زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - أبلغ نقيب المحامين الأسبق في الأردن صالح العرموطي، وهو نقابي معارض وعنيد، العديد من المحيطين به أن نيته تتجه للترشيح للانتخابات النيابية عن الدائرة الثالثة في عمان العاصمة.
في الوقت نفسه تحدث سياسيون كبار عن حسم الخلاف حول مرشح الحركة الإسلامية في هذه الدائرة الصعبة لصالح العرموطي في الوقت الذي يتوقع أن تترشح عن مقعد المرأة في الدائرة نفسها شخصية نسائية بارزة جدا محسوبة على التيار الأخواني هي الدكتورة ديما طهبوب زوجة شهيد الصحافة والإعلام في العراق طارق أيوب.
العرموطي شخصية ثقيلة الوزن ومناكفة جدا ولا تربطها صلات مباشرة بتنظيم الأخوان المسلمين لكنه شريك قديم في إدارة النقابات المهنية للتيار الإسلامي وسبق ان مثل هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
توفير ضمانات تأييد مباشرة في العاصمة عمان من قبل التيار الأخواني يضمن للعرموطي وطهبوب وهي مثقفة بارزة أيضا من الصف الإسلامي ولها جماهيرية كبيرة مقاعد مرجحة في البرلمان.
التيار الأخواني يثير بالتوازي مستويات غير مسبوقة من الفضول وهو يتجرأ على الاستعداد لترشيح ثلاثة قوائم انتخابية دفعة واحدة في الدائرة الثانية للعاصمة وهي معقل مهم لجماعة الأخوان المسلمين .
إحدى هذه القوائم يتوقع أن تؤيد فيها الحركة الإسلامية البرلماني والوزير السابق المخضرم الدكتور عبدالله العكايلة.
العكايلة عائد إلى ساحة الانتخابات بعناد وبروح «ثأرية « سياسيا بعد الحملة التي استهدفته هو وابنه الذي فصل من وظيفته كمدير عام للبريد الوطني من أربع سنوات حيث تقارب العكايلة من السلطة واستهدفته رموزها، وبقي في ظل الأحداث والمشهد طوال السنوات الماضية دون أن يتلقى ولو اتصالا هاتفيا كما يقول لمحبيه من قبل أي مسئول في الدولة رغم أنه سبق أن تقلد وزارات عدة وانشق عن الأخوان المسلمين في الماضي لصالح مؤسسات القرار.
العكايلة قرر بداية خوض الانتخابات عن مدينة الطفيلة لكنه اكتشف بأن الغالبية الساحقة من أصوات عشيرته منقولة ومسجلة في عمان العاصمة. وفي الدائرة الثانية تحديدا ولصالح النائب السابق يحيى السعود الذي اشتهر بقربه الشديد من الأجهزة الحكومية وبمقولته الشهيرة التي تعهد فيها علنا بـ «نتف لحية الشيخ حمزة منصور».
لكن العكايلة سياسي محنك وخبير تشريعي وبيروقراطي ومن الشخصيات الثقيلة جدا التي غادرت الأخوان المسلمين في الماضي وعندما أوحى باستعداه للترشيح في العاصمة عمان وصلته رساله من قيادة الأخوان المسلمين تقول «لم لا … سندعمك».
في أروقة الأخوان المسلمين يتردد أن النائب الممثل في الماضي للمقعد الشركسي والمعارض الخشن منصور مراد يبحث عن تحالف وشراكة مع الإخوان المسلمين في الزرقاء أو عمان العاصمة.
لكن الجماعة الأخوانية لم تحسم أمورها بعد بخصوص دعم ضم وترشيح مراد وهو برلماني شرس وقائد حراكي في الشارع بسقف مرتفع جدا وكسب شهرته في أيام الشباب من عملية فدائية فلسطينية شارك فيها ضد العدو الإسرائيلي ومن حادثة اعتداء زميل له تحت القبة هو أحمد عويدي العبادي عليه.
العكايلة والعرموطي ومراد وطهبوب أسماء تبدو «مقلقة» جدا للمرشحين الكلاسيكيين الذين سبق لهم أن نجحوا بدعم خفي وبعمليات تلاعب في الانتخابات بالماضي ومن المرجح أنها مقلقة للسلطات التي لم تختبر سابقا تطبيقات القانون الجديد للانتخاب وسط قناعة جميع الأطراف بأن محاولات العبث في الانتخابات هذه المرة ستكون مكلفة للغاية.
قد تبرز أسماء أخرى من العلبة نفسها في سياق تحضيرات الإخوان للموسم الانتخابي حيث التكتم الشديد سيد الموقف.
المثير في المسألة ليس فقط نية مثل هذه الأسماء الكبيرة في عالم المعارضة التفكير بالترشيح للانتخابات.
ولكن اختيار رافعة الأخوان المسلمين لدعمها وإسنادها خارج قوائم الانتخابات نفسها في تطور لافت جدا على صعيد إعلان حزب جبهة العمل الإسلامي التابع لجماعة الأخوان الأصلية المشاركة في الانتخابات بعد مقاطعة تواصلت لنحو عشر سنوات .
كل المجالس السياسية في عمان تتحدث عن قراءات وتوقعات الانتخابات في ظل ما تبين حتى الآن بخصوص مشاركة التيار الإسلامي خصوصا وأن البدلاء الذين تم تسمينهم طوال أربع سنوات مثل جمعية الأخوان المرخصة ككيان مواز ومجموعة «زمزم» لا أحد يتحدث عنهم الآن في السيناريو الانتخابي.
القدس العربي