طالبة تنهال ضربا على معلمتها وتحاول إلقائها من الطابق الثاني للمدرسة ، خبر تناولته وسائل الإعلام خلال هذا اليوم وعلى رغم أن معالم الاستغراب الممزوجة بالضحك تبدو للوهلة الأولى للسامع أو القارئ ، إلا انه لا يمكن إنكار حقيقة المرارة التي يحملها هذا الخبر .
فأي واقع تعليم أصبحنا نعيش وأي احترام بقي لدينا لمعلمنا الذي لا يعلمنا حرفا وحسب بل انه يصنع منا مستقبلا واعدا ويكتشف فينا أحلامنا وينميها ، بل انه من يعلمنا كيف نحلم وبماذا سنحلم وكيف نحقق هذا الحلم .
مع هذا الخبر لم تعد كلمة \" زمان الشقلبة \" تكفي لوحدها لبيان الحال المتغير في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة وبالذات على واقع التعليم والمعلم ، ولم تعد كلمة \" العلم نور \" دالة بما فيه الكفاية على مكتسباتنا من المدرسة والتعليم ، فلم يعد التعليم والعلم في المدرسة نور بقدر ما أصبح \" علم آكشن \" يومي فالمدرسة لم تعد وسيلة تعليم بقدر ما أصبحت ساحة للآكشن وفنون القتال .
معلمينا وأساتذتنا الاكارم وحيث تزامن هذا الخبر مع عيد يوم المعلم فأسمحوا لي في عيدكم ، في يومكم ، أن أهديكم أكفانا وكراسي متحركة وعكازات وأعذروني لعدم قدرتي على إهدائكم وردا فانتم لا حاجة لكم فيه بقدر حاجتكم الى ما سأهديكم أياه .
على فكرة لقد حمل الخبر عبارة \" طرحت طالبة, في الصف التاسع, معلمتها ارضا, وانهالت عليها بالضرب \" , طرح وضرب هذا ما تعلمته هذه الطالبة في المدرسة ، الحمد لله أنها لم تتعلم القسمة وإلا كانت قسمتها نصفين .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com