أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأربعاء .. تراجع تدريجي للكتلة الهوائية السيبيرية شديدة البرودة الجمارك : إقبال كبير للاستفادة من تخفيض ضريبة السيارات الكهربائية موسم الزيتون يدخل ثلثه الأخير %10 ارتفاع ديون اللاجئين السوريين في الاردن الإعلام العبري ينشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان زيادة موازنة (العمل) %24 العام المقبل أطباء اردنيون يحذرون : سوائل السجائر الإلكترونية غير المطابقة تزيد المخاطر الصحية ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور الجيش في الجنوب حزب الله يعلّق على كلمة نتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار .. "لن يخدعنا" تحذير للأردنيين من الصقيـع غارة إسرائيلية شمالي حمص وسوريا تحقق في الهجوم بايدن يعلن وقفا لإطلاق النار في لبنان .. يبدأ صباح الأربعاء ضبط شخص ينتحل صفة طبيب أسنان في العقبة الحمل الكهربائي يسجل 3990 ميجا واط مساء اليوم تفاصيل سرقة أمانة السر والصندوق في نادي البقعة لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا

ازدواجية عباس

05-10-2010 09:11 PM

بداية أرجو أن أوضح بأن المقصود في العنوان ليس الرئيس الفلسطيني محمود عباس حديث الساعة، ولكن المقصود هو تلك الشخصية الكوميدية المصرية التي لعبت دور الموظف المظلوم الذي يعمل فراشا في إحدى الدوائر الحكومية، عندما ورد إليها تعميم شديد اللهجة من رئاسة الوزراء بمنع الازدواج الوظيفي والتنسيب بأسماء الموظفين الذين يمارسون أعمالا أخرى غير وظيفتهم الرسمية .

     وذات مساء بينما كان (سيد بيه) مدير الدائرة يصطحب زوجته (مدام جيهان) إلى السينما -وهي بمحض الصدفة تعمل رئيسة لقسم الطباعة وقد تنسمت هذا المنصب بالتنافس الحر وعبر ديوان القوى العاملة ودون أي تدخل من عطوفة المدير– إذا بالمتعوس (عباس) فراش الدائرة ينادي في قاعة العرض :ببس.. ببس.. ويحمل مصباحا صغيرا يسلطه على عيون المتابعين للشاشة، وتلاقت أشعة المصباح مع الشرر المتطاير من عيني عطوفة المدير لتنعكس شزرا على عيني عباس الذي أدرك بأنه وقع و(ما حدش سمى عليه).

     في اليوم التالي استدعي عباس للتحقيق المستعجل أمام لجنة وزارية طارئة ترأسها (سيد بيه)، واعترف أنه يعمل بعد الظهر على عربة لبيع شعر البنات، وفي المساء يبيع الببس في السينما، وفي الليل يعمل حارسا لإحدى المدارس الخاصة، كما أنه اعترف بما هو أعظم من ذلك حيث يستغل منصبه الوظيفي الرفيع و يبيع الطوابع الرسمية للمراجعين بزيادة عن سعرها البريدي !

     حاول (عباس) أن يدافع عن نفسه و يضرب مثلا بالعديد من زملائه: فها هو (د.مسعود) ابن (سيد بيه) مدير الدائرة الذي أكمل الدكتوراة في لندن على حساب الحكومة عاد ليعمل مستشارا في نفس الدائرة وبراتب يتعدى ثلاثة آلاف جنيه وهو فوق ذلك يدرس في المركز الثقافي البريطاني ويقدم برنامجا اقتصاديا في إحدى القنوات، أما (حسن أفندي) رئيس الديوان فهو يدير مكتبا عقاريا، وتلك (نعيمة هانم) سكرتيرة المدير تمتلك صالونا نسائيا ، حتى الباش مهندس (فطين) رئيس قسم الصيانة يعمل في المقاولات، وكل واحد منهم يتقاضى زيادات سنوية واستثنائية تفوق راتب (عباس) بكثير .

     حاول (عباس) أن يذكر (سيد بيه) بأنه ضحى بنفسه من أجله عدة مرات، إحداها عندما نشب حريق في مستودعات الدائرة وقفز من النافذة العلوية ليحمي ملفات المدير من ألسنة النيران، والثانية عندما تدفقت مياه الأمطار إلى مكتب المدير ولامست أسلاكا كهربائية، والثالثة عندما أنقذ المدير وزوجته من سيارة مسرعة مرت أمام الدائرة و كادت تدهسهما، والرابعة لما هاجمه في مكتبه موظف مفصول مر بحالة هياج نتيجة شعوره بمرارة الظلم فأوقفه (عباس) وتلقى عن المدير العديد من الطعنات الجارحة التي رسمت على جسده علامات فارقة لا يمكن أن تمحى، والخامسة…. والسادسة

     حاول (عباس) أن يشرح موقفه ويؤكد بأن كل ما يتقاضاه من أجور عن كل أعماله المتواصلة على مدار الأربع والعشرين ساعة لا تكاد تكفي أبناءه السبعة ووالديه العجوزين اللذين يسكنان معه في نفس الأوضة !

     لم يشأ رئيس لجنة التحقيق أن يستخف دمه كثيرا ويسأل (عباس) السؤال الساخر المتداول: (سايبين الشقة كلها وقاعدين في أوضة؟!) ولكنه سارع بحسم نتيجة التحقيق وتبرئة جميع الموظفين الآخرين من تهمة الازدواجية باعتبار أن القانون يحمي حق الملكية، بينما أدان (عباس) ونسب بفصله بتهمة (الازدواجية).

 

المهندس هشام عبدالفتاح الخريسات

www.hishamkhraisat.com

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع