بقلم محمود موسى هياجنة
يذكرني حال المواطن الاردني هذه الايام بــ فيلم للفنانة المصرية فاتن حمامة يحمل عنوان \"أفواه و أرانب\" والذي أتخيل فيه منظر لتسعة أطفال يتزاحمون على تناول الطعمية أو الفول و يتضاربون من اجل قسمة رغيف خبز وسط ذهول و صدمة والدتهم الحمامة .
ظهر هذا اليوم تزاحم مواطنون في حسبة اربد المركزية و أعتقد انهم موظفو حكومة يرتدون بدلات سفاري من أجل رؤية بائع خضار يصرّح و لأول مرة بأنه سيبيع البندورة بالفرط إعتبارا من صبيحة يوم غد و أنها ستصبح في عداد الفواكه و ستباع في محلات الزينة لتبقى خالده في ذاكرة جميع الاردنيين .
أحد المواطنين قام بتقبيل \"زر بندورة \"قائلا فداك ابي و امي و آخر لم يتذكر لونها هل هي حمراء او صفراء او برتقالي.
عند مرورك من محال الخضار و بالتحديد حسبة اربد المركزية و مع سماع تكبيرات الأذان من مسجد اربد الكبير لعلّك تلاحظ وجوه بعض المواطنين و هي مصفرّه تبحث عن لوحة أسعار تناسب جيوبهم المليئة بأدوية الضغط والسكري و لكن دون جدوىالأسعار نار و التجار نار والبندورة والثوم نار والراتب من أول الشهر أصلا طار فلا يعرف المواطن في أي اتجاه يذهب الكل ضده و الابواب جميعها مغلقة في وجهه راتبه لا يكفي لشراء كل ما تشتهيه زوجته المتوحمة و أبناؤه فلذات كبده الجالسين على درجات باب الحارة بإنتظار معاونته على حمل أكياس الخضار و الفواكه عند هذه اللحظات يبدأ الوالد بــ مد يده اليمنى نحو صدره من جهة اليسار مع حكّة بسيطة لشعوره بأن هناك جلطة قلبية عابرة ربما قد جاءت و ذهبت مسرعة الى مواطن آخر يبكي على ثلاجة دجاج .
يغادر المواطن المهموم الموقع بإتجاه البيت مع ما يلازمه من تنهيدات تفوق صياح الباعة المتجولين ويداه فارغتان من أي كيس حتى من خاتم الزواج و مع مرور الايام وعلى هذا المنوال يصاب المواطن بحالة من عدم الاستقرار الجوي فتبدأ المنخفضات القلبية والدماغية تسيطر على صحته حتى ينعاه الباعة المتجولين ولا حول ولا قوة الا بالله ودمتم برعاية الله
هل يعقل يا حكومة بأن تباع البندورة بـ الفرط كــ السجائر
هذا ما حصل مع زملائي صبيحة هذا اليوم حيث قام أحد التجار ببيعهم البندورة بــ فئة الزر بسعر عشرين قرش للزر الواحد
محمود هياجنة 0776919616