التشويش في عالم الاتصالات هو أي شيء يؤدّي إلى تغيير أو تعديل أو تعطيل رسالة أو إشارة} {Signal ما، عند انتقالها بين المصدر والمتلقي ), التشويش يستهدف المستقبل الذي يسمع أو يشاهد و يمتلك جهاز استقبال مثل الهاتف أو جهاز راديو أو تلفزيون ,أي أن التشويش لا يستهدف المرسل سواء أكان شخص يتكلم بصوته العادي أو من خلال جهاز إرسال أو محطة إذا عه أو تلفزيون , وحتى يتم منعه و إيقافه عن الإرسال وإسكاته بالمفهوم الحربي العسكري يتطلب تدميره مباشرة عن طريق إطلاق قذيفة نارية علية .
و من خلال معلوماتي البسيطة جدا والمتواضعة جدا عن( الحرب الإلكترونية ) أو (الاستطلاع أو الاستخبار والتجسس الإلكتروني المبكر لمعرفة نوايا و قدرات العدو العسكرية وأماكن تواجده) ,و التي يعتبر ( سلاح التشويش ) ذراعها العسكري الهجومي ,وتعريفه ببساطه هو العمل على شل قدرات العدو التكنولوجية العسكرية وعدم تمكينه من استخدامها بشكل فعال ,أي جعل العدو (أعمى/ اطرش/ ابكم ) لا يرى أو يسمع أو حتى يتكلم , ويشتمل التشويش على (الطائرات والرادارات والصواريخ و انظمه الدفاع الجوي بل كافه ألا سلحه والمعدات التي تستخدم التكنولوجيا ) , وعدم تمكين العدو من استخدام مراكز القيادة والسيطرة , ومنعها من القيام بعملها و التواصل مع قيادتها العليا أو فيما بينها أو مع القوات التابعة لها ومنع القوات العدوة أيضا في الميدان من القدرة على الاتصال والتواصل مع بعضها البعض تمهيدا للانفراد بها وتدميرها .
كل الدول في هذا العالم المتناحر تحاول امتلاك وسائل الحرب الإلكترونية الحديثة لتعزيز قدراتها القتالية والدفاعية بشتى الطرق ( إسرائيل وإيران يفعلان ذلك ) , ولكن هذه الوسائل تحتاج إلى القدرات المالية الهائلة والتكنولوجية المتقدمة جدا التي أصبحت تشمل أيضا القدرات الفضائية وامتلاك الأقمار الاصطناعية التجسسيه واستخدامات الليزر المتعددة , التي تحتكرها الدول العظمى, وتقدم منها حتى لحلفائها ما يلزمها فقط , وتحتفظ بالباقي الذي يكون مصنف تحت السرية المطلقة .
وكلنا مازال يتذكر كيف قامت القوات الأمريكية , وعن طريق وسائل الحرب الالكترونيه , خلال حروبها مع العراق بشل قدراته العسكرية تماما ومنع قواته من الاتصال مع بعضها البعض حتى داخل بغداد نفسها والتشويش على مراكز القيادة والسيطرة لدية وعلى راداراته ووسائل دفاعه الجوي وطائراته التي قال بعض طياريها انهم اصبحوا يقودون دمى عمياء صماء مما حدا بأحدهم الاستطدام المباشر بطائرة عدوة .
أما بالنسبة للتشويش على فضائية الجزيرة , واتهام الأردن باطلا بذلك , فهذا مثير للضحك والسخرية والاستهبال, وحقيقة أن يمتلك الأردن مثل هذه التكنولوجيا هو لعمري أمر مشرف ومصدر فخر لنا ولكل العرب , حتى لو شوشت على الجزيرة , وهذا بحد ذاته يعادل امتلاك القنبلة النووية , ولكن في الحقيقة هل يمتلك الأردن مثل هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة التي قد تتيح له ذلك , وهل سمعنا عن إطلاق الأردن لاقمار صناعية في الفضاء الخارجي للأغراض العسكرية أو حتى التجارية , إذا كنا نمتلك مثل هذه القدرة نستطيع أن نفعل بها أشياء كثيرة .
فإذا تم استبعاد احتمال تعرض سيرفرات الجزيرة للقرصنه الإلكترونية , وتم التشويش على إرسالها من خلال ذلك , يكون ( قمر صناعي )فقط....؟؟؟؟ هو من قام بالتشويش على تلفزيونات مشاهدي الجزيرة الذين يستخدمون الأطباق أو الصحون المزودة بلوا قط الاستقبال من الأقمار الصناعية, في أنحاء كثيرة من العالم واسعة جغرافيا , ولا يمكن فنيا أبدا أن يتم التشويش عليهم من سيارة تبث من منطقة السلط في جلعاد ( وهي منطقة يدعي اليهود أنها كانت لهم ), ولا تستطيع هذه السيارة المعجزة أن تُسْكِت أو تمنع أو تشوش على قمر صناعي يبث , لأنه لا يمكن التشويش على المرسل كما قلنا , ( إسرائيل التي تضرب بعرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية ولا تحاسب , تستطيع أن تفعل ذلك لأن لها أقمار صناعية تسرح وتمرح في الفضاء) ,هذه الأطباق التي يستخدمها الناس لا تستقبل إلا البث الفضائي العمودي المباشر من الأقمار الصناعية التي لا يستطيع أحد أن يشوش على إرسالها .
وأخيرا اوجه دعوة لكل المختصين من مهندسي الاتصالات أن يدلوا بآرائهم الفنية حول الموضوع وحول صحة ما قلته , فالأردن بريء براءة الذئب من دم يوسف من هذا الاتهام الباطل .
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.com