زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - تسارعت خطوات الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة الدكتور هاني الملقي في الالتزام بما نص عليه خطاب التكليف الملكي من ضرورة تواجد الوزراء في الميدان مباشرة مع المؤسسات العاملة معهم والمواطنون.
ومن الجلسة الأولى لمجلس الوزراء أصدر الملقي توجيهاته للطاقم بأنه يريد منهم التواجد في الميدان أكثر من التواجد في مكاتبهم والاجتماعات وابلغ مصدر وزاري «القدس العربي» بان هذه المسألة ركز عليها كثيراً رئيس الوزراء في أول جلسة للطاقم الجديد.
على هذا الأساس بدا الملقي مهتماً بالتواجد الميداني فقد بدأ شخصياً العمل بهذا الأسلوب عندما زار شخصياً وعلى نحو مفاجئ منتصف الأسبوع وفي اليوم التالي لأداء اليمين الدستورية أكبر مستشفيات القطاع العام وهو مستشفى البشير الذي يعتبر أضخم مؤسسة في مجال الرعاية الصحية في القطاع العام. واشتهر مستشفى البشير نفسه بان زاره الملك عبدالله الثاني شخصياً قبل أعوام في مناسبات عدة بصورة مفاجئة.
قبل ذلك زار الملقي المؤسسة الإستهلاكية المدنية ووعد الأردنيين بان يحصلوا على ما يحتاجونه من مواد استهلاكية بأسعار الكلفة في محاولة مباشرة لمخاطبة مصالح الجمهور عشية شهر رمضان المبارك.
واتجه بعض الوزراء للأسلوب نفسه فقد كان النشاط الأول لوزير الشباب الجديد رامي وريكات زيارة أحد اللاعبين البارزين في نادي الوحدات لكرة القدم بالمستشفى بعد إصابته بحادث سيارة قبل الاجتماع بطاقم المجلس الأعلى للشباب.
خولة العرموطي وزيرة التنمية الإجتماعية نفذت ايضاً وبسرعة زيارات ميدانية لدور الرعاية التابعة لوزارتها.
الملك وفي خطاب التكليف كان قد طلب من رئيس الوزراء المكلف العمل على تكثيف الجهود في الميدان وتلمس حاجات المواطنين وهي المسألة التي يرى المراقبون انها تشكل اليوم الأجندة الأساسية للطاقم الوزاري الجديد بسبب ضعف دور الحكومة بالملفات والقضايا السيادية والأساسية على المستوى الإقليمي.
يبدو واضحاً اليوم أن تشكيلة الملقي الوزارية قد لا تنشغل بأكثر من القضايا الخدماتية الأساسية للمواطنين والتحضير للانتخابات عبر دعم وإسناد الهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات حيث قام الملقي بزيارة الهيئة مبكراً والاجتماع بمجلسها المركزي واضعاً الثقل الحكومي برمته خلف إنجاح مهمة الهيئة.
في الهيئة أبلغ الملقي رئيسها الدكتور خالد كلالده مباشرة بأن توجيهات القصر لحكومته تقضي بمساندة الهيئة مقترحاً وضعه شخصياً مع وزير الداخلية سلامه حماد بصورة أي تفاصيل تتطلب إنجاح الهيئة وأعمالها ملمحاً إلى أن قنوات الهيئة معه شخصياً ومع مقر رئاسة الحكومة ينبغي أن لا تكون بيروقراطية وعابرة للسياق البيروقراطي.
في غضون ذلك لم تتضح بعد تفاصيل خطة الحكومة للوضع الاقتصادي والمالي حيث يجلس الرجل الثاني في الوزارة الدكتور جواد العناني في موقع الصدارة في إدارة المطبخ الاقتصادي مع تزايد واضح في مطالبته بالكشف عن تفاصيل الاقتصاد المخفي التي كان يتحدث عنها كخبير اقتصادي وهو خارج الإدارة.
عندما يتعلق الأمر بالملف الاقتصادي يبدو ان جرعات التركيز على ملف الاقتصاد المخفي سيواجه التوقعات المتعلقة بالفريق الإقتصادي والعناني تحديداً في كل الاتجاهات وهو ما توقعته «القدس العربي» سابقاً وظهر لاحقاً انه يتصدر كل الخطاب المعني بالموضوع الاقتصادي.
العناني ومن خلال مواقع مستقلة قبل الحكومة تحدث عن 30 مليار دولار قال انها مخفية في الاقتصاد الأردني ولا تخضع لسجلات الحكومة التي لا تعرف عنها شيئاً والرجل اليوم يقف وجهاً لوجه امام التركيز على مطالبته بتوضيح وشرح هذا الموضوع.
في كل الأحوال تدلل تحركات الوزراء في الحكومة الجديدة على ان وزارة الملقي تدرك قدراتها جيداً وتعرف أولوياتها ولا تنوي منافسة او مصارعة بقية مراكز القوى والثقل في الدولة لأنها ستهتم بالإدارة على المستوى المحلي وهو الموضوع المطلوب حسب اعتقاد كبار السياسيين من وراء التعديلات الدستورية الأخيرة.
القدس العربي