من المسلسلات التي تابعتها خلال شهر رمضان – بحكم أنه شهر المسلسلات والفضيلة – مسلسل " الكبير أوي " للفنان الكوميدي الشاب أحمد مكي ، حيث تدور أحداث المسلسل حول عمدة قرية مصرية تدعى " المزاريطية " ينادونه ب" الكبير أوي " ولديه ولد وحيد يكنى ب " الكبير " – بكسر الكاف - ، وقبيل وفاة " الكبير أوي " يكشف لإبنه " الكبير " سراً خطيراً – كعادة المسلسلات العربية – فيبلغه أن أمه لم تمت وهي تلده كما كان يعتقد وإنما هي فتاة أمريكية تدعى " سامنتا فوكس " وأنها مازالت على قيد الحياة ، وأن لديه شقيق توأم هربت به أمه بعد الولادة بأشهر ويدعى " جوني " . يتوفى " الكبير أوي "بعد كشف السر ويصل " جوني " إلى ربوع " المزاريطية " ليبدأ بالتفاوض مع أخيه " الكبير " في حقه من الميراث ، ويتقاسما ثروة أبيهما بالتناصف ، لتستمر بعد ذلك أحداث المسلسل حيث يتفاجأ المتابعون بعدم اكتمال حلقاته وتوقفه عند الحلقة الخامسة عشر نتيجة لأسباب فنية .
" كبير " المفاوضين الفلسطينيين صاحب كتاب " المفاوضات حياة " وحامل شعار " كيف نعيش بلا مفاوضات " ، هذا الرجل الذي يهوى جمع الطوابع والظهور على شاشات الفضائيات يحاول أن يقنعنا هذه الأيام بأن فلسطين هي " المزاريطية " وأن نتنياهو سيكون " جوني " بفضل ماما أمريكا " سمانتا " ، وأن المفاوضات هي أقصر الطرق لحل القضية " المزاريطية " أقصد الفلسطينية .
يبدو أن صاحبنا اختلطت عليه المسائل فظن أن " كبير المفاوضين " يمكن أن يصبح في يوم ما " الكبير " . يا صاحب الرأي ال " صائب " : فلسطين ليست " المزاريطية " وشعبها ليسوا مزاريطيون ، ومن يبني آماله على " سمانتا " بالتأكيد لن يكون " الكبير أوي " . وعلى رأي المثل " الكبير .. كبير ، والنص نص ... نص ، والمفاوضات الانهزامية منعرفهاش " .
ملاحظة : لن يتفاجأ المتابعون لمسلسل المفاوضات في سنته السابعة عشر بتوقفها ، فالمكتوب يظهر من عنوانه .
فاخر دعاس
28 أيلول 2010