أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمارك : إقبال كبير للاستفادة من تخفيض ضريبة السيارات الكهربائية موسم الزيتون يدخل ثلثه الأخير %10 ارتفاع ديون اللاجئين السوريين في الاردن زيادة موازنة (العمل) %24 العام المقبل أطباء اردنيون يحذرون : سوائل السجائر الإلكترونية غير المطابقة تزيد المخاطر الصحية ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور الجيش في الجنوب تحذير للأردنيين من الصقيـع ضبط شخص ينتحل صفة طبيب أسنان في العقبة الحمل الكهربائي يسجل 3990 ميجا واط مساء اليوم تفاصيل سرقة أمانة السر والصندوق في نادي البقعة لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2. روسيا تطرد دبلوماسيا بريطانيا بتهمة التجسس كيف علق إسرائيليون على رقص وزير الدفاع وصواريخ حزب الله تنهال عليهم؟ قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد "التزامها" بسيادة السودان آخر تطورات غرق مركب مصري على متنه عشرات السياح الغربيين

مصائب موقوتة

02-10-2010 08:32 PM

يعيش الوطن العربي في هذه الايام وضعا قلقا وحرجا للغاية بحيث اصبحنا نستشعر بوجود مصائب وكوارث تتمترس في مسارات معظم الاقاليم العربية ، ومع ان معظمها تبدو أحداث منفصلة نظريا لكنها متزامنة ومتتالية من حيث طرائقها وشخوصها ونتائجها . ، فالقضايا الاقليمية التي فرضت نفسها على الوطن العربي أصبحت معظمها عصية على الحل العربي حيث بات الضعف العربي العام يؤشر بعدم ملكيتنا لحق إغلاق ملفاتها بالطريقة المفترضة بل تموضعت معظم نخبنا في قضايا هامشية اشغالا للوقت في انتظار مشاهدة اثارها بعد إنطلاق شراراتها

هذه المصائب التي تنتظرنا أخذت اشكالا مختلفة واحجام متغيرة متواترة حسب شخصية وهوية الدولة الحاضنة لها حيث نجد ان كل الاشكالات والقضايا التي اصبحت تشكل مصائب موقوته في الوطن العربي هي بالاساس والنهاية ... قضايا نزاعات داخلية بتصنيع خارجي مع متابعة حثيثة من الراعي لها ، حيث أخذت بعض هذه النزاعات اشكالا عرقية أوإثنية او طائفية ، وتسعى هذه التناقضات التي تحولت من ثانوية وهامشية الى رئيسية ومشتعلة الى مزيد من القوقعة بين الاقطار العربية وانهماكها في مشاكلها الداخلية وتباين إستقرارها مما يؤدي بدوره الى إضعاف عوامل الوحدة والتكامل العربي المنشود سابقا .

ومما يجعل الامراكثر تأثيرا على استقرار الوطن العربي هو التوقيت المتزامن لمعظم القضايا المصيرية حيث ان معظم هذه القضايا اتخذت مرحلة التصعيد والتأزيم في وقت واحد تقريبا ابتدءا من إنهيار مفاوضات السلام المتوقعة مع العدو الاكبر وما يترتب عليه من قضم الاراضي الفلسطينية وتهويد القدس وطرد مزيدا من الشعب الفلسطيني والذي ايضا قد يترتب عليه ايضا توسيع حالة الاستغلال للحالة الفلسطينية من قبل حماس لتحاول توسيع حدود الامارة لتشمل الضفة وبنظام الكانتونات المعزولة لتصبح بالتالي قضيتنا المركزية في طور التجميد المشرع دوليا .

اما في لبنان فأن القرار الظني المتوقع صدوره قد يؤدي الى خلخة النظام السياسي الهش وإنفراط الحكومة اللبنانية بالاضافة الى احتمالية الانزلاق الى تصعيد عالي للتناقضات الطائفية واستغلال السلاح المجير باسم ( المقاومة ) لفرض حالة الخاصرة الملتهبة وإنشاء حالة إبتزاز للدول العربية بواسطة وكيل طهران في الوطن العربي .

وفي العراق فأن بوادر الانهيار الكامل للدولة العراقية اصبحت واضحة حيث عجلت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في إظهار مدى تحول الدولة العراقية الى ولاية ايرانية فوضوية تحكمها مكاتب الباسيج من طهران وبتنسيق أمريكي ، حيث لم تفلح المكونات الرئيسية للحالة السياسية العراقية بتعيين رئيس وزراء لغاية الان وبات من المتوقع تصعيد كبير لعمليات التخريب وعمليات القضاء على الكتل والنخب المعارضة لنظرية ولاية الفقية لتكون تجربة العراق هي بداية الخطة الموضوعة للاستحواذ على الخليج العربي انطلاقا من كربلاء .

