يعتقد كثيرٌ من الناس، بمبالغة واضحة للعيان و زائدة عن الحد لأن المقتدر و غير المقتدر يشتكي إستنادا الى إعتقاد غير مبني على أسس عادلة شاملة، أن المثل الذي يقول بأن " الشق أكبر من الرقعة" ينطبق على واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام، علما بأن واقعنا أفضل – حقيقة - من واقع كثير من دول العالم، سواء من الناحية الإقتصادية أو الإجتماعية أو الثقافية أو التشريعية .
يُشعرك معظم الناس، دون إمتنان أو عمل حقيقي مبذول من جـــانبهم تجاه أحوالهم !، بأنهم يتعايشون مع هذا الشق بالصبر، و الإستمرار في نقد الأداء الحكومي و الإجتماعي و الثقافي و التشريعي على حد سواء، و تقديم النُصح و الإرشاد، و يحذوهم الأمل ، وفق إعتقادهم، في أن يأتي اليوم، عاجلا أم آجلا، الذي يعالج فيه موضوع الشق .
و مع التكهنات و التوقعات التي تشير الى إمكانية إحداث تعديل أو تغيير وزاري، فإن معظم أحاديث الناس تتضمن أن المرحلة القادمة تتطلب تكليف من هو بطل قومي، إستراتيجي، ميداني، إستثنائي، متفهم، متمكن، محنك، يقبل النقد و يحترم الرأي الآخر ثم يستجيب مثل لمح البصر لمطالب الناس كل الناس !، و يوفر حياة كريمة لجميع المواطنين (الذين يعملون و الذين لا يعملون أي بلا إستثناء)، أو رجل مرحلة شديدة الحساسية لقيادة دفة السلطة التنفيذية، مع فريق – لا يسكن في برج عاجي - قد تمّ إختبار قدرات و إمكانيات كافة أعضائه، تعتمد الأمة عليهم و على الرئيس في تأمين وتحقيق كل الأماني، و يريحوا سيد البلاد يحفظه الله، يكون الرئيس قادرا ، بعقله ، بعدله، بأذرعه، بميدانيته ، بشفافيته و إدارته الحكيمة ، على ديمومة نجاحات المؤسسات القائمة، رفع سقف الديمقراطية التي نتمتع بها أكثر، تصميم خطاب إعلامي فعال و مغاير لما هو عليه الآن، تنمية وتطوير علاقات كفؤة و فعالة مع كافة الدول و بدبلوماسية غير مسبوقة، إصلاح تشوهات القطاع العام المزمنة، معالجة (بصورة فورية) ظاهرتي الفقر و البطالة و عجز الموازنة و ظاهرة تهديد النسيج والأمن الإجتماعي و الثقافي، تمتين مداميك الوطن من أجل بنيان يحافظ على معدل إرتفاع بنيانه ، و ينتزع، هو و فريقه من الجميع، الدعاء، الإعجاب و التصفيق لأطول مدة ممكنة على تفهم إحتياجات الجميع وحسن الأداء أو التعامل مع كافة القضايا الملــحة .
تُــرى من هو البطل القومي و أعضاء فريقه الذي يمتلك كل المواصفات المذكورة أعلاه، و القادر على تحقيق كل الأمنيات التي يسردها المواطنون ليل نهار، بما فيهم مواطن يعمل كهربائي سيارات بمحله، و يصرف بإقتدار قد لمسته من دخله على شقيقه الذي يدرس الطب في الخارج، على شقيقته الأرملة و أولادها، و على أسرته المكونة من خمسة أفراد و والديه، و مواطن يعمل حلاقا بمحله و معه أجير يساعده تمكن من بناء عمارة و خسر في السوق المالي 20 الف دينار فقط !!!
يذكرني نقد الناس هذه الأيام لجميع المسؤولين دون إستثناء بقصة قصيرة، فيها حكمة عميقة، رويتها في مقال قديم.
تقول القصة:
عندما وقف أبناء الخالة عند سور إحدى برك الماء العثمانية العميقة، قال خليل: هاي بركة سباحة هاي؟ لو تشوف إلبركة إللي عندنا أكبر من هاي عشر مرات و... و... وبما أن ابن خالته موسى لم يحتمل أكاذيب إبن خالته خليل التي تواصلت لأكثر من ساعة من الزمن حول وصف البركة الموجودة في مدينتهم، وفنون سباحته وغوصه وعومه،وإعجاب الجميع بفنونه تلك، فما كان منه إلا أن دفع بخليل نحو البركة العميقة.
لم يتمكن خليل من العوم!، حينئذ أسرع موسى وغيره من الشباب والصبية لإنقاذ خليل وإخراجه من البركة .
يحاول الكثير من المواطنين والمستوزرين، غير القادرين على حل، حتى، مشاكل أسرهم بسبب سوء إدارتهم لها، تقليد خليل في التعليق و الإنتقاد، وقد نسي معظمهم بأن ظروف وتعقيدات المرحلة هذه المرة مختلفة تماما عن سابقاتها ، وبأن المنصب الرفيع الذي يتطلّع إليه العشرات ولربما المئات لا يناسب إلاّ ألقادة ألإستثنائيين القادرين على تجاوز مصاعب يشيب لها الولدان.