ما من عباده فرضها الله عزوجل الا وكانت هداية ورحمة للخلق اذا ما ادّاها العبد كما جاءت دون تغيير أو تحريف أو تبديل وعبادة الصيام عبادة عظيمة لها من المردودات النفسية والصحية ما لا يصل العلم الى احصائها، فهي تهيئة للصبر وصقل للجسم ومساعدته على التخلص من العادات السلبية كالتدحين والمخدرات والماكولات والمشروبات الضارة ومنحه القدرة على السيطرة على النفس والتكيف مع تغييرات الظروف وتعليم الاخلاق والكرم والشعور مع المجتمع .
ولقد طال نهار وقت الصيتم حتى وصل ثلثي اليوم أو يزيد ، وتنقل شهر رمضان في كل فصول العام الأربع مع أن الشهور العربية سمّيت للدلالة على الوقت التي تظهر فيه فشهر الربيع ليدل على الربيع وجمادى لانجماد الماء والبرد وفصل الشتاء ، لكننا اليوم نرى ان جمادى يمر على كل فصول السنة فيظهر في الربيع والخريف وقيظ الصيف ولهيبه ، فحصل التغّير في الاشهر جميعا كما حصل في شهر رمضان ؟
والحقيقه أن شهر رمضان يجب أن يثبت في شهر مارس أو شباط وهو الشهر الثالث الذي يتفق مع شهر رمضان ، ويحصل ان هذا الوقت يحدث فيه ظاهرة الاعتدال الربيعي ا
أي يتساوى فيه النهار مع الليل في كل دول العالم ليبلغ وقت الصيام 12 ساعة فقط فضلا عن أن درجة الحرارة تكون معتدلة جدا وهابطة ، وتحدد عبادة الصيام في شهر رمضان بظهور هلال القمر في الشهر ، وتسمية شهر رمضان تسمية للعرب قبل ظهور الأسلام ، وأن شهر العبادة فرض في شهر رمضان العربي بظهور هلال القمر ، ولم يكن يعرف العرب الأهلة ، ولذا سالوا عنها النبي " ويسالونك عن الأهلة ..." البقرة 189 , لانهم ما كانوا يعرفونها قط ، ولقد جاءت ببعثة النبي وظهور الأسلام لتكون مواقيت زمانية للعبادات ، ولذا كان صيام النبي " صلى الله عليه وبارك " يبدأ في شهر رمضان العربي بظهور الهلال من الشهر ، فرمضان العربي والأشهر العربية لاتبدا بظهور الهلال ، بل ياتي شهر رمضان العربي المحدد وقته بشكل ثابت من السنة عند العرب سابقا وقبل الاسلام ، ثم كان الناس يصومون حينما يأتي شهر رمضان فيبدأون بتحري الهلال الذي قد يظهر في أوله أو أوسطه او آخره ,
ان السنة العربية تسير مع السنة الميلادية مع وجود فرق بينهما يبلغ 11 أو 12 يوما , الأمر الذي كان يتطلب أن ينتظر العرب 11 أو يوما12 حتى تبدا السنة العربية توافقا مع السنة الميلادية .
ولكن البعض من العرب احدث خللا في مسالة الايام ال 11 او 12 يوما وتلاعبوا فيها فمرة يزيدونها ومرة ينقصون منها ، حرصا منهم على واستعجالا للقتال للابتعاد عن موعد الأشهر الحرم الأربع التي يحرم فيها القتال وهي : محرم و ذوالقعدة وذو الحجة ورجب ، فسمي ذلك بالنسيء " انما النسيء زيادة في الكفرليضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما " 37 التوبة" .
ان ما حصل في عهد الفاروق عمر رضي الله عنه بأعتماد السنة الهجرية هو أن الأشهر العربيه وظهورها بدأ بربط الشهور العربية بظهور الهلال من جهة ودون انتظار ال11 او ال 12 يوما للتوافق مع السنة الميلادية ، واختلفت اوقات ظهور الشهور العربية لتنتقل في كل اوقات العام لوجود الفرق ال11 او ال12 يوما ، فشهر الربيع لا يظهر في الربيع لا فأخذ يظهر في كل الفصول في الصيف والخريف والشتاء ، إذ أن شهر محرم الشهر العربي الأول يجب ان يبدأ في الأول من الشهر السابع (آب) من السنة الميلادية , وتنتهي السنةى العربية قبل الميلادية ب 11 از 12 يوما ، فننتظر هذه الايام حتى تنقضي ونبدأ العام العربي من جديد ودون ان نقع في النسيء .
وما حصل في التوقيت الهجري الذي سنه الفاروق رضي الله عنه أن الأشهر العربية صارت تبدا بظهور الهلال دون انتظار ال11 او ال12 يوما ، لتتنقل الاشهر العربية على كل فصول السنة ، فاخذ الربيع الاول يظهر في كل الفصول ومثله شهر رمضان وشهر الحج الذي كان يظهر في الحر, وكان لباس الأحرام اللباس الخفيف الصيفي الذي لا يتناسب مع الشتاء .
لقد قال الله تعالى: "يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" البقرة 183, فأن حرف التشبية الكاف في( كما ) يفيد أن هناك تشابة بيننا وبين الأم السابقة تشابة في الصيام , وأن هذا التشابه لا يكون في الطريقه والأسلوب وأنما في الموعد والتوقيت.
أنني ادعو الأمة الى العلم والأنفتاح والحوار العقلاني الهادئ وتغليب المنطق والأخلاق ونبذ العنف والقتل وسفك الدماء وأن نعيد قراءة الموروث الديني ومراجعته وتهذيبه وتشذيبه من الانحراف والتشدد والتعصب والخروج عن الأخلاق والقوانين , فلقد احدث المحثدون فسادا كبيرا وحرفوا مفهوم الدين عن مقصوده , لأن هدف الأديان الأخلاق والقيم والرحمة والبناء والحياة لا الدمار او سفك الدماء.
لا نقصد في هذه المقالة الأساءة لأحد أو الأدانه لمن آصاب أو اخطئ, الأدانة لمن اصاب أو أخطئ فاذا مجتهدنا وأاصبنا فلنا الأجران واذا ما أخطأنا فمن عندنا ولم نفقد الاجر, والله أعلى وأعلم.