زاد الاردن الاخباري -
جمال جمال- تناقش ما تسمى بـ"اللجنة المحلية للتخطيط والبناء" في مدينة القدس خطة لتوسيع منطقة حائط البراق في السنوات القادمة لاستيعاب 8 مليون سائح يهودي سنويا ، وذلك في اطار تغيير طابع وهوية القدس العربية والاسلامية.
وعرضت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير لها امس صوراً من جولات ميدانية قامت بها مؤخراً لمنطقة ساحة البراق تظهر مواصلة الإحتلال الإسرائلي تنفيذ حفريات واسعة في قلب الأرض في أقصى غرب ساحة البراق غربي المسجد الأقصى المبارك ، وذلك ضمن مخطط إحتلالي لمواصلة هذه الحفريات لتصل الى الجدار الغربي للمسجد الأقصى وباب المغاربة ، يأتي ذلك بالتزامن مع عقد ما يسمى بـ"لجنة التخطيط والبناء المحلية" التابعة للبلدية العبرية في القدس ، جلسة لمناقشة مخططات شاملة لتهويد ساحة البراق وطبقاتها تحت الأرض ، تشمل حفر أنفاق تحت ساحة البراق وتحويل ما تحت الأرض الى مراكز توراتية وأخرى "شرطية" ، توسيع كبير لمسطح ساحة البراق وإنشاء طبقات أرضية تحتها ، وتغيير مداخل ساحة البراق والطبقات الأرضية ، واستحداث مداخل تحت الأرض.
وقالت مؤسسة الأقصى ان من ضمن الخطة استحداث مواقف عامة للحافلات والسيارات ، فوق الأرض وتحت الأرض في جميع المناطق القريبة من البراق ، وربط ساحة البراق ببلدة سلوان وأنفاقها تحت الأرض ، وتشكيل منطقة تهويدية واسعة لغرب وجنوب المسجد الأقصى المبارك ، على مساحة تصل الى نحو 7000 م2.
وتتضمن الخطة مدخلا أرضيا "نفقا" جديدا ، والذي سيكون بمثابة مدخلا رئيسا للمكان ، وعليه يجب القيام بعملية حفر واسعة من أجل إنجاز تلك الخطة ، التي تعتبر أقل الضررين من الناحية السياسية. وتتوقع مصادر إسرائيلية أن يبلغ عدد السياح في المكان يصل سنويا إلى 8 مليون شخص ، وحتى عام 2025 من الممكن أن يصل هذا الرقم إلى 15 مليون شخص سنويا.
وحذّرت "مؤسسة الأقصى" من هذه المخططات الإحتلالية الإسرائيلية وتفصيلاتها الخطيرة ، مؤكدة أن الإحتلال يسعى الى تدمير كل الآثار والحضارة الإسلامية والتراث العربي في المنطقة المذكورة وتغيير الواجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك من جهة حائط البراق وباب المغاربة.
بدوره ، قال خبير الأراضي والاستيطان خليل تفكجي إن "إقرار مخطط باحة البراق يعني المُضي في سياسة تغيير طابع وهوية القدس العربية الإسلامية. واعتبر تفكجي ذلك "رسالة للسلطة الوطنية الفلسطينية وللعالمين العربي والإسلامي أن مدينة القدس عاصمة لدولة واحدة وليست عاصمة لدولتين". وقال "إنها كذلك رسالة إلى منظمة اليونسكو التي تعتبر القدس منطقة تراثية محمية ، ورسالة الاحتلال مفادها أن القدس لنا ونفعل فيها ما نشاء ونحن أصحابها ، ولا يُسمح لليونسكو أو غيرها بالتدخل في هذا الشأن". وأضاف "يتعلق الأمر برغبة إسرائيلية لحسم قضية بلدة سلوان جنوب الأقصى ، وما يُسمى بـ "الحوض المقدس" ، والذي يقضي بإقامة مجموعة من الإنشاءات التي تتكون من (تراثْ يهودي) كما بدأ بكنيس "الخراب" ، بالإضافة لمجموعة من التغييرات لصالح الجانب الإسرائيلي ، والتي تشمل إقامة أنفاق ومصاعد للسيّاح اليهود ، وإقامة مجموعة من الكنس اليهودية الكبيرة تم المصادقة عليها مؤخرا من أجل تغيير جذري لحائط البراق الذي يعتبر وقف إسلامي ، والذي تم تثبيته في ظل الاحتلال الانجليزي". وأوضح تفكجي أن سلطات الاحتلال تحاول رسم وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض ، مؤكداً أن الأنفاق والإنشاءات في المنطقة المذكورة لها أهداف دينية إضافة للأهداف السياسية ، ولعل مخطط تدمير حي البستان بسلوان الذي تعتبره الجهات الإسرائيلية جزءا من الحديقة التلمودية ، هو ضمن المخططات الجديدة. وأشار إلى أن المخطط المذكور جزء من مخطط "مشروع القدس عام "2020 و"الذي يعني إحداث تطهيرْ عرقي ضد الفلسطينيين في القدس ، وزيادة نسبة اليهود ، بالإضافة لإقامة مجموعة من الحدائق التلمودية والأماكن السياحية التي تتعلق بالديانة اليهودية في المدينة في محاولة لتغيير الطابع العربي والإسلامي للمدينة".
الدستور