زاد الاردن الاخباري -
سقط سهوا لا بل الحقيقة أنه سقط عمدا اسم "حسن يوسف" من التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهكذا جاء تكريمه في الدورة القادمة لمهرجان دمشق السينمائي؛ الذي يبدأ يوم 31 أكتوبر/تشرين الثاني؛ كنوع من التصحيح لهذا التجاهل الذي وقع فيه مهرجان القاهرة، على رغم أنه كرم كل الأجيال بداية من رائد السينما المصرية "محمد كريم" حتى وصل إلى جيل "ليلى علوي"؛ التي يتم تكريمها هذه الدورة!!
من الواضح أن وزير الثقافة "فاروق حسني" كانت لديه اعتراضاته على تكريم "حسن يوسف"؛ بسبب إطلاقه لحيته في السنوات الخمس عشرة الأخيرة، وأيضا بسبب بعض التصريحات المتحفظة التي كان يعلنها بين الحين والآخر عن الفن.
ولهذا فإن اسم "حسن" كان دائما ما يتم ترشيحه للتكريم في المهرجان من قبل المكتب الفني للمهرجان الذي يتكون من عدد من النقاد والسينمائيين، ويتم إبلاغ "حسن يوسف" بذلك، وبعد أن يعلن لهم موافقته يتم استبعاده بسبب اعتراض الوزير ولا يتفضل أحد بالاعتذار!!
الغريب أن الناقد "محمد الأحمد" مدير مهرجان دمشق عندما رشح "حسن يوسف" للتكريم اتصل به أثناء تواجده بمهرجان الإسكندرية السينمائي، وسأله: هل يوافق على التكريم؟ فأجابه "حسن يوسف" ضاحكا: هل تكرمونني لتاريخي الفني أم لأن زوجتي "شمس البارودي" سورية الأصل؟ قال له "محمد الأحمد" للسببين معا.
والحقيقة أن "محمد الأحمد" لم يكن يدري أن "شمس البارودي" سورية، وبالتأكيد تاريخ "حسن يوسف" الحافل بالإنجازات الفنية يكفي لتكريمه؟!
النجم الكبير "حسن يوسف" متنوع الأداء في السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة، بدأ منذ نهاية الخمسينيات، وكان في طليعة جيله، ويعتبر هو المرحلة المتوسطة بين جيل "كمال الشناوي" و"فريد شوقي" و"أحمد مظهر" وجيل "محمود يسن" و"نور الشريف".
تميز أداء "حسن يوسف" بقدر كبير من العفوية والبساطة والتلقائية وعلاقته بالكاميرا أكثر حميمية ودفئا منذ أن قدمه "صلاح أبو سيف" في فيلم "أنا حرة"، وهو الذي فتح باب الطبيعية والبساطة كفن أداء لكل من أتى بعده في هذا المجال.. من أساتذته من المخرجين "حسن الإمام"؛ الذي قدمه في أكثر من 15 فيلما؛ مثل "امرأة على الهامش" و"الخطايا".
قدم "حسن يوسف" للسينما نحو 10 أفلام كمخرج، ثم بدأ في بطولة الأعمال التلفزيونية الدينية، وأشهرها الشيخ متولي الشعراوي "إمام الدعاة"، وهذا العام في "الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة".
وعاد لأداء الأدوار الاجتماعية؛ فلعب شخصية الحاج "فرج"، وهاجمه البعض على أساس أنه يقدم دورا لا يليق به بعد أن صار ملتزما، لكنه دافع عن حقه في مواصلة الإبداع؛ فهو ممثل على حد قوله يؤدي كل الأدوار وليس داعية دينيا.. وهذا بالطبع من حقه.
وسوف يواصل "حسن يوسف"، كما قال لي، أداء دوره في مسلسلات اجتماعية قادمة، ولكنه أكد أنه لن يستطيع أن يحلق لحيته؛ فهو يعتز بها ولن يقدم إلا الأدوار التي يحتفظ فيها بلحيته، على رغم أنها كانت السبب في أن يتجاهله طوال تلك السنوات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؛ فإن مهرجان دمشق كان أكثر مرونة في التعامل مع تاريخ "حسن"؛ الذي سيصعد على خشبة دار الأسد في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي الدولي، ويتسلم درع تكريمه عن كل ما قدمه للسينما المصرية!!