ضرب المثل بكرم حاتم حتى ما بقي عربي فوق الأرض ولا تحتها لم يسمع بحاتم الطائي، حاتم الطائي "طبخ" كل ما يملك أو نصفه حتى فرسه التي وصفت بالعزيزة عليه لأنها كانت "مرسيدس الله وكيلك" وعلى ذمّة بعض الرواة ""4X4 ، سمعنا كل القصص عن حاتم وعن كرمه ولكن يبدو أننا لم نتعلم المقصود أو أنّ هناك شيئا كان بين السطور وللأسف بقي هناك.
لا تغضبوا كثيرا أنا مثلكم كنت أظن أن حاتم الطائي أكرم شخص في الوجود وكنت أتخيل إننا في الأردن وعند الحديث عن الكرم فان الأمر يتعدى "طبخة مناسف" إلى أن استمعت إلى برنامج الأردن اليوم على محطة أيام fm.
لدينا مشكلة كبيرة جدا في الأردن وهي عدد الأشخاص الذين يقومون بغسل كلى أو على الأصح غسل دم، ومشكلة هؤلاء هي بكل بساطة عدم وجود متبرعين، وهذا النوع من التبرع هو فوق كرم حاتم بآلاف المرات، المحزن أن لدينا حالات وفاة كثيرة وفي أوضاع تسمح باستخدام أعضاء الأشخاص المتوفين في تلك الحالات، وخصوصا حالات الوفاة الدماغية حيث أفاد التقرير على برنامج إذاعة أيام أن عدد الأشخاص الذين بالإمكان الاستفادة من أعضائهم هم مائتي شخص سنويا وبالتالي تكون مشكلة غسل الكلى قد حلّت بالكامل في حال استخدام أعضائهم.
سادتي أنا حزين لأني مثلكم أعرف شخصا يغسل دم مرتان أو ثلاث أسبوعيا، واعرف أن حياته وحياة أسرته أيضا شلّت بالكامل وأعترف أني لا املك الجرأة لأتبرع بإحدى كليتي , ولكني أوصي ومن خلال هذا المقال بأن يتم التبرع بكامل أعضاء جسدي (كلها) فور وفاتي لصالح مرضى كل حسب مرضه ، تبرع لا أسألهم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين.
لماذا لا تحوي مناهجنا دروسا عن العطاء الذي يخرج من رحم تراب هذا الوطن الكبير وعن الذين تبرعوا بأعضاء أبنائهم، ليكونوا عبرة لنا، أما كان أولى لو درس أبنائي وأبناؤكم عن أديب العكروش والذي تبرع بأعضاء ابنه المرحوم بإذن الله فأنقذ بذلك أسر عديدة كانت تعاني الأمرّين.
حاتم الطائي كان كريما جدا، أما اديب العكروش فهو مدرسة كرم وبمثله أقتدي.