تأتي زيارة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الحالية لأربعة دول افريقية وكلها من دول حوض النيل ( أوغندا – كينيا – أثيبويا –رواندا) والتي تستغرق 8 أيام ، في ظل انشغال الدول العربية في مشاكلها الداخلية وحربها ضد الإرهاب ، ولتعزيز مكانتها في ظل تغيير ملامح خريطة الشرق الأوسط وربما خريطة العالم بأسره ، ساهمت هي بإحداثه بطريقة مباشره او غير مباشرة.
اسرائيل تتحرك اتجاه أفريقيا وفي جعبتها الكثير من الأوراق الرابحة وخصوصا الاقتصادية منها حيث يرافق نتنياهو في زيارته 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية لخلق شراكة اقتصادية كمقدمة لتعزيز مكانتها في الاتحاد الأفريقي .
بالتأكيد لإسرائيل أهداف كثيرة ، ومن أهم هذه الأهداف التي تسعى لها إسرائيل من خلال هذه الزيارة هو الحصول على عضوية "مراقب" فى الاتحاد الأفريقي ، علما بان الاتحاد الأفريقي رفض طلبين سابقين بهذا الخصوص .
تخصيص الزيارة لدول حوض النيل ليس من قبيل المصادفة ،ولكنه مخطط كبير لإحكام حصار الدول العربية مائيا واقتصاديا وأمنيا خصوصا مصر والسودان ، مستغلة التوتر الحاصل بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة، بالتأكيد ليس المحور الاقتصادي هو الهدف الوحيد لإسرائيل في هذه الزيارة ، فإسرائيل تسعى لبناء تحالفات مع دول افريقيه لكسب تأييد لصالحها في منظمة الامم المتحدة في معركتها الغير شرعية في بناء المستوطنات وسرقة الاراضي الفلسطينية التي لاقت إدانات دولية وخصوصا من دول أوروبيه كانت في الماضي القريب مناصرة لإسرائيل .
اسرائيل وفي ظل انشغال الدول العربية في معاركها العربية-العربية ، للحفاظ على أنظمة حكمها في ظل تملل شعبي وفساد مالي وسياسي وتراجع في الحريات وتزايد في معدلات الفقر والبطالة ، سعت إسرائيل خلال العقود الماضية في تطبيع العلاقات مع دول افريقيه وبناء تحالفات استراتيجيه ، فالمؤشرات بالأرقام تتحدث عن حقيقة التوغل الإسرائيلي في القارة السمراء فعلى سبيل المثال يبلغ حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وإفريقيا حوالي 6مليار دولار ، إضافة إلى وجود 2763خبيرا إسرائيليا بإفريقيا، كما وصل عدد الأفارقة الدارسين في إسرائيل 16 ألفا و797 طالباً، غالبيتهم درسوا في مجالات الزراعة والرى، ناهيك عن تجارة السلاح والماس .
السياسة الصهيونية تسعى بجد من خلال خطوات مدروسة إلى إحكام الهيمنة على أفريقيا لتحقيق عدد من الإستراتيجيات والأهداف ، إضافة الى ما تم الاشارة اليه سابقا ، تسعى اسرائيل الى إيجاد موطئ لها على شاطئ البحر الأحمر، كذلك تهدف إلى ضمان استمرارية هجرة اليهود الأفارقة إليها وفقا لقانون العودة، فمشروع إسرائيل القادم في ظل مباحثات الحل النهائي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، سوف تطرح فكرة العودة مقابل العودة والتعويض مقابل التعويض.
مما سبق يتضح أن هناك مخطط خطير لدولة الكيان الصهيوني في إحكام الهيمنة على القارة السمراء ، يحوي خطوات لتحقيق هذا المخطط بعضها تم تنفيذه قبل عقود وبعضها يتم تنفيذه الآن ، وهي بحق تحقق نجاحات في ذلك ، والسؤال الذي يطرح نفسه ،هل يترك العرب اسرائيل تنفذ مخططاتها دون ممانعة او مقاومة ؟ أم أن العرب لن يحركوا ساكنا ، فحالهم لايسر عدو ولا صديق !!
msoklah@yahoo.com