(مقاطعة الانتخاب من قبل الحركة الإسلامية وما عليها)
بقلم : رجا البــدور.
سيمر بلدنا في قادم الأيام انشاء الله في عملية مخاض ديمقراطي هي من ركائز وأعمدة الخيمة الديمقراطية ألا وهي الانتخابات النيابية , الآن... ما هو المطلوب من الناخبين وخاصة الشريحة المجتمعية الأوسع والأكبر ألا وهم الشباب ,وما هو الدور الذي سيضطلعون به لإفراز مجلس نيابي شبابي قادر على استيعاب المرحلة وتطويع كافة الظروف لخدمة الوطن والمواطن , وهل يستطيع الشباب بعد حسن التوجيه والدعم لعب هذا الدور المناط بهم ( هذا هو المطلوب والمأمول منهم والذي نستشفه ونقرأه وغيرنا في رؤى جلالة الملك حفظه الله لدور الشباب القيادي في المستقبل القريب .
والشيء الذي لا يوارى ولا يجب أن نغفل عنه أن هناك صعوبات واحراجات قد تواجه القطاع الشبابي, منها دور العشيرة , المصالح الخاصة , الإغراءات المالية,( المال السياسي ) في عصر انتشرت فيه البطالات بأنواعها الاقتصادية ,الأخلاقية … فهنالك من يفضل أل 100دينار وينتخب بعكس قناعاته , نقول نعم , هذا موجود فهذا مجتمع فيه من فيه, من الكبير والصغير , صاحب الخلق من عدمه, المثقف والأمي ..... وعلى كل الأحوال هذا متوفر في كل دول العالم مع اختلاف النسب, وأما الحلول لمثل هذه المنغصات للعملية الانتخابية فهي متنوعة وكثيرة, وتلعب النخب والشرائح الثقافية, ودور العبادة والإعلام الموجه, والدور الحكومي دوراً كبيراً في الحد منها.
بالإضافة إلى ذلك وبما أن غالبية القواعد الانتخابية هم من فئة الشباب فلا بد, ووجوباً عليهم أن يقوموا بدورهم من حيث دعمهم لبعض البعض , وأن لا يتركوا لغيرهم مساحة تؤثر في حكمهم واختيارهم للنائب الشاب الذي يمثلهم مستقبلاً تحت القبة .
قد يقول قائل: ما هي صفات الشاب /الشابة النائب الذي نريد ؟
هل نريد النائب الشاب عمراً. ؟
أم هل نريد النائب الشاب فكراً وإبداعاً. ؟
نرد بصحة وجود مثل هذه الأمور مع ندرتها, فهناك من الشباب من عمره شبابي بحساب السنوات, ولكن فكره ما زال معلقاً أو تسيطر عليه أفكار عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي, أفكار بالية ومستهلكة لا تصلح للعصر الذي نعيش !!!.ومن زاوية المقابلة في العمر, وحتى لا نظلم الكبار في السن وبيوت الخبرة الذي نحترم ونجل, فمنهم من تجاوز عمره الستين وربما السبعين ويملك أفكار شابة مبدعة بلا أدنى شك.
لكن في محصلة الجواب على مثل هذه المطروحات نقول: الشاب / الشابة النائب الذي نريده, والذي هو قادر على دفع عجلة التقدم للإمام
,والذي يمثل الشريحة الأعظم بالوطن بالبرلمان القادم هو بكل تأكيد الشاب /الشابة عمراً و فكراً ,هذا الذي يجب أن يساند ويدعم من قبل الجميع, أولاً من كبار السن وبيوت الخبرة, ومن القطاعات الشبابية بالضرورة والحتمية ثانياً, لأن مصلحة الوطن العامة والحكمة في هذا الاتجاه تتطلب أن يكون هناك قيادات شبابية في الصف الثاني والثالث ,مؤهلة لخدمة البلد, ويجب أن تعطى هذه الفئة الفرصة للممارسة العملية لتحقيق هذا الهدف ,أما احتكار الكرسي النيابي والوزاري حتى أرذل العمر, وانه لا غيري, فهو الفشل , بل هو عينه , ولا أعرف صدقاً أذا لم نبدأ الآن بهذه الخطوة للأمام فمتى سنبدأ!!.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر, فهناك من ينادي بمقاطعة هذه الانتخابات أو أعلن مقاطعته, مثل حركة العمل الإسلامي فلا أرى بأسا من طرح بعض النقاط باختصار مندفعين بذلك من احترامنا للجميع, وتقديرنا للدور الذي لعبته الحركة في تقدم الوطن, وستكون هذه الأطروحات على شكل أسئلة تتسلل للفكر والخاطر, ولماذا قامت الحركة بإعلان المقاطعة , وهل هناك خطأ أم لا, كل ذلك من منطلق حرية التعبير لا أكثر ولا اقل.
