حفارة البندورة تخطف اللون الأحمر عن موائد الفقراء

زاد الاردن الاخباري -

 قلبت حفارة الطماطم "توتا أبسولوتا" موازين عائلات أردنية كثيرة اعتادت على انتقاء أصناف معينة طالما كانت حاضرة وثابتة على مائدتها.

وجاء هذا الاضطراب نتيجة تفشي "توتا أبسولوتا" في مزارع البندورة في المملكة منذ حوالي ثلاثة أسابيع، ما أدى إلى إتلاف كميات كبيرة من المحصول، ترتب عليه ارتفاع في الأسعار وتراجع القوة الشرائية، إضافة إلى غياب أطباق أردنية تترأسها البندورة عن موائد كثيرة.

فما بين ارتفاع أسعار البندورة وانخفاض القوة الشرائية لها، شهدت عائلات كثيرة تغيرا في نمط الغذاء داخل بيوتها، وربما أصبحت ربات البيوت من الفئات الرئيسية التي تأثرت بذلك، لا سيّما ما يتعلق بنظام الطبخ لديهن، واتجاههن نحو انتقاء أصناف طعام أخرى لا تحتاج إلى بندورة.

ربة المنزل نهى عقرباوي، ومنذ ارتفاع سعر البندورة، استغنت عن أصناف الطبخات التي تحتاج إلى بندورة طازجة، فالفاصولياء والبامية والكفتة وغيرها أصبحت غائبة عن مائدة أسرتها، واستبدلت بطبخات "اليخنة".

وتقول عقرباوي إن الأمر لم يقتصر فقط على أصناف الطبخات، بل طاولت حتى "السلطة"، مثلا، وهي تقريبا جزء لا يتجزأ من مائدة الطعام الأردنية، فانتقلت من مرحلة "سلطة" الخضار التي يزينها اللون الأحمر للبندورة إلى "سلطة" خضراء تماما.

أما ربة المنزل مي أيوب فلم تستغن عن أطباق الطبخ التي ترتكز على البندورة مثل العقرباوي، إذ استبدلتها بمعجون الطماطم، في الطبخ. وترى أيوب أن أثر ارتفاع سعر البندورة لم يقتصر على البيوت، بل طاول أيضا الكثير من المطاعم، ومن أهمها المطاعم الشعبية، لافتة إلى حادثة حصلت معها عندما قصدت أحد مطاعم الحمص والفلافل قبل أيام لشراء ساندويشات فلافل للعائلة، لتجد أنها تفتقد للبندورة، إذ استبدلت بالخيار والخس والملفوف، الذي كان من النادر أن يكون حاضرا في مثل تلك الساندويشات.

وهو الأمر لا يستبعده الطالب فراس الريماوي، من حيث تأثر المطاعم بغلاء سعر البندورة، ذاهبا إلى أنه تعرض إلى موقف طريف عندما طلب من أحد المطاعم الشعبية وجبة "قلاية بندورة"، ليرد عليه النادل، ويقول له "اشتر البندورة واحنا بنعملها الك".

بدوره، ينكر موظف في أحد مطاعم الحمص والفلافل في منطقة عمّان الغربية وائل مصطفى ما ذكر، مؤكدا أن نسبة استهلاك البندورة للسندويشات لم تتغير مع غلائها في الأسواق، ذاهبا إلى أن اتجاه بعض المطاعم إلى الاستغناء عن البندورة يضر بسمعتها، ويخفض من الإقبال عليها.

وفي السياق، يؤكد تجار خضار وفواكه أنهم أصبحوا يلجأون إلى تحقيق الربح من أصناف أخرى، مقابل الخسارة في مبيعاتهم من البندورة، كونها صنفا أساسيا عند الأسر الأردنية تستخدمه على نحو يومي تقريبا، غير أنه، وبالرغم من ذلك، ما يزال الإقبال على شراء البندورة منخفضا، مقارنة مع ذي قبل.

ويقول تاجر التجزئة كايد جميل إن أسواق الخضار والفواكه تأثرت كثيرا فيما يتعلق بشراء البندورة، بحيث أصبح المواطن الذي يحتاج إلى 3 كغم من البندورة، يستبدلها بكيلوغرام ونصف، مشيرا إلى أن كيلو البندورة قد تراوح أمس بين 1.25 و1.50 دينار للصنف الأول. ويعزو جميل عدم إقبال المواطنين على شراء الخضار البديلة للبندورة، إلى عدم وجود بديل لها بين أصناف أردنية كثيرة، ما عدا رب البندورة.

الغد