصري المنبوذ في العالم خارج إطارات المسائلة والملاحقة ، وخارج إطار المنظومة الحضارية التي تجمع الأمم كافة على الالتزام بقوانينها وأنظمتها الإنسانية ، فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى ومن خلال كل وسائل الدعم والمساندة للكيان الصهيوني إلى فرض أمر إسرائيل على إنها دولة محتلة عنصرية ولا طائل من التعاطي معها بالشؤون الدولية والالتزام بالمواثيق الدولية كعهد بقية شعوب ودول العالم كي تتابع وبكل همجية وعنصرية مخططاتها في الهيمنة والتوسع واحتلال مزيد من الأرض على حساب الشعوب وتخريب الأمم ونزع القيم الأخلاقية الرفيعة التي ترى فيها إسرائيل خطرا على قيمها وثقافتها المختلة والممزوجة بتاريخ واسع من الفساد والدم والقتل واستغلال الشعوب وكأن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية هي تسويق هذه الدولة المارقة و الخارجة على كل قوانين العالم واعتبارها دولة حضارية ديمقراطية رغم كل جرائمها وأفعال ساستها المضطربين عقليا لا بد من حمايتها ومساندتها وسط دول غير ديمقراطية لا تقيم للإنسانية وزنا !!
إن كانت أمريكا وأصدقائها في الغرب ينحازون بشكل غير حضاري وبما يخالف تاريخهم وحضارتهم وإنسانية شعوبهم وليس ساستهم فأن ذلك وان استمر لفترات قادمة سيحول دون بناء جدار الثقة بين الحضارات جميعا ، فالهجمة على المشروع الإيراني في مهده هو رفض العالم لحضارتنا ورغبتان في التقدم ، وكان قبلها موافقة الغرب على ضرب المشروع العراقي عام 1981 ، وكذلك يجد المشروع النووي الأردني لأغراض صناعية وعلمية معارضة البعض من دول الغرب ، فكيف تتأتى لقاءات الحضارات التي يروج لها البعض في ضل رفض الأخر وعدم تقبل أمر تطوره وتنميته ، وكيف لتلك القوى التي ترفع شعار مقاومة وضرب الاتجاهات المعادية لها من الإسلاميين المتشددين وغيرهم في العالم الإسلامي أن ينتصروا في ضل اتساع الهوة والمعاداة والانحياز الواضح لأعدائهم ، فالإسلاميين من تنظيمات القاعدة أو طالبان وغيرهم يستمدون قوتهم وتعاطف الناس معهم بسبب ممارسات إسرائيل ومساندة الغرب \" الصليبي \" لأفعالها الإجرامية بحق العرب والمسلمين ، وكذلك السياسات الأمريكية المعادية بكل وضوح لهذه الأمة ومشاريعها الحضارية والتنموية .
إن كانت الولايات المتحدة الأمريكية تطمح إلى تحقيق فوز صعب على تلك القوى المعادية لها في المنطقة والعالم فلا يروق لشعوب المنطقة ذلك الانحياز الأعمى لممارسات إسرائيل في المنطقة وإخراجها كلما دعت الحاجة من عزلتها الدولية ، وان تعيد صياغة علاقاتها مع إسرائيل على أسس جديدة تحمي بها مصالحها وتقربها من شعوب المنطقة لعل وعسى أن تمحو من ذاكرتهم أنها الدولة ألأشد عدائية للعرب والمسلمين .