لاول مرة يظهر الى العلن بدلائل واضحة ما يشير الى انحراف مؤسسات التمويل الاجنبي عن سياق الواقع المحلي ، بل وحرف الواقع نفسه بالتزوير او التضليل ، بعد ان ظل المال الاجنبي المسمى دلعا او للتحبب "تمويل اجنبي" لمؤسسات مدللة اسمها مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية.
فهذا التمويل البريء من البراءة على ما يبدو يسعى الى فتح ملفات للوصول الى اجابات جاهزة او وصفات معدة سلفا ، سواء كانت هذه الملفات وفتحها يفضي الى تلك النتيجة المطلوبة من الممول او نقيضها. فالممول كما يقول المثل الشعبي "مغسل وضامن جنة" ولا بديل عن المطلوب حتى لو اضطر الامر الى قلب النتائج و اخفاء الشهود وتمزيق الاوراق.
عبث المؤسسات لم يتوقف رغم التحذيرات المتتالية ورغم لعب تلك المؤسسات واستطلاعاتها بقضايا حساسة وتشعل نارا في المحيط الداخلي وكأن هذه الؤسسات باتت تشابه السفارات التي تحظى بحماية بحكم القانون الدولي ولا ندري سر قوة هذه المؤسسات للان؟ فهل قوتها من قوة الشخوص الذين يديرون شركات غير ربحية رغم ان مظاهر النعمة لم تبرز عليهم الا بعد تأسيس الشركات غير الربحية ، ام بسبب قوة الجهات الممولة علما بأن ما يقال لنا بأن الممول يقدم مالا خاصا وليس حكوميا لدرء الشبهة عن المال الاجنبي ايضا ، اللهم الا في بعض الحالات المحدودة فإن السفارات تظهر علنا وحينها يكون العنوان تقنيا بامتياز.
العبث بالقضايا الداخلية ومحاولات الاصطياد في ماء الداخل السياسي لم يحقق غايته رغم كثافة الاستطلاعات والورش والنتائج والخلاصات ، كذلك فشلت مشاريع تمزيق البنى الاجتماعية والتقاليد فكان الهدف القادم بيوت الايتام والطفولة التي تعاني من اساءة او فقدان والدين ، لتصبح هدفا للمال الاجنبي ومن اجل تصويب السهام على الداخل الاردني بأنه يعاني من ظواهر شاذة وتعذيب وقتل للبراءة ولما جاء وقت تقديم الدليل ، لم نسمع اجابات الا التسويف والمماطلة مما يفتح باب الاسئلة الحرجة عن صدقية الامر برمته وصدقية الاهداف المرجوة ، ام ان المطلوب كان النتيجة بصرف النظر عن المدخلات؟.
المال الاجنبي والتمويل فيه شبه من الفكر الظلامي الذي ضرب في خاصرة رخوة وضرب امنين ، كما هو المال الاجنبي الذي بات يستهدف الخواصر الرخوة في المجتمع من اطفال وايتام. فهل يستمر الصمت؟.
omarkallab@yahoo.com