أربعون عاما وصحن الحمص والفلافل لازالا يتصدران "المنيو ع الفطور" وفي حالات شاذة كان هناك صحن إضافي ربما أنه سقط سهوا...زعتر أو حلاوه أو جبنة مثلثات، ضمن هذه القائمة إنحسر الافطار وعلى العشاء "نفس الأشي" ربما بزيادة صحن "قلاية أو لبنة" والغداء بين منسف ومقلوبه وملوخية أو"منزّله" اما السلطات "سلطة بندوره وبصل أو خيار بلبن" وسلامتك وتعيش.
شاي وقهوة ،بيبسي و"مرندا" وصحن كنافة، ضيافة أعراسنا وجاهاتنا، وكل عيد سدر معمول...بعجوه أو بجوز...والباقي عندك.
مئة عام والمسؤول هو هو...لم يتغيّر، بدله كحلي أو أسود وربطة عنق إمّا فرنسي أو إنجليزي لكن الجوهر والافكار هي هي لم تتغير ...نمطية مرهقة وأسلوب عمل رتيب بروقراطية ومركزية بلا مركزية، حبّة الحمص نفسها تقسم على إثنين نصفها للحمص بطحينة والنصف الآخر للفلافل وفي نهاية اليوم النتيجة الحتمية "نفاخ" ولعيان قلب.
قائمة المرشحين على قوتها هي نفسها وكأني رجعت عشرون عاما للوراء، "دَوَرونا " بالدوائر، وعلى الباغي تدور الدوائر، والويل لمن لم يرضى ولمن رضي يقال "ما حدا سألك عن رأيك أساسا".
زر البندوره هو هو إلا انه جاء ليظهر هذا الكم الهائل من الضعف الذي تتمتع به حكومتنا، هل يستحق هذا الطاقم الوزاري لقب حكومة وهو عاجز عن حل مشكلة زر بندوره، انا كنت اتخيل ان محمد السنيد مشكلة والمطالبة بنقابة من قبل المعلمين هي مشكلة وان أزمة المياه والكهرباء مشكلة وسب المواطنين مشكلة وضعف الاقبال على الانتخابات مشكلة على هذه الحكومة ولكن للأمانة انا الآن أجزم ان الحكومة نفسها هي المشكلة.
من مشاكلنا في الاردن انه لا يوجد لدينا بديل...الأشياء هي هي ولا بديل يشفي "الخاطر"...نفس الافطار ونفس المسؤول ... هناك الف طبخة لا تحتاج البندورة ولكنّا علقنا بثقافة "ان لا بديل".
قصي عبد الرحيم النسور