أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ العفو الدولي: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي العراق يرحب بإصدار"الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت الهاشمية تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية 2035 مشاجرة في مأدبا تسفر عن مقتل شخص واصابة آخر
الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها والروس فضحوهم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها والروس فضحوهم

الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها والروس فضحوهم

04-06-2016 11:27 AM

الأزمة في المنطقة الشرق الأوسطية، تتحوّا ناراً وشنّاراً، وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة، ومفتاح الحل في هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاك المنطقة(غرب آسيا بأكملها)، فاذا نجح اليانكي الأمريكي وجوقته والكومبارس المرافق له، بالسيطرة على سورية كان ذلك ضربة قاسمة لمحور المقاومة من ناحية، وروسيّا من ناحية أخرى، وهذا من جانبه يفسّر أحد أسباب التدخل الروسي والأيراني وحزب الله في الأزمة السورية. فسورية ليست الوادعة تونس الخضراء، وليست مصر التي شلّتها الكامب ديفيد، وليست ليبيا المحكومة بكتاب أخضر، وليست اليمن الفقير بفعل جاره الذي يضربه ويعتدي عليه كل يوم تحت عنوان اعادة الرئيس الفار ببرقع النساء، سورية بنسقها السياسي ورئيسها، ليست بلداً على الهامش الخرائطي، يكفي أن تجيّش بعضاً من داخله حتّى يسقط رئيسه، بتظاهرات وأغنيات ومواويل وبرامج اتجاه معاكس ومقالات وتحليلات، تبثها بعض فضائيات عرب روتانا(مش حتئدر تغمّض عينيك).

 

الأرض بما رحبت انقسمت وضاقت كخرم ابرة حول هذا الرجل الرئيس الأسد، وانّ مراهقات سياسية ودبلوماسيات الصعلكة لعربان روتانا مع بعض خصي وتدمير للوعي العربي، تشرح وتكشف بعضاً من أسباب ثبات النظام السوري. حال البعض منّا ليس أسوأ من معظم علماء الأركولوجيا المنوطة بهم مهمة دراسة آثار المجتمعات الإنسانية الغابرة وتراثها الحضاري والثقافي، ولكن يبقى المغفّلون والسذّج منهم أقلّ ضرراً وخطراً من الأشقياء الدهاة المأجورين أو المتحيزين الذين يصنعون متاهات التاريخ والجغرافيا.

 


نعم العرب كثبان بشرية على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، وأمريكا صارت ضرورة شيطانية لبعض العرب، والغرب كان يعلم أنّ ذلك الوحش الأيديولوجي القاعدة وداعش يترعرع في دورتنا الدموية، وعملوا على برمجته إلى اللحظة المناسبة التي تدق فيها ساعة الانفجار، وعندما تبعثر السوريون الطبيعيون تبعثر العرب معهم، والأمريكان تسكنهم قعقعة المصالح بينما العرب تسكنهم قعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة التي تدعى العرب، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط. الكيان الصهيوني(ثكنة المرتزقة)المصنوعة من شتات يهود العالم وصهاينتهم في فلسطين المحتلة كل فلسطين، الى حد ما وبشكل جزئي، هو قوّة اقليمية بفعل غطاء دولي متعدد، يشترك بتدعيمه بعض العرب وبعض المسلمين لا بقواه الذاتية، أرسيت قواعده منذ زمن اغتصاب فلسطين من القرن الماضي، وما يجري الآن من هبّة شعبوية فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، تتحول نحو انتفاضة مسلّحة في كامل الضفة الغربية المحتلة وغزّة المحتلة وفي داخل الشمال الفلسطيني المحتل(ثكنة المرتزقة اسرائيل).

