زخرف القول ... د نضال شاكر العزب
يبدو أن الخديعة التي تمتد عبر الأجيال ، منذ بدأ الخليقه هي وجود الكاذب والمنافق الذي _ يزخرف القول _ فالرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه ينفي عن الكاذب صفه الإيمان فالمؤمن لا يكذب ... ولا يستطيع مؤمن عقيدته أن الله الرزاق والقادر والوهاب أن يكذب ويزخرف القول ويلونه ألوانا عديده ... لتجميل القبيح ، وإلباس الثياب المزركشه للعجوز الطاعن في بؤسه ... وحتى لا نسمح للكذب بالإنسلال ، لواذا والاحتماء والإلتصاق بالمقولات العاطفيه .... لنقل أن المزيفين يريدون تشكيل الصوره وإضافه الالوان المبهره والتهويل بحتميه وجودهم وإلا ....مستغليين حالات الإهتراء في الأداء ...للمجلس السابق المدعين أنهم الذين سيأتون بالاسد مكمما وهم من سيأتي بالمعجزه ....في روايات منقوصه تستغل فيه الحماسه ويرقص به على الحبال _ المأزومه في عصبيتها _ ويستمر المهرج ...
أولا الخلل بالقانون ،
لنقل أن القانون الإنتخابي الذي يطرح الآن والأجدر أنه أسقط ولم يطرح ، هو قانون بالأساس لم يخضع لحوارات ، بتاتا رغم طول المطالبه بإنتاج قانون إنتخابي عصري _ يتوافق عليه _ إن كان الاجماع بعيد المنال ، واليوم أصبح التوافق حالة بعيده المنال ...أما لماذا فيسأل من أدار ظهره قديما وحديثا للحوار والمحاور ، فالمحاور _ المواطن _ الأردني يستجدي المقابله وتجاوز مدراء المكاتب ، والحجاب والسكرتيرات فكبف سيقيم حوارا ويؤسس لمؤسسه تشريعيه ... تلك المؤسسه التي إهترأت ومارست ما مارست والحكومات راضيه عن حاله عدم الثقه بها ، وبالمقابل لم يعي الناخب أن ضعفها وتهتكها هو ما تعنيه ، الحكومات التي لا تريد رقابه !!!!
ثم خلل بالمحاسبه ...
والخبرة المستمره لدى الوزراء ، أن الأمور في الأردن بتعدي ، فلا شيئ يقلق ، لا بل إن الأردنيين يترحمون على الماضي بعجره وبجره والأردنيون _ جمل يتحمل الرمضاء والصحراء _ ولم يسطع _ مدعو السياسه _ تقديم أنموذجا -غير كلامي _ للأزمه التي يقاومون بكل ما فيهم وبكل ما أتوا من تحايلات غمض الأعين ، والاستداره إلى الاتجاه المعاكس ... ففي زمن الخديعه قد تنقلب الحكايه فيصبح المخادع هو الحريص وصاحب الحق ، والأمر بالمعروف ناسيا منكره كله ومسدلا ستارا على فعاله ...
لذا وعكس ذلك _ وإن إمتدت المطالبه بالمحاسبه فلا بد من تجديدها ، وقطع الطريق على المدعين والخادعين الذين يوحون بأن إراده تريدهم ، غير إراده الوطن ، - التي ليس في سجلهم ما قدم للوطن _ والنتيجة التي نشهد من تراجعات ومديونيه وانهيار للتعليم و .... هي ثمرتهم وثمرة ظلالهم ...
خلل في الرؤيا والاستشراف ...وانحسار المثقف لمصالحه الذاتيه ...
وليكن مطلوبا ومازال مطلوبا إزاحة الغمام والرؤيه الضبابيه ، وخصوصا عند الفئات المتعلمه ، التي يجب أن ترفض الذيليه وأن تكون المصفقه والمطبله ، لتنال وظيفه أو ارتقاءا في السلم الوظيفي ، فتبيع ذاتها وضميرها مقابل متاع زائل ولا تسجل لنفسها وقفه عز أمام من يحاولون مزيدا من التهميش لها ....وفي ذلك تغرير بالفئه المتعلمه التي يجب أن تكون رافعه النهضه والمعرفه ...
غياب برامجي لأحزاب كرتونيه غير متشكله ، وهياكل لم تستفد من تجربتها ، لا بل مورست عليها وبيئتها ما يجعلها تعاني من الخداج ونقص النمو والإزدهار ، وتأخر النمو انعكس على قدرتها على استيلاد واستلهام ما تريده الجماهير التي استنكفت واحجمت ، ....في ظل أزمة معاشيه جعلت السياسيه عقوبه والأولى لقمه البحث عن الرغيف - المضني _ وتحذير الأجيال وتخويفها من مجرد المعرفه ...
وعليه ففي ظل معطيات لا يحاط بها ، فلابد من تأجيل الإنتخاب حتى لا نحاسب على مجيئ المخادعين الذين لا تعنيهم العمليه برمتها ، لا بل أنهم متعاكسون مع مصلحة السواد الأعظم الذي يجب توعيته قبل خطف دوره والتعميه عليه .... ثم لنقول له هذه نتيجه إختيارك .
ردم الهوه بين المواطن وصانع القرار ، والذي يحتاج للإلتفات الى نص الدستور بالمساواه بين الاردنيين ، دون تمييز لا بل والبناء على هذه الحقيقه الذهبيه وليس التعامي عنها الأمر الذي لا يستلزم إجراء انتخابات ( قد ) تكون شفافه إجرائيا ، وليس فعلا ..
فليس من قبيل التمني ولا إضافه الاًصوات ، وترجيع الصدى دخول العصر بسلطة تشربعيه قويه لا تضم المتمولين –فقط - وتغادر الغيوريين وتستثنيهم في استمراريه للمخادعه والتضليل واستلاب الحق الدستوري والتغول عليه وإملاء نتائجه ....
د نضال شاكر العزب