كئيب ( بلوطك )هذا المساء..!
بشهية الموت للوطن ، بعضه هين على قلوب الامهات والجراح..!
ما بين بضعة ايام كنت اجوب بلوط جنين الصفا ، والقرية هادئة خاوية كأنها تنتظر كهذا الخبر..!
بحثت عن اصدقائي القدامى في ذات القرية التي اوتادها بالبلوط والصخر
و الجبل ، كأن البلد مهجورة مكلومة قبل ان ينعىاها اليوم هذا المصاب الجلل..!
اليوم ينعى الوطن الشهيد الطيار الشاب صالح الدرواشة ،
وما اصعب النعي اذ يصل القرى فتذوي كل اشجارها والرجال..!
ما اقسى ان تعود هامات الشباب الى القرى بالموت حتى مرفوعة تودع الوطن..!
جنين الصفا ، سلاما ..!
قريتي التي اسمها رابية الكورة الجميلة تضع قبلة الرحيل على جبهة صالح..!
الجباه السمراء التي نعرفها واقفة مثلما كانت ذات يوم شجرة القينوسي ، ورحلت وترحل الاشجار واقفة..!
ما بين زيتون (ازمال) و(بلوط) جنين الصفا ، مرّ منها صالح..!
وستبقى بصمته على التراب الكاكي الجميل يخضر دائما ، وقسوة الرحيل ليست دون لهفتتنا كلنا ان نكون
حصادا لهذا الوطن بالرحيل ، يوجعني ونعيش..!
نخجل من دمع النساء والرجال والاشجار في قرانا الصغيرة..!
وهي تودع ( صالح!) بالازهار الذابلة مثل قلمي الان..!
ما اصعبك يا جنين الصفا وما اصعب ان أقرئك السلام الان..!
ما اصعب لو مررت عليك الساعة ، وما اصعب اخر الليل فيك وما اصعب صباحك بالغد..!
سلاما يا صالح حيث القيت الرحال بزغاريد الوطن
الحزين..!
سلاما(جنين الصفا) وامسح دموع البلوط عن خدعك ، وما اصعبه في
المساء وما اصعبه في الصباح.، يطل عليك باي وجه لا اخاله ، كربيع جنين الصفا التي نعرفها.!
سلاما ، وهذا المساء المعبأ بالرحيل..!
سلاما ( يا جنين !) لا ابغي غير ان اشاطرك البكاء..!
سلاما ، عليك ( صالح) ، قد كنت فينا مرجوا قبل هذا ، ويوم تموت ويوم تبعث حيا..!