زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - تمهل رئيس الوزراء الأردني الجديد الدكتور هاني الملقي لأكثر من 48 ساعة في إعداد طاقمه الوزاري بسرية مطلقة في إشارة ترجح ما ذكرته «القدس العربي» سابقاً بأن العناصر الأساسية في فريق الملقي تم الإتفاق عليها سابقاً وما تبقى ملء الشواغر بالعناصر المناسبة بدون إسقاط حسابات المحاصصة الجهوية المألوفة.
خلافاً لما يحصل بالعادة لم يتسرب الكثير عن هوية الطاقم الوزاري حتى ان الصحف والمواقع الإلكترونية تعرضت لحجب متكامل من المعلومات في أول خطوة نجاح للملقي بعدما استطاع عزل مشاورات التوزير عن بوابات التسريب تماماً.
القائمة الوحيدة التي تسربت لوزراء حكومة الملقي كانت وهمية وأقرب لإشاعة مقلدة والرجل حتى ظهر أمس الثلاثاء احتفظ بالتفاصيل لنفسه ولدائرة ضيقة جداً من المقربين والتقى عشرة مرشحين على الأقل حسب معلومات «القدس العربي» كل على جانب على اساس ان يتمكن من تعيين كادره مساء الثلاثاء وبالتالي أداء اليمين الدستورية.
ما خدم الملقي في السياق وقلص من التسريبات والتكهنات على الأرجح هو تعطيل البرلمان حيث كان النواب عادة عندما يساهمون في المشاورات المصدر الأساسي والمركزي لتسريب الأسماء.
بمعنى ان الملقي «المحظوظ» إلى حد كبير يعمل بمساحة مستقلة وسط انطباع عام بأنه لن يستطيع تغيير الوجوه كثيراً وسيضطر للكثير من رموز الوزارة المعروفين خلافاً لمشاورات سابقة له بوجود وزير التخطيط الدكتور عماد فاخوري ومدير مكتب الملك الدكتور جعفر حسان أنضجت على الأغلب قائمة الأشخاص المختارين بعناية وفقاً للبرنامج المناط بالوزارة الجديدة.
«الأسماء أصلاً شبه جاهزة»، هذا هو الانطباع الرئيسي السائد حتى قبل إعلان مجلس الوزراء الجديد، الأمر الذي يفسر ضعف التكهنات المعتادة في مثل هذه الحالات.
في كل الأحوال لا يبدو الملقي مستعجلاً وفي أول تصريح له شدد الرجل على أنه سيعمل بهدوء لكن هذا الهدوء سرعان ما سيتبخر وسط مخاوف السياسيين الخبراء من أن يلجأ الملقي لاختيارات اعتيادية وكلاسيكية سبق تجريبها.
في كل الأحوال سيعمل الملقي بدون برلمان وهذا عنصر لصالح فريقه وإن كان يوحي بان حكومته قد تكون إنتقالية ومؤقتة قبل حكومة أغلبية برلمانية تحدث عنها القصر الملكي مرات عدة في الأسابيع الأخيرة.
الساسة الكبار يقولون مبكراً بأن خبرات الملقي الإدارية إيجابية وفعالة وهو إبن عريق للمؤسسة البيروقراطية ويعرف مداخلها ومخارجها بالاضافة إلى أنه يتميز بالقدرة على اتخاذ القرار وإن كانت الملاحظة المسجلة عليه شخصياً من كبار السياسيين تؤشر إلى «عصبية محتملة» وتشدد في الرأي في المسار الإداري وهي ملاحظة تزداد قساوة لأن التحديات صعبة وتتطلب الكثير من العمل الهادئ.
يمكن مسبقاً تلمس الإشارات التي يقصدها المستوى الأمني وهو يتحفظ أو لا يتحمس لوزارة الملقي من خلال ردود فعل الشارع «الباردة جداً» تجاه إعلان وزارة جديدة برئاسته حيث طغت مظاهر البهجة برحيل حكومة النسور أكثر بكثير من مظاهر الاحتفال.
وسائط التواصل الإجتماعي أظهرت قدراً كبيراً من المشاعر السلبية عندما يتعلق بالوزارة الجديدة وظاهرة تكسير الفخار بمناسبة رحيل حكومة النسور تصدرت حتى عن التعبيرات المتفائلة ولم تبرز اي محاولات لا في وسائط التواصل ولا على مستوى الأحزاب السياسية لإظهار البهجة بالدكتور الملقي ووزارته الجـديدة.
لافت جداً في السياق ان الشارع يحتفل برحيل النسور فيما حظي الرجل بواحدة من أنعم وألطف رسائل القصر في قبول الاستقالة حيث إشادة كبيرة بجرأة النسور وشجاعته وتحمله للمسؤولية على مدار ثلاث سنوات وهي مفارقة قدر الناشط السياسي والإعلامي إسلام صوالحه انها تستوجب التأمل لمعرفة ما إذا كان الإيقاع المرجعي بمجسات متبانية مع إيقاع الشارع.
القدس العربي