لو كنت رئيساً للبلدية يا دولة الرئيس، لما سمحت بالفوضى المطلقة في وسط المدينة الذي يعاني من انعدام النظافة، والتسيب، وتكاثر الزعران، والمطلوبين أمنياً، فمنطقة الوسط التجاري، والذي يتضمن: سوق الخضار والفواكه، وسوق المجمدات، واللحوم، ودكاكين بيع الجملة والمفرق؛ يعاني من الصعوبات، والإشكاليات التالية.
أولاً: تراكم أكثر من 25 طناً من النفايات الصلبة، ومخلفات الدجاج الحي والمنظف، والعظام، بالإضافة الى المياه الآسنة، وفيضان المجاري في الشوارع المحيطة بالسوق التجاري وصولاً الى المناطق السكنية.
ثانياً: تكاثر الكلاب، والقطط، والفئران داخل السوق، وانتشارها في ساعات المساء، حيث تتنقل بين الخضار والفواكه في مشهد لا يمكن للمرء أن يتحمله..
تخيل يا دولة رئيس الوزراء كيف تقوم الحيوانات والقوارض بالتجول فوق بسطات البندورة، والبطاطا، وبقية الخضروات..
تخيل يا دولة الرئيس كيف تقوم القوارض بترك مخلفاتها بين الحشائش، ويتم بيعها للناس على أنها طازجة مع أنها غير صالحة للاستهلاك البشري، ويوجد صور قمنا بالتقاطها لمخلفات الحيوانات داخل سوق الخضار..؟!
ثالثاً: لن نعفي شركة الكهرباء من المسئولية؛ فقد قمنا بالتقاط عشرات الصور لمشهد محول الكهرباء أمام سوق الخضار منذ سنوات طويلة، وكيف يعاني هذا المحول من تراكم النفايات، وكيف تهمل شركة الكهرباء محول الوسط التجاري مع أنه يشكل خطراً شديداً على كل سكان وزوار السوق..؟!
دولة الرئيس؛ بالرغم من وجود قرار من مجلس الوزراء بإزالة السوق التجاري، إلا أن القرار لم يستطع أي رئيس أن ينفذه، متذرعين بحجج واهية وغير منطقية ولا يقبلها العقل، وكأن التنظيم، والنظافة، والتطوير سيخلق حالة من الإنفلات، أو المشاكل مع أصحاب المحلات والذين لا يتجاوز عددهم 60 محلاً تجارياً لبيع الخضار، إذ يمكن إيجاد سوق تجاري مجاور بكل سهولة، وعملية نقل المحلات لا تحتاج الى أكثر من يوم واحد فقط.
لو كنت رئيساً لبلدية إربد لما انتظرت لحظة واحدة على وجود السوق القديم المبني منذ السبعينيات، والذي فقد أسباب وجوده، وفقد القدرة على الصمود لأن جدرانه وأعمدته متآكلة ويمكن أن ينهار بأي لحظة، وعندها لن تنفع تبريرات المسئولين إذا وقعت الكارثة لا قدر الله.
يوجد لدينا صور لتشققات وتآكل جدران السوق، وبروز الحديد من الأعمدة مما سيؤدي الى انهيار السوق بسبب عدم القدرة على التحمل.
لو كنت رئيساً لبلدية إربد لرفعت أسوار المقبرة القديمة التي تضم رفات الآباء والأجداد، وفيها قبر والدكم دولة الدكتور فوزي الملقي، وعملت على تنظيفها بالكامل، وفتح ممرات اسمنتية بين قبورها، وجعلت عليها حارس أو أكثر يقومون بحمايتها وفتحها وإغلاقها أمام الزوار خلال أوقات الدوام الرسمي.
دولة الرئيس، إن مدينة إربد تستحق الأفضل، إذ يوجد فيها أماكن أثرية، وسياحية لا تحتاج إلا الى الإهتمام والعناية، ويمكن أن نجعل من الوسط التجاري للمدينة مركزاً لجذب السياح من مختلف دول العالم فيما لو قمنا بتنفيذ المخطط الشمولي الخاص بهذا الوسط، فالمركز التجاري للمدينة يمكن أن يتحول الى دكاكين وبازارات لبيع التحف، والآثارات، والصور، والمجسمات، وأنشطة سياحية متعددة، ذلك أفضل بكثير من وجود خرابة يطلقون عليها ظلماً إسم سوق تجاري.