اما في السودان فالتصويت على انفصال الجنوب لم يبقى عليه سوى اشهر معدودة ومن المرجح ان يتم التصويت لصالح الانفصال ، مما يعني بشقيه المادي والمعنوي خسارة السودان الكبيرة لموقعها الاقليمي والاقتصادي ، ليتم بعد ذلك فتح ملف دارفور وشرق السودان لنفس الاهداف المطلوبة من التقسيم .

اما اليمن فقد ابتلي بضربات ثلاثية متتالية أولها من الحوثيين الذي ما زالوا يتلقون الدعم الايراني والثاني من الحراك الجنوبي وثالثها من القاعدة التي تتعمد ضرب المصالح العسكرية والامنية اليمنية ، وفي الوقت الذي يختلف تنظيم القاعد في اليمن مع الحوثيين ايدولوجيا نراه يصب في نفس الاتجاه والذي يحاول اضعاف وتقسيم اليمن ليخلق حالة معقدة امام الدولة اليمنية لا بد له من مواجهتها وفك الشيفرات الخاصة بذلك .

وفي مصر والتي كان لها الدور الريادي الكبير سابقا في حصار وحل المشاكل الاقليمية العربية نجد ان هناك تناقضات ثانوية بدأت في انهاك القيمة الفعلية للدور التاريخي لمصر ، اول هذه المشاكل هي الازمة اقتصادية المتصاعدة بالاضافة الى بروز إشكال طائفي خطير بدء في التصاعد ، حيث ان الاقباط والذين يشكلون نسبة اقل من 10 % يجتهدون وباصرار عجيب للقيام بحملات خارجية وداخلية معارضة لطبيعة وهوية الدولة والشعب المصري المسلم ، ويكمن خطر هذه الحملات من خلال مجموعات تفرغت تماما وتجنّدت في الخارج لمحاربة اسلام وعروبة مصر وبات نشاط الاقباط اكثر شراسة وتطور نشاطهم ليصل لمحاولة النيل من سمعة مصر عالميا وافقادها سمعتها الريادية في الوطن العربي .

وفي مناطق اخرى من الوطن العربي هناك مكامن للتناقضات الثانوية والتي قد تجد فرصتها في الظهور في حال اشتداد التصعيد المتوقع في مناطق الوطن العربي الملتهبة كما تم تحديدها سابقا حيث لا يخلوا الامر من طروحات اقليمية قابلة للتصعيد في بعض الدول العربية وطروحات عرقية ايضا كما يطبخ الان في دول المغرب العربي الذي يتواجد فيه العرقية الامازيغية .

اذا نحن نمر الان في منعطف تاريخي قد يشكل علامة فارقة للمستقبل وقد يكون احدى الاسقاطات الكبيرة المتتالية للقومية العربية بالنتيجة اذا لم يتم تدارك الامر وبالعمل العربي الجماعي ، حيث تعمل المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الان على تطويق الازمة اللبنانية والمساهمة في المصالحة الفلسطينية ودعم جهود السلام الحقيقي وبجهد عالي ومتواصل ، ولكن امام المكر والخداع ( الاسرائيلي ) وكذلك امام اصرار حزب الله على التغول على الدولة والشعب قد تكون القضية الفلسطينية والمشكلة اللبنانية بداية التصعيد بطاقته القصوى لاستحقاق فشلنا في تطويق المصائب في الوطن العربي .

حيث من البديهي ان تؤدي هذه المصائب الموقوتة في حال تواليها لا سمح الله وعدم القدرة على مواجهتها.... ان تصبح قضيتنا التالية هو المحافظة على الذات بحدها الاقليمي الادنى مع استسلام ضمني لا إرادي لهجومين اولها هجوم عقائدي فيروسي خبيث من ناحية الشرق بقيادة ايران بحيث يستهدف عصب حضارتنا وتراثنا الاسلامي العروبي ، والهجوم الثاني استعماري بقيادة المعسكر الغربي بما فيها ( اسرائيل ) بحيث يستهدف الاقتصاد العربي ومنابع النفط والموقع الاستراتيجي المتوسط بين الشرق والغرب لتصبح بالتالي الدول العربية مجرد استراحات ومحطات لتعبئة الوقود والجيوب وقواعد متقدمة للقوى العظمى القديمة والمستجدة ....

جرير خلف





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع