في السير وكتب التاريخ هناك دائما مقولة تقول ان من لايقراء التاريخ سيجبر على العيش بكل اخطاءه ، وحري بالمتمسكون بانهم اصحاب الراي الصواب ان يعيدوا قراءة التاريخ وبكل حروفه ، فليس صعبا على الرجال ان تعترف بأنها اخطأت وانها لم تأخذ الامور في البداية من كل جوانبها وان هناك اصوات كانت تصرخ وليس لها من سامع ، وان تجميل القبيح فعل من عمل الشيطان لأن الملائكة لاتقبح ما جمل الله من الخلق ولاتزور في خلق الله ، هذه مقدمة لما سيقال وهو ، ان محاولات حكومة الرفاعي الخروج من عنق زجاجة الاخوان قد بأت بالفشل والان ارتفعت اصوات نقابيين وقطاعات اجتماعية تطالب يالتأجيل وان التأجيل يعطي جميع الاطراف فرصة في اعادة صياغة قانون انتخابي يخرج مجالسنا النيابية القادمة من غرف العشائرية والمناطقية الضيقة ، وليس من العيب بشيء أن تقر حكومة الرفاعي انها اخطأت وان تعاملها مع قانون انتخابي ذو صوت واحد وداخل غرف مغلقة اصيب بالشلل منذ ولادته ، وان كل محاولات الناطقين باسم الحكومة واللجان الانتخابية للشرح والتوضيح واستخدام الكلام الناعم وانه ليس بالامكان افضل مما كان ، كل هذه المحاولات بقيت داخل جدران الدوار الرابع يسلون بها انفسهم في ساعات الاجتماعات الدورية لأن الشارع وبشكل سريع يثبت لهم أنهم حالمون وأن البلاد لاتسير هكذا ؟ ، والذين يتغنون بجمال قانون الانتخاب وان الترشح والاقتراح حق وطني ودستوري اقول لهم أن حب الوطن شيء فطري وليس مكتسب وانه ليس بحاجة للمراأت لأنه اجمل من أن نزيد عليه رتوش لافائدة منها ، واليهم ابوح بسري الصغير وهو ان الجلوس في المقعد النيابي بدون اجماع شعبي عام على الانتخابات يشبه البقاء بسفينة تركها كل ركابها لأنها ستغرق اليوم او بعد الف يوم فهي غارقه غارقه وعلى الراكب الاخير أن يغادرها بشرف وكرامة ، وقولهم انهم قادرون على ادارة دفة البلاد من داخل القبة هو ضرب من الخيال لأن هناك في اي مجتمع شيء اسمه معارضة ومواطنين سيقولون لا عندما يكون القانون او القرار يصيب ضررا في حياتهم ،وربما هؤلاء الاشخاص المرشحين لايشاهدون الا انفسهم وبهذه الحالة يصعب الحكم على مدى المنفعة العامة التي تنتج عن اصدار قانون في حالة غياب الطرف الاخر من المجتمع ، اقول لهؤلاء في النهاية ان الشعوب قد تتكاسل عن المطالبة بحقها ولكنها لا تتنازل عن هذا الحق ، والعودة للرشد والعقل الان افضل مئة مرة من الاستمرار بحلم يصعب تحقيقه ، ولنكن جميعا مواطنين نتحدث بصوت واحد في زمن عز به الرجال .