-1-
لا تخلو صحيفة يومية أو الكترونية يوميا من عدد هائل من مناشدات
المواطنين الأردنيين مباشرة لجلالة الملك ، قضايا خاصة و وطنية وسياسية ، بعضها موجه للحكومة ومؤسساتها وما يتعرض له المواطنون الأفراد من غبن ، او تجاوز لحقوقهم التي كفلها الدستور والأعراف الوطنية..!
-2-
تجاوز المواطنين الأردنيين لكل مسؤولي مؤسسات الدولة حتى رئيس الوزراء ، والذهاب مباشرة بتوجيه المناشدات الى جلالة الملك ، هي ظاهرة جديدة كانت تقتصر على عدد قليل من المواطنين في السابق تقطعت بهم السبل مع الحكومات ، واليوم تصبح ظاهرة عامة لأغلب الشكاوى ، لا محل للوزراء ولا رئيس الوزراء في اي مناشدة فردية او جماعية..!
-3-
يكتب الصحفيون الأردنيون مباشرة إلى جلالة الملك عبر مقالات كثيرة ، و في تجارب المعلمين الأخيرة مع قضية النقابة العالقة منذ عشرين سنة ، وقضيتهم مع الوزير السابق ، كان الخطاب إلى جلالة الملك متجاوزا رئيس الوزراء الذي هو المسئول المباشر عن الوزير والوزارة ، نفس الشيء حصل مع قضية موظفي وزارة الزراعة والصحة ، وقضايا الفساد التي تبنتها الحكومة ووجد المعنيون – أو المتهمون! _ بها أنفسهم في صراع مع الحكومة لا مع القضاء ، وليس إلا جلالة الملك..!
-4-
تكثر قضايا المواطنين الخاصة أيضا ، المرتبطة بالظروف الاقتصادية ، ويجدوا أنفسهم مباشرة مع الديوان الملكي لا مع وزارة التنمية الاجتماعية ، والتقط من كلام مواطنين يتحدثون عبر محطات التفلزة الأردنية ، الكل يتحدث مباشرة يناشد جلالة الملك وكأن الحكومة غائبة ، أو غير معنية بالمواطن التي تتولاه عبر وزاراتها..!
-5-
لا يمكن ان يفهم هذا الكم المباشر من المناشدات لجلالة الملك ، ومما لا نعرف عنه مما يصل الديوان الملكي الذي يعالج قضايا كبيرة جدا تتعلق بالمواطنين ، ليس الا إشارة تحذيرية من المواطنين إلى الحكومة أنها خارج إطار مسؤولياتها ، وخارج إطار ثقة الشارع العام..!