بداية لا بد لي ان اوضح اننا نختلف مع اخواننا المسلمين الشيعة في كثيرمن الامور، وندين ونستنكر الاساءات المتكررة الى صحابة رسول الله الابرارأبو بكر وعمر و ....رضى الله عنهم جميعا وأخرها قبل ايام معدودة تلك الشتائم التي تفوه بها ياسر حبيب ضد أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، وكان يجب الرد على هذا المارق بشكل موضوعي ومباشر ...لا أن يتحول الى هجوم عنصري فاشستي على جميع الشيعة في العالم !!
وسؤالي الآن لماذا الان هذا التجيش الاعلامي ضد ممارسات الشيعة القولية والعملية المسيئة لصحابة رسول الله في معظم البلاد العربية؟؟؟
ولماذا انبرى خطباء المساجد في خطبة الجمعة ظهر امس بالهجوم الكاسح على الشيعة ؟؟ .... رغم ان بعض الشيعة منذ زمن بعيد يمارسون هذه الاساءات اللفظية (القولية) والكتابية الى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..في كتبهم ...وفي ندواتهم ...في محطاتهم الفضائية ...ولم نرى قبل اشهر هذا الهجوم المبرمج والمسيس على الرد على اساءاتهم المشينة..
لماذا الان؟؟؟!!!!
ومن باب التحليل السياسي نجد ان هذه الحملة لها دوافعها السياسية العميقة ...فظهور ايران كقوة تكنولوجية و نووية قوية في الساحة الاقليمية يهدد الكيان الاسرائيلي ...جعل اللوبي الصهويني يتحرك بقوة من خلال نفوذه في الولايات المتحدة واوربا للضغط على ايران وتحجيمها والقضاء على قوتها وخصوصا بعد دعمها اللوجستي والعسكري لحزب الله الذي ابلى بلاء حسنا في تلقين الجيش الاسرائيلي درسا لن ينساه ابدا عام 2006والحاق هزيمة بجيشه العتيد ...ناهيك عن دعمها لحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين المحتلة ..وامام هذا الواقع كان لابد من اللوبي الصهويني تحجيم دولة ايران الاسلامية ...
وتوجيه ضرية ساحقة لحزب الله ولحركات المقاومة الاسلامية في فلسطين .. وامام فشل العقوبات الاقتصادية على ايران كان لا بدا للمطبخ السياسي الصهويني التحرك بسرعة وفي اكثر من اتجاه ..وكانت اولى خطواته من خلال احياء عملية السلام الفاشلة واعطاء امل للشعب الفلسطيني والعربي في اقامة دولة فلسطينية مستقلة لسحب تعاطف الجماهير العربية مع حزب الله وقبول التعايش مع الكيان المحتل واحتواء هذا التعاطف... واظهار ان الخطر الحقيقي على دول الخليج العربي هو المد الشيعي وليست اسرائيل فاصبحت اسرائيل بين ليلة وضحاها صديقة للعرب ....وامام ضعف الدول العربية الاقليمية الكبرى وتبعيتها للولايات المتحدة ..وفقدانها للارادة السياسية لامتلاك القوة العسكرية والتكنولوجيه ..كما فعلت ايران التي في خلال بضع سنوات وبعد خروجها منهكة مع حربها السابقة مع العراق ..استطاعت ان تنهض وتمتلك ارادة سياسية مستمدة من روح شعبها ورئاسة منتخبة من قبل الشعب الايراني لتبني قوة ردع هائلة ..وقفت امريكيا واسرائل عاجزة عن فعل اي شيء حيالها ...
وسؤالي ما الذي يمنع الدول العربية الاقليمية الى امتلاك القوة التكنولوجية والعسكرية ومقارعة ايران القوة بالقوة .. ومقارعة اسرائيل.. القوة بالقوة!!!! الجواب بسيط لانها لاتمتلك ارادة سياسية وحكوماتها معينية بالتعيين وليست منتخبة من الشعب ، فهي تعتمد على الولايات المتحدة لحمايتها ...
بعد هذا التوضيح البسيط يصبح تفسير هذا التصعيد الاعلامي ضد الشيعة واضحا ...وهو توجيه وتعبئة الشارع العربي الى ان العدو الاول هو الشيعة وليست اسرائيل ...وزرع بذور فتنة بين الشيعة والسنة تاكل الاخضر واليابس ...تمهيدا لضرب حزب الله وايران ...وعندها يكون الشعب العربي السني في غاية السرور للخلاص من عدوه الاول (الشيعة) متناسيا ان العدو الاول هي اسرائيل ..ومتناسيا فشل الحكومات العربية في التنمية السياسة والاقتصادية والفساد الذي انتشرفي البر والبحر ..فعادة ما تلجا الحكومات بتصدير ازماتها الداخلية باشغال شعوبها بامور خارجية تخدم اطراف عديدة ...
حقيقة هذه الحملة الاعلامية العشوائية سوف يكون لها آثار في ترسيخ الطائفية ، الا يكفي ما حدث من مذابح داخل العراق وباكستان، أم يريد تجار الطائفية أن تمتد الى اسواق ومنازل ومساجد الكويت والبحرين ولمصلحة من زرع بذور الفتنة بين الشعب المسلم الواحد ؟؟؟!!!!!!!!
آن الاوان للشعب العربي ان يعي ان مصلحته لن تتحق الا بنبذ الطائفية والتوحد من خلال الحوار مع الطائفة الشيعة المعتدلة للوصول الى تفاهمات مؤسسية وتوجيه الطاقات لبناء الدولة القوية من خلال انتخابات حرة وامتلاك الارادة السياسية لمواجهة الخطر الصهيوني اولا.. .. ،ترد كيد اعداء امتنا العربية والاسلامية الى نحورهم...
في نهاية مقالتي أؤكد اننا لن نكون وقودا لاشعال حروب طائفية نحن بغنى عنها ..فلسنا سذج لنكون اداة للاعلام ليغير بوصلة منهجنا...فالدفاع عن صحابة رسول الله يكون في اتباع سيرتهم والاقتداء بهم لا بالهجوم الاعلامي والخطب الرنانة التي تؤدي بنا جميعا سنة وشيعة الى شفير الهاوية،حمانا الله جميعا من شرها....
بقلم محمد سليمان الخوالده