 

تحدد مصير هذا الكيان وأفق بقائه واستمراره كقوّة اقليمية بفعل الغطاء السابق ذكره، في ظلّ هذه الهبّة الشعبوية التي في طريقها الى انتفاضة ثالثة متعددة أشكال النضال بما فيها المسلّح، أعمق من سابقتيها حتّى وان تم احتوائها لاحقاً، من بعض العرب الصهاينة وبعض المسلمين الصهاينة، كون الحالة الفلسطينية في حالة استمرار لبقاء الأسباب والمسببات لأستمرار الأحتلال، والمسارات الخيانية الأستئصالية للشعب الفلسطيني الحي، لآنّها ببساطة(أي الهبّة الشعبوية الحالية)أنهت استراتيجية ادارة النزاع التي ينتهجها الصهيوني بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة منذ زمن، والمسندة من البعض العربي لا يقيم اتفاقيات معلنة مع تل أبيب عاصمة ثكنة المرتزقة هذه، وعلاقات هذا البعض العربي أقوى من علاقات عمّان والقاهرة مع هذا الكيان الصهيوني.

 


وبالرغم من الموقف والفعل من سياسات الرئيس أردوغان وحكومته، من سورية قلب الشرق وتاجه، ودفعه لزبالة الأرهابيين الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع منذ بداية المسألة السورية كموأمرة أممية، الاّ أنّنا نرى أنّ البلدربيرغ الأمريكي يضع تركيا(الجغرافيا والديمغرافيا)ضمن دوائر استهدافه ولو بعد حين، وما تفجيرات العاصمة التركية وبعض مساحات الجغرافيا التركية والتي تقع بين الحين والآخر، الآ مؤشر بسيط رغم جزالته على صدق ذلك، وان كان بالمعنى التكتيكي ليؤسس للمسار الأستراتيجي لاحقاً.

 

لذلك من زاوية الغرب ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون الى الجمهورية التركيّة بأنّها يجب أن تبقى تحت رعاية غطاء دولي يمنع وفاتها من ناحية، بسبب تساوقها مع رؤى البلدربيرغ الأمريكي في الداخل السوري والمنطقة وهاهو الأرهاب يرتد عليها، ويمنع شفائها من لوثة الأرهاب وعقابيلها وتداعياتها من ناحية أخرى، والتفجيرات المتتالية خلال عام مضى قرينة صحّة قطعية على ما هو مرسوم.

 

في حين أنّ الجمهورية المصرية العربية، تحاول جاهدةً حياكة غطاء دولي واسع(بالرغم من ترددها من سورية لصيانة الأمن القومي العربي، حيث نريد موقفا مصرياً أكثر وضوحاً وفعلاً، وان كانت القاهرة ساندت بشكل واضح الفعل العسكري الروسي في الدواخل السورية)وما زالت القاهرة أسيرة ورهينة لمعادلات دولية وداخلية، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تمسك بمفاصل دورة حياتها السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية، عبر مظلة دولية سمحت بانتاج آلية تعطيل لقواها الذاتية عبر اتفاقيات كامب ديفيد، لكي يكتمل حول معصمها القيد. وصحيح أنّ الرياض قوّة اقليمية ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية وبفعل غطاء دولي أرسيت قواعده في أربعينيات القرن الماضي لا بقواها الذاتية، كشف ذلك بكل وضوح الفخ اليمني لكي يستنزف السعودية ماليّاً وما أبعد من ذلك. وسورية ورغم الجراح والنزف المتعدد، بنسقها السياسي وجيشها العربي العقائدي ومقاومتها الشعبوية، وصمود شعبها ومجتمعها وتماسك القطاع العام وعدم انهياره، رغم الحرب الكونية والصراع على سورية وفي سورية وثبات وصمود الرئيس الأسد، هي من تمنع الأصوليات الأرهابية الثلاث:

 

الصهيونية العالمية، الوهابية وهي اس وجذر الأولى، العثمانية الجديدة، من تفجير المنطقة بالكامل. الفدرالية الروسيّة بفعلها العسكري تحاول ملىء الفراغ المتأتي عن فشل السياسات الأميركية، وعلى رقعة جغرافية تؤدي عليها اسرائيل دوراً محوريّاً، فمنعت الى حد ما العربدة الأسرائيلية في السماء السورية وعلى طول الساحل السوري، كما فرضت حظراً جويّاً في الشمال السوري بفعل الأمر الواقع، فلم نعد نرى ونسمع عن تدخلات تركية تسند أدواتها المسلّحة في الداخل السوري عبر عربدة طائرات الأف 16 التركية المتقدمة، حيث طائرات السوخوي 30 الروسية والمعدة للمواجهات الجويّة الجويّة حاضرة وجاهزة، وعادت بزخم من جديد. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى في الوجود العسكري الروسي في سورية، من شأنه أن يولّد استقراراً فيما تسميه تل أبيب(سورية الصغرى)، حيث ذلك يطيل أمد القتال في سورية ويستنزفها هذه هي المعادلة الأسرائيلية الأستراتيجية المفضّلة، كما ترى ذات ثكنة المرتزقة هذه أنّ الوجود العسكري الروسي قد يحد من قدرة الدولة السورية وجيشها، وايران وحزب الله على الدخول في حرب مع اسرائيل وعليها، كونه في حالة الحرب فانّ الوسيط سيكون على الأرض وفي الميدان ويملك علاقات مع الجميع.

 

مع التأكيد أنّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)تخشى محطات رادار يديرها الروس مع السوريين وبالقرب من الحدود الأردنية السورية والمثلث المشترك، من شأنها التشويش والأطباق الألكتروني على الرادارات الأسرائيلية، مقابل خشية ثكنة المرتزقة هذه أنّ الفعل العسكري الروسي الشامل والمتعدد على كامل الجغرافيا السورية بما فيه الساحل السوري الطويل، أن يحد ويقيّد العديد من سلّة النشاطات الأسرائيلية البحرية، خاصة بعد ضرب مواقع دواعش الماما الأمريكية بالصواريخ الروسية من بحر قزوين(بحر الخزر)وعلى مسافة 1500 كيلو متر في الشمال السوري، وأصابت أهدافها بدقة متناهية، مما جعل البنتاغون ومن ارتبط به من اعلام عربي وغربي، من شن حملة اعلامية شعواء في محاولة يائسة بائسة للأضرار بسمعة الصناعات الروسية والأختراعات العسكرية المتعددة، حيث كانت الرسائل السياسية والعسكرية متعددة وشاملة، لكل أطراف محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض عرب وبعض غرب. والأنكى من كل ذلك هو أنّ: ثكنة المرتزقة(اسرائيل)لم تحصل على أي ضمانات روسيّة واضحة بعدم السماح بنقل أسلحة متطورة من سورية وايران الى حزب الله، لا بل أنّ الرئيس بوتين لم يجمّد اتفاقية صواريخ اس 300 لأيران ووصلت طهران، كما أنّ بوتين لم يوعد الصهيوني نتنياهو بشيء بخصوص سحب حزب الله من القنيطرة ونزع الأسلحة من هذه المنطقة، وكل ما قاله بطرس العظيم لنتنياهو أنّ سورية ليست بصدد فتح جبهة جديدة في الجولان السوري المحتل حتّى اللحظة وضمن الظروف الحالية.

 

وعليه لا اتفاق روسي اسرائيلي سوى لجينة(تصغير لجنة)عسكرية مشتركة، لأعلام اسرائيل فقط بلحظة بدء قصف أدوات الأرهاب الأسرائيلي في الجنوب السوري، لكي تحتاط تل أبيب من عودة ما أدخلته ورعته وعالجته من ارهابيين في الداخل السوري اليها، وثمة زيارات غير معلنة تتم بين الحين والأخر للجنرال نيكولاي بوغدنوفسكي نائب رئيس أركان الجيش الروسي الى تل أبيب في سياقات ذلك لا أكثر ولا أقل. انّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ورئيس عصابتها نتنياهو يدرك أنّ تحويل المخاطر من التواجد العسكري الروسي والفعل العسكري لموسكو في الميدان الى فرص يستفيد منها، يبقى محدود الضمانات حيث السياسة الروسية موجهة الى واشنطن والغرب الأوروبي، ولا تقتصر حساباتها على هواجس ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، وحاول الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن يوهم مجتمع ثكنة المرتزقة(اسرائيل) أنّه حقق اتفاق ما مع موسكو، وأنّ زياراته المعلنة وغير المعلنة ناجحة بكل المقاييس لكنه فشل في ذلك، وفضحه بعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني الموضوعي، ونشر غسيل فشله على حبال اعلام ثكنة المرتزقة(اسرائيل)، لا بل وأزيد من ذلك قال اعلام المرتزقة الصهاينة: أنّ الأتفاق الروسي الأسرائيلي(الوهم)يمس في العلاقات مع واشنطن، ويساهم في تقوية المحور الأيراني في المنطقة، ويرى كاتب هذه السطور أنّه يبدو، أنّ عدوى حمق بعض الأعلام الخليجي وحمق بعض الأعلام العربي، انتقلت لبعض الأعلام الأسرائيلي الصهيوني المنافق والمؤيد لبنيامين نتنياهو.

