من أهداف الاعلام والصحافة ، الدفاع عن حرية الوطن واستقلاله وعن مصالحه والذود عن حقوقه والحفاظ على مكتسبات الوطن والمواطن. والاعلام كذلك عبارة عن افكار ورؤى ومشاركة الناس في همومهم وارتباطه بالاصلاحات على جميع الاصعدة وحماية الحريات العامة ودعمها وفي مقدمتها حرية الصحافة والرأي والتعبير والنشر وصيانة هذه الحريات بما يتلاءم مع مباديء الدستور.
اما فيما يخص الصحافة الورقية فانها في تراجع من ناحية التوزيع بالاضافة الى انها لاتستطيع مجاراة الصحافة الالكترونية في سرعة توصيل الخبر خلال دقائق فعلى المواطن او القاريء للصحافة الورقية ان ينتظر ليوم الغد حتى يقرأ الخبر على صفحاتها. ولهذا فاننا نلاحظ تراجعا في توزيع اعداد وكميات الصحف اليومية ، بالاضافة الى ان العديد من المشتركين ألغوا اشتراكاتهم بالصحف اليومية ، نظرا لاشتراكهم بالانترنت حيث يمكن للمواطن قراءة جميع الصحف والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنت. كذلك فان انتشار الصحف والمواقع الالكترونية اصبحت منبرا لأي مواطن ان يعبر عن رأيه بحرية وسمحت له التواصل مع أصحاب القرار ، ولفتت انظار المسؤولين الى هموم وشكاوي ومشاكل الناس وساهمت في كشف الفساد وتنوير الرأي العام. هذا بالاضافة الى اتاحة الفرصة للمواطن الاردني المغترب اينما كان في العالم ان يتواصل مع بلده الاردن بشكل خاص وان يطلع على اخبار وطنه واهله.
ان الصحافة الالكترونية فسحت المجال امام الكتاب المحرومين من الكتابة في الصحف اليومية ان يعبروا عن آرائهم بكل حرية ، بل ان بعض الكتاب في الصحف اليومية يلجأون لنشر بعض مقالاتهم (الساخنة) في المواقع والصحف الالكترونية ، نظرا لعدم تمكنه من نشر هذا المقال في صحيفته اليومية.
وراينا ان بعض الصحفيين والكتاب في الصحف اليومية قد شنوا هجوما عنيفا على الصحافة الالكترونية وخاصة بعض رؤساء التحرير في الصحف اليومية ، نظرا لما آلت اليه صحفهم الورقية من تراجع في ارقام التوزيع ، فأرادوا كبح جماح الصحف الالكترونية ووضع قيود عليها. ولا ننسى ان بعض المسؤولين لايروق لهم كشف الفساد والاخطاء سواء في القطاع العام او الخاص. وتم ممارسة ظاهرة الاسترضاء ومارس البعض من الصحفيين الابتزاز لمسؤولين في الحكومة ايضا ، والبعض الآخر من الصحفيين تم شراؤهم بالمال او الهدايا والعطايا اما للمديح او لتغطية الفساد والاخطاء للمسؤولين .
ان مهارات الافراد تتفاوت في التعبير وممارسة أخلاق الحوار الراقي وخاصة أولئك الذين يبدون آرائهم في المسائل او المشاكل بحوارات راقية ، فيضيفون فائدة للنقاشات ويثرون الحوار بأفكارهم. وبالمقابل فهناك بعض الافراد ممن يسيئون لادب الحوار فيشتمون ويسخرون من كل شيء ويخفون اسمائهم او شخصياتهم. وللأسف فان بعض المواقع الالكترونية تنشر لهم مثل هذه الممارسات سعيا وراء الانتشار السريع ولكنها تسيء لنفسها قبل اللآخرين ، وكان عليها حجب تلك التعليقات التي تغتال الشخصية او تتعدى على حقوق الآخرين.
الكاتب/ بسـام محمد العـوران
E-Mail: Bassam_Oran@hotmail.com