انه لمؤسف حقا أن تتكاثر القطاريز في هذه الزمان وتتواجد في مواقع مهمة سواء كانت حكومية ، تشريعيه ،حزبية أو اجتماعية و عادة ما يتم منحها لقب معالي او سعادة او شيخ أو وجيه .
ولان القوى الخفية تسعى دائما الى السيطرة على مكونات الشعب من خلال اختيار ممثلية بعناية ، من خلال وسائل عديدة ، فلا يتم تعيين حارس او خادم مسجد الا عن طريقها ولا تحل مشكلة لدى الحكام الإداريين الا عن طريقها ، وتتلقى شيكات على هيئة مكرمات ، بينما يتم التضييق على الرجال أصحاب الكفاءات والمبادئ الراسخة فتسد في وجوههم كل السبل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
ومن صفات القطاريز كما هو معلوم أن تؤمر فتنفذ دون نقاش ، وتوقّع على أي مشروع او قانون او بيان دون قراءة ، هذا اذا كانت تجيد القراءة ، وفي جيبها ختم جاهز يختم للبراءة من كل من عارض وقال لا لكل قرار ظالم يطال كرامة شعب وينتهك سيادة وطن .
وقد ظهرت في الفترة الأخيرة قطاريز القطروز ، حملة شهادات عليا يسعون إلى التعيين في وظيفة مرموقة أو الترقية إلى وظيفة أعلى أو التعيين في جامعة عريقة ، يجندون أنفسهم وأقربائهم وأنسابهم في حملة مرشح لمجلس النواب مرضي عنه من ولاة الأمر، وسجله يشهد له ببيع ضميره في سبيل تحقيق مصالحه الشخصية ، ويقبض ولا يهتم حتى لو كانت على حساب كرامة شعب، ولا يحمل شهادة غير شهادة انا جاهز للتوقيع وختما منحه اياه ولي نعمته الذي أغدق عليه المكرمات .
وقطاريز تلهث وراء مرشح لرئيس بلدية كبرى او صغرى ، والهدف الحصول على وظيفة أو رخصة محل العاب أو كشك في مجمع ، او بطاقة حضور احتفال .
وفي موسم الانتخابات هذه الأيام تتكاثر القطاريز الكبيرة يتبعها قطاريز صغيرة ، والهدف الوصول الى مجلس النواب ، قطاريز صغيرة تحمل شهادات وألقاب وتلبس ربطات وبعضها يعتمر عمامة وآخر يلبس عباءة .
وأسفي أن نجد من يفاخر بعمله كقطروز ، ويعتبره وساما يتباهى فيه أمام قطروزه الكبير ...وفي شهر رمضان المبارك تنشط القطاريز الصغيرة في توزيع الطرود وشراء الذمم والاصوات الانتخابية تحت بند تقديم المساعدات النقدية من فئة الخمسين والصدقات للفقراء من فئة رز فاخر وسمك طازج ودجاج نباتي وزيت خالي من الكرامه .
ختاما ... نقول لا يمكن لقطروز ان يمارس دوره الدستوري الرقابي والتشريعي بقوة وأمانة حتى لو تحصن بلقب سعادة ولبس ريطة عنق وامتلك سيارة بنمرة حمراء ، كل ما يستطيع عمله أن يتأبط ملفا لتعيين حارس في دائرة او حارس على عمارة او تعيين ابنه في وزارة .....المطلوب منا جميعا أن نكون مواطنين متسلحين بمفهوم المواطنة ، لذا كن مواطنا وانتخب من كان له سجلا مشرفا في العمل السياسي والإعلامي وتشهد له مسيرته في قول الحق والدفاع عن سيادة شعب .
msoklah@yahoo.com