***الحركة تملك حق المشاركة كما المقاطعة بالانتخابات ؟؟
**صحيح , ولكن كما تشارك القواعد الشعبية للحركة بالانتخاب عند قرار المشاركة, يجب أن تشارك هذه القواعد الشعبية في قرار المقاطعة ,بمعنى أن قرار المقاطعة لا يجوز أخذه فقط من قيادة الحركة والنخب فيها ,لأنه من حق القواعد الشعبية ولا يجوز أن تحرم منه .
فكان الأجدر بالإخوة في قيادة الحركة, عمل استفتاء في القواعد ومن ثم اتخاذ القرار, ولا يكتفي بعدة أصوات في هذا القرار المصيري, هذا من ناحية , ومن أخرى لا يجوز إن نحرم قواعد شعبية بهذه الأعداد الضخمة من حق وجود شباب يمثلونهم ويطالبوا ويدافعوا عن حقوقهم ,ورحم الله علماءنا عندما قالوا : منعك العلم عمن يستحق هو نفس ذنب إعطاءك العلم لمن لا يستحق... وهو نفس ما حدث مع قيادة الحركة الإسلامية عندما اتخذت قرار المقاطعة , فقد منعت الكثير من الناس من قواعدها من حق أن يكون لهم شاباً / شابة في المجلس يمثلهم , وهذا خطأ فادح قامت به قيادة الحركة اتجاه قواعدها, وهو نفس الخطأ عندما تقدم الحركة لمن لا يستحق , ولكن هنا يجب التفريق من أن الحركة الإسلامية تقدم ممثليها من النواب للوطن وهذا حق وطني وشرعي عليها, ولا تقدمهم للحكومة , ولا يقول عاقل فيهم أن الوطن لا يستحق , أبداً..والدليل هو انه عندما تطرح الحكومة برنامجها لنيل الثقة فأن ممثلين الحركة يحجبون عنها ثقتهم, إذن كان يجب أن تشارك الحركة في الانتخابات ونحن نشجعها على استدارك ذلك .
***قضية أن الحكومة لن تعطينا ما نريده من المقاعد وإنها سوف تقوم بالتزوير في حال مشاركة الحركة...الخ ).
**نقول وليس دفاعاً عن الحكومة ,انه لا يجوز الحكم على الامور الغيبية شرعاً وتقليداً, دليلنا في ذلك قوله تعالى على لسان أبناء يعقوب (ص) في سورة يوسف ,الآية نصها: وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين, صدق الله العظيم .
إذن نحن نشهد على الامور بما نعلم فيما مضى من عمرنا ,لا فيما نستقبل من أيامنا لان ذلك غيب لا يعمله إلا الله ,وسأضرب مثالاً للتقريب , هل يستطيع أي من أعضاء الحركة أن يحلف يميناً منعقدة بالله أن الحكومة ستقوم بالتزوير, لا اعتقد أن أحدا سيقوم بذلك, الآن لنسئل لماذا, الجواب أن ذلك من الغيب, إخوتي إذا كان الحكم بالظن لا يقبل من المسلم بدليل قوله تعالى: ( إن الظن لا يغني من الحق شيئاً) الآية الكريمة, فكيف نحكم على ظن لا يجوز لنا أن نحكم به, وفوق كل ذلك هو في علم الغيب.
***أما قاعدة أكون أو لا أكون , إما أن اخذ الأبيض أو اختار الأسود ,إما كل ما اريد أو لا شيء ؟؟
**فهذا ليس من منطق الحصافة السياسية في شيء لتتعامل به النخب الحزبية مع الحكومات.
فالذكاء السياسي يتطلب أن نقبل اللون الرمادي, أو البنفسجي أو.. وذلك لإتمام نشر الفكر بين قواعد الشعب, للوصول للأهداف المنشودة للحركة, فالمرونة مطلب رئيس كل الطلب في هذه الأحوال.
***هناك من يقول أن فكر جبهة العمل الإسلامي قد طغى على فكر حركة العمل الإسلامي, وان هناك صقور وحمائم...
**أخي الأردني/أختي الأردنية : لا يوجد صقور على البلد والوطن, الصقور في البلد والوطن, فالكل يجب أن يكون صقوراً إن كانوا إسلاميين , شيوعيين , مستقلين, في حالة الدفاع عن الوطن , والكل حمائم بل عصافير في حالة دفع عجلة تقدمه للأمام, والانتخابات النيابية تنطبق عليها الحالة الأخيرة .
***هناك من يدعي أن الحكومة لا تريد أصلاً للحركة أن تشارك وما هذه إلا مسرحيات منها !!.
أقول: هذا مما يضحك الثكلى ويبكي العروس, لماذا, لان في يد الحركة المشاركة ورد هذا الادعاء.
على كل الأحوال نرجوا من الإخوة في قيادة الحركة إعادة النظر بالقرار وبسرعة, مندفعين كما قلت في بداية التعليل من حبنا واحترامنا للكل (انتهى).
نعود لموضوع الشباب وانه لابد للجميع من دعمهم ليلعبوا دورهم في خدمة بلدهم مصلحة لهم ولبلدهم, وهنا يجب أن يبرز دور وزارة التنمية السياسية (كتبنا مقال فصلنا فيه دور وزارة التنمية السياسية والمطلوب منها جزئياً بعنوان: المطلوب من الجميع معرفة.... وهو متوفر على الشبكة لمن يرد المزيد) .
وأيضا لا ننسى دور المجلس الأعلى للشباب فهو معني مباشرة بدعم القطاع الذي يديره , ولا أظن ذلك يغيب عن فكر رئيسة معالي أبو عدي, السيد احمد عيد المصاروة هذا الصديق الذي نعرفه شخصياً الذي استطاع أن يعيد تدريجياً هيكلة القطاع الشبابي بالمملكة, وقدم الكثير ومازال... رجل صاحب فكر شبابي نير, وثقافة موسوعية نشهد له بها.
ولكن وكما يقول المثل البدوي ( الطمع بالأجاويد ) فنحن من هذه النافذة البدوية نطلب من معاليه المزيد .
أخي القارئ: إننا كشباب إذا لم نفعل ما علينا من انتخاب مجلساً شبابياً, فعال, مثقف, يعرف مصلحة الوطن أين, ومتى يحجم ومتى يقدم, فسنعود لمجلس نيابي تقليدي , يبحث النائب فيه عن خط باص, أو توظيف عدد من أقاربه, أو يصوت على قرارات مصيرية برفع يده وهو نائم, نائب لا يفرق بين النفقة الراسمألية والجارية....وكل ذلك من نتاج أيدينا , عندما نقاطع المشاركة أو نتقاعس عنها.
أخي الشاب / الشابة:
ملك البلاد وعميد أل البيت حفظه الله من فئة الشباب, مهد وذلل كل الصعوبات تماماً لهم, رئيس الحكومة أيضا منهم, ويعمل على تحقيق الرؤى الملكية اتجاههم, يبقى أن لأعذر بتاتاً لنا, وان كنت قد قلت لكم في عنوان المقال شباب... لا تنسوا الانتخاب, فها أنا أقول لكم في أخره .. الرجاء الحار شباب.. لا تنسوا أبدا الانتخاب.
حفظ الله بلدنا وقائد مسيرتنا للأمام , عميد أل البيت ,ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية وولي عهده الأمين ,هذا وبالله التوفيق والى اللقاء.
rjaalbedoor@yahoo.com