 


انّ الحضور العسكري الروسي الفاعل والمتفاعل ومفاعيله ونجاعة ضرباته لسلّة زبالة الأرهابيين وعلى رأسهم عصابة داعش(الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية)وعلى جلّ الجغرافيا السورية، خلق(ستاتيكو)جديد متعدد ومتطور على الساحة الأقليمية والدولية قبل الداخل السوري ودول جواره، وفضح كوميديا مقاتلة داعش الأمريكية، وأوضح أنّ الأمريكان يراقصون داعش لا يقاتلونها، كما فضح الروس بفعلهم العسكري ونجاعته كيف ادارت واشنطن لبلبلة استراتيجية في المنطقة، وكيف برمجت استراتيجية البلبلة هذه، فانتجت داعش كنتاج عن البلبلة الأيديولوجية(مع تأكيدهم أنّه لا سقف زمني وجغرافي لفعلهم العسكري، وكله مرهون بمدى استئصال الكلاب الأفرنجية للماما الأمريكية من سورية والعراق والمنطقة ككل ومدى تقدم الجيش العربي السوري واستعادته لكامل الجغرافيا السورية)كل ذلك لأفشال استراتيجية الأستدارة التي تنتهجها واشنطن لضرب هياكل أمن الصين وموسكو وايران وجلّ أسيا.

 

اذا كان اليمن المحطّم بالنسبة للرياض بفعل العرب، يشكل حساسية عالية بالمعنى الجيواستراتيجي ومحوري للأمن السعودي، فانّ سورية محورية للأمن الأستراتيجي الروسي، فداعش تحديداً بالنسبة لنواة الفدرالية الروسية ثعبان لا بد من ضربه على رأسه، حيث الرأس في الرقّة السورية، والقيادة العملياتية له بين جرابلس ومنبج، والبطن والذيل من الموصل في العراق وعلى طول المسافة العراقية السورية باتجاه الرأس في الرقّة، بجانب ضرب صعاليك جيش الفتح في خان طومان ومحيطها، والمشتقات الأرهابية الأخرى ظواهر فولكلورية، وضرب داعش في العراق من قبل الروس لاحقاً سيمنع داعش من ميزة التواصل الجغرافي، وبالتالي أسقطت موسكو ورقة التوت الأمريكية عن حربها المزعومة لداعش في الداخل السوري والعراقي.

 

وهذا ما تحاول واشنطن منعه عبر أدواتها المتأمركة في مفاصل الحكومة العراقية الحالية، حيث واشنطن تريد ابقاء التواصل الجغرافي الحيوي للثعبان داعش، كونه محوري في استراتيجية استدارتها نحو الصين وروسيّا وايران وجلّ أسيا. ثكنة المرتزقة(اسرائيل)ترى أنّه ثمة تضارب بين حسابات الروس والأيرانيين حول الجولان السوري المحتل وفي سورية، حيث ايران تريد الجبهة ساخنة ضد الأحتلال، في حين روسيّا تسعى لرعاية سلمية بين دمشق وتل أبيب، مع أنّ الواقع والفعل الميداني يشير الى أنّ الدور الأيراني ودور حزب الله مكمل ومتساوق مع الدور الروسي الشامل والفاعل، وثمة دور صيني كامن كقوّة في الداخل السوري، يتدخل عند الضرورة والطلب منه بذلك من قبل الدولة الوطنية السورية على غرار ما جرى مع الطلب الروسي، ومع التأكيد أنّ الأسد لن يوقع على أي تسوية سياسية بشأن الجولان المحتل ما لم يصرف له ذلك كمكاسب داخلية واقليمية أولاً، وموافقة شعبه عبر استفتاء ومباركة حلفائه وعلى رأسهم ايران وروسيّا، حيث يعني هذا بالسياسة حصريّاً، أنّ ثكنة المرتزقة(اسرائيل)قد تلجأ الى الأنسحاب الأحادي من الجولان السوري المحتل، كما حصل في جنوب لبنان2000 م، وكما حصل بعده في غزّة زمن الأرهابي شارون، حيث حقد الأخير على الفلسطيني لا يوصف، ويقال أنّ سبب ذلك يعود الى أنّ رجلاً فلسطينيّاً قد لاط بشارون وهو لم يمضي من عمره ثلاثون ربيعاً.

