يكثر الحديث في هذه الأيام عن المال السياسي اي توظيف المال لشراء الأصوات من أجل الوصول الى قبة الرلمان , اولا أريد ان اسأل هذا الشخص الذي يريد ان يصل الى قبة البرلمان معتمدا على مقدرته الماليه وشراء ذمم المواطنين ماذا سيجني من وراء ذلك اذا كان قصده شريف وفعلا ينوي التطوع في العمل العام حيث ان الأصل في هذه المهنة هي خدمة المجتمع المحلي ووضع التشريعات ومراقبة آداء الحكومه والمحافظه على مكتسبات هذا الوطن مقابل أجر زهيد يتقاضاه من الدوله بالكاد يسد رمقه خلال الأربع سنوات وهي الفتره القانونيه لمكوثه تحت قبة البرلمان وبالتالي وبحسبه ماليه بسيطه فأنه سيكون في جانب خساره ماليه محققه , اما اذا كان هذا الشخص يسعى للوصول الىمكتسبات ماليه عن طريق استغلال منصبه والمتاجره بأصوات ناخبيه كونه يمثلهم قانونا وشرعا والتغاضي عن الكثير من التجاوزات في آداء الحكومة وتمرير القوانين المشبوهه فهذا شأنا آخر .
السؤال الثاني اريد ان اطرحه على هذا المواطن الذي يقبل على نفسه ان يبيع صوته لشخص هو يعلم مسبقا انه سيسقيه السم الزعاف من خلال المتاجره بحقه في العيش العيشة الحرة الكريمه وتمرير الكثير من القوانين الجائره في حقه وحق اولاده ألا يعلم انه كالذي يتاجر بعرضه وشرفه بالقليل من الدراهم هذا عدا عن النظره الفوقيه المملوئه بالكثير من الأحتقار من صاحب المال , هل يعلم هذا المواطن كم هو الثمن البخس الذي يتلقاه مقابل التنازل عن حقه في ايصال صوته الى اصحاب القرار في الدوله . لذلك ايها الأخوه يجب ان نفيق من سباتنا العميق وأنظروا الى تجاربنا السابقه في هذا المجال كيف افرزت لنا شخصيات تاجرت بأرزاقنا وباعت ممتلكات الدوله دون حسيب او رقيب بل ووصل الأمر ببعض المقربين منهم الى تهريب المخدرات وبالسيارات التي تحمل النمر الحكوميه لأفساد وتسميم الكثير من أبناؤنا وانظروا حولكم لترو هذه الآفه كيف هي منتشره بين ابناؤنا وبناتنا , انني اناشدكم ايها الشعب الأردني الحبيب ان تحكموا ضمائركم في ايصال نخبه من الشباب الواعي المثقف وهم كثر مبتعدين كل البعد عن المواصفات والمقاييس التي كانت تتحكم بنا سابقا لأنها الأمانه بعينها وأن تستأجروا القوي الأمين ليكون معينا لكم في تحقيق احلامكم بالعيش في هذا الوطن الذى اصبح يتطاول عليه وعلى ممتلكاته الكثير من تجار الشنطه وسماسرة الدولارات .
وليد المزرعاوي
wmezrawi@yahoo.com