يبدو ان المواطن أخذ يروض نفسه بين الحين والاخر على زيادة الاسعـــــــــــار و اصبحت هذه الظاهرة عادية جدا وعلينا ان ننحني لها ولا نتفاجأ باي زيادة لان اصحاب القرار لا اظنهم يشعرون بمعاناتنا فما أسهل اتخاذ قرار الزيادة فلايحتاج الا الى ورقة بيضاء وقلم يكتب بحبر يستحيل ازالته ليوقع عليه صاحب الشأن ويصبح ساري المفعول وفورا .
شهر رمضان انتهى ورغم حرارة الجو فان الله سبحانه وتعالى سهل على الامه صيامه والكل شعر برحمته لعباده رغم قلة الرحمة بين العباد في زيادة اسعار المواد الغذائية وحسب القول التجاري ان ما حصل سببه زيادة الطلب على حساب العرض ويبدو ان مادة البندورة التي كانت تزين المائدة الرمضانية بجميع انواعها القلاية او الفتوش او السلطة العادية او غيرها استطاعت ان تصمد على اسعار عالية رغم انتهاء الشهر الكريم وكلما سألنا عن السبب يكون الجواب اشبه بفوازير ليس لها حلول فتارة يقولوا حرارة الجو واخرين بسبب حشرة ادت الى تلفها و قد يكون السبب الاقرب للمنطق هو تصديرها الى الدول المجاورة عن طريق الحيتان ولا نعلم هل هؤلاء الحيتان يجب ان يبتلعوا الاخضر واليابس ولايتركوا لنا شيئا لنأكله حتى البندورة التي سميت بلحمة الفقراء؟؟؟ !!!!!! أم ان هذا الاسم جلب عليها لعنة الزيادة لانهم صدقوا انها لحمة وكما حرموا الناس من اللحمة الحقيقية اقسموا اليمين ان يحرموهم أي شيء يمس لها ولو بالرمز والاغرب من ذلك اننا في بلد البندورة ومشهود لها بالجودة والحجم والحمرة ولكن هذه الصفات يجب ان ينعم بها ابناء البلد وليس الدول الاخرى لا ان نتحسر عليها وكأن قطيعة ألمت بنا .
ان مايحصل من ارتفاع للاسعار يجبر الحكومة ان تتدخل لوقف تغول التجار والشركات على المواطن الذي اصبح لايتحمل الضربات والصفعات التي تأتيه يمينا ويسارا الا اذا زادت الرواتب لتتوازن مع الزيادات المتتالية للاسعار التي هي اشبه بالمسلسلات المكسيكية والتركية التي تبدأ بالحلقة الاولى ولا نعرف متى تنتهي ولن نقبل ان نستورد مادة ارضنا خصبة بانتاجها ونعرف اصلها اما مايقال ان الاستيراد هو لاجبار التجار على تخفيض اسعارها فتلك كلمة حق اريد بها باطل لان التاجر المستورد هو نفسه من قام بالتصدير لذا على الحكومة ان تستخدم نفوذها لتطبيق القوانين فكما منعت تصدير الخيار تستطيع منع تصدير البندورة اما من يقترح المقاطعة كأفضل حل فاننا لانستطيع تطبيقه والحق معنا فاذا كنا نريد ان نقاطع كل شيء لزيادة سعره لن نأكل شيئا ولن نتنعم باي خدمة وسنصبح جلدا على عظم وقد يلجأ القطاع الخاص الى طرد موظفيه لان اجسامهم واشكالهم لم تعد تليق بالوظيفة ولا بالشركة .
لذا اتمنى ان تقوم الحكومة الرشيدة التي تستحق هذا اللقب بمنع التجار تصدير المواد الغذائية الاساسية التي تؤثر على معيشة المواطن ومنها البندورة التي هي شعار الاردن لجودتها وحتى لانقول للبندورة وداعا فلن نلتقي كما اللحمة البلدية بل يجب ان نقول لها سنلتقي قريبا ويامحلى اللقاء فطالما هناك حكومة وقانون ينطبق على الجميع لابد ان يكون اللقاء الحميم قريبا فموائدنا باشد الحاجة واللهفة اليك وسندويش الفلافل ليس له طعم بدونك ولتبقى قلاية البندورة عامرة محمرة بمحتواها حتى لو كانت بدون لحمة .
المهندس رابح بكر
الاردن – عمان 00962795574961
00962788830838
RABEH_BAKER@YAHOO.COM