 

العندليب الأسمر باراك أوباما حقق نجاحات في الملف الأيراني والكوبي وعبر الدبلوماسية وتخلّى عن حلفائه الخليجيين، بل وورطهم بفخ اليمن ليستنزفهم مالياً، لذلك هو قد يسعى الى تفاهم من نوع خاص مع روسيّا حول سورية ليعزّز من فرص هيلاري كلنتون، أو قد يقوم باتجاه معاكس عبر التصعيد العسكري، ان في الداخل السوري عبر مجتمع صعاليك الوكلاء وان في الداخل العراقي خاصةً وأنّ الأخير عاد أولوية أمن قومي أمريكي لغايات العبث بالجغرافيا والديمغرافيا الأيرانية، والذي قد يدفعه الى ذلك هو هذا الفعل العسكري الروسي في سورية، والذي هو أبعد من سورية وما يجري فيها، حيث تأمين النفوذ الروسي في المتوسط والعمل الروسي العسكري في فضاءات المجال الحيوي الأمريكي المباشر باقامة قواعد عسكرية على الحدود مع تركيا، وذلك لآقامة توازن مع النفوذ الأمريكي في أوكرانيا، كذلك موسكو تريد تعزيز التحالف مع ايران في سورية، كون الأخيرة منفذ بحري لطريق الحرير الحيوي لكل من الصين وروسيّا وايران للوصول الى المتوسط، وهذا الطريق يحتاج الى أفغانستان ليصل الى ايران، ويحتاج للعراق ليصل الى سورية، فقامت واشنطن باحتلال أفغانستان ولن تنسحب منها، واحتلال العراق ولن تنسحب منه وتعود من جديد اليه عبر الثعبان داعش، لقطع طريق الحرير بين الصين وروسيّا وايران في أفغانستان، وبين ايران وسورية في العراق، والمشروع الأمريكي فشل حتّى اللحظة في كلا البلدين، فمعركة الأرهاب في سورية وفي العراق واحدة، وهي معركة الجغرافيا، والمعارك من الفلّوجة الى الرقّة، ترسم معالم المنطقة ومنحنياتها، وهي أيضاً معركة الكانتونات الكرديّة.

 

اذا ثمة تقدمات لما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية(قسد) من غرب نهر الفرات باتجاه منبج، ومعركة الأخيرة صفعة لتركيا! فكيف سيكون ردّها؟ وأيضاً هي صفعة لعمق مصداقية أنقرة، حيث فشلت تركيا في تثبيت خطوطها الحمر، وفشلت في دحر داعش عسكرياً من هذه المناطق، بسبب سوء اختيارها للفصائل الأرهابية التي أوكلت لها هذه المهمة، في حين أنّ قوّات ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، ضربت كل الجسور التي تربط بين ريف جرابلس وريف منبج، لكنّ ثمة تساؤلات: هل الهدف تقطيع أوصال داعش ومنعه من استجلابات لتعزيزات من جرابلس؟ أم الهدف منعه من الأنسحاب بالأتجاه المعاكس؟ أم أنّ هناك ثمة روائح ضمانات لتركيا بأنّ الأمور لن تصل الى أقصاها، وهو منع قوّات سورية الديمقراطية من الأقتراب من جرابلس بعد سيطرتها على ريف منبج؟





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع