الأمريكي والأوروبي، يريدون دولة عربية قطرية جديدة مبنية على فرز ديمغرافي وجغرافي، بأساس التجانس المذهبي وليس التجانس السياسي وخير مثال على ذلك: العراق وسورية، وباقي الدول التي يغلب عليها عدم التجانس الطائفي بدواخلها الأجتماعية ستؤول نحو التفكك والفرز الديمغرافي والجغرافي، في حين أنّ الدول التي يغلب عليها التجانس المذهبي كمصر وليبيا سيصيبها ضعف في المركز وعدم قدرة هذا الأخير(المركز)على السيطرة على الأطراف. المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي ذراع البلدربيرغ الأمريكي، يريد اعطاء سلّة فرص متعددة، ان للجمهوري، وان للديمقراطي، وملاعقهما الاسلاميّة التي تغرف من مرق ولحم وشحم الشرق، لتصعيدات للفاشيّة الدينيّة في المنطقة عبر القاعدة ومجتمعات الدواعش، ونقلها الى روسيّا والصين كخطرين كبيرين صاعدين، مع منظومة شانغهاي التي تحملهما، وبداية تفكك الاتحاد الاوروبي الذي استبقت وقوعه القوى الانغلوساكسونية التقليديّة في المجتمع الانكليزي، الأقرب والأكثر ميلاً لأميركا من أوروبا. فهل رؤية البلدربيرغ الأمريكي، وبعد اجتماعه الأخير في برلين قبل شهرين وأكثر من الآن، تتموضع في لملمة العلوج في سفر الخروج، تبدأ بتغيير السروج، السرج التركيّ، والسرج الوهابيّ، والسرج الاخوانيّ(الأسلام السياسي) مع العلم أنّ المؤامرة على سورية وحولها بدأت حرب بريطانية فرنسية سريّة قذرة؟
حويصل التحالفات الأمريكية ومن ارتبط بها، سيطر على منبج عبر أداته قوّات سورية الديمقراطية(قصد)، والتي هي ليست بقوّات ولا ديمقراطية وانما ميليشيا عسكرية كرصاصة في بندقية الأمريكي، لكي تكون كل منبج وحولها معادل لأي تطورات عميقة في حلب، مع سعي لهذا الحويصل الى اقامة جدار برلين2 في حلب لتقاسم مناطق النفوذ مع الروسي والسوري وباقي الحلفاء، ويوحي بأنّه يعمل على محاصرة الأرهاب الآن ومحاربته في العراق وسورية، حيث المعركة واحدة وهي معركة الجغرافيا، لكن دون الربط بين الساحات من الزاوية الأمريكية البحته، عبر أداة الأيحاء المغناطيسي عن بعد من خلال مقص الأخصاء العسكري التكتيكي، بحيث لا يتناسل الأرهاب ويبقى على حاله لجهة عاموده الفقري، وتحاول العاصمة الأمريكية مكرهةً ايجاد حلول سياسية في سورية، حيث هذا الأيحاء والتنويم المغناطيسي بمقص الأخصاء عن بعد وعبر البروباغندا، نتاج انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان، حيث يمكن اعتبار الهدفان بمثابة حصان طروادة لأكمال مسيرة التفتيت والتقسيم للمنطقة، ولكن هذه المرّة في اطار البناء الجديد المتساوق مع مصالحها وليس الهدم، حيث الأخير(أي الهدم)كان المرحلة الأولى من مشروع استراتيجية التوحش، والآن بدأت المرحلة الثانية: البناء في اطار تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ وتفتيت المفتت. نواة(البلدربيرغ)في الولايات المتحدة الأمريكية.
لن تسمح لمجتمعات الدواعش التي أنتجتها من رحم القاعدة وأخواتها عبر العبث بدم الأيديولوجيا باستقطاب السنّة، ولن تترك الرئيس بشّار الأسد في السلطة رغم تغير مزاجها السياسي، وتعمل على طرد حزب الله من سورية، وتسعى للتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية من خلال مفاوضات جنيف ايران النووي لتفجير ايران من الداخل، وتسعى لتفكيك المحور المقاوم لبنة لبنة وحلقة حلقة، وتستثمر بخبث في المعتدل من الأرهاب(وكأنّه هناك ارهاب معتدل وارهاب غير معتدل)عبر بناء معارضة سورية معتدلة قويّة من بقايا ما يسمّى بالجيش الحر وجبهة النصرة(جبهة فتح الشام بزعامة الأرهابي حسين احمد الشرع)وأخواتها، تضم الأكراد وأبناء الطائفة العلوية وغيرها من الطوائف الفضائيّة من خلال ساحات دول الجوار السوري، صنعوا الأمريكان داعش كعصابة فيروسية مغرقة في التطرف(نيولوك ارهاب).
بعد استثماراتهم في فكر ابن تيمية وبالتعاون مع المنظومات الوهابية، لتقديم جبهة النصرة(بنيولوك مستحدث على أنّها معتدلة عبر مسمى جفا – جبهة فتح الشام)وهذه صفاقة سياسية أمريكية أي وقاحة أمريكية ما بعدها وقاحة وبامتياز. أي رئيس أمريكي(ان جمهوري، وان ديمقراطي)هو بمثابة الناطق الرسمي باسم حكومة الأغنياء في الداخل الأمريكي، والأخيرة تعبر عن مصالح المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، والأخير أحد صور جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)، يؤكد سيادة الناطق الرسمي باسم حكومة الأرستقراطيين الأمريكان وغيرهم، أنّه لا تغيير في الرؤية الأمريكية ونمارس حرب الأستنزاف كاستراتيجية حقيقية لأنهاك الخصوم واجبارهم على الأستسلام، وطائرات سلاح الحرب الأمريكي تلقي المساعدات العسكرية والمواد الغذائية لداعش في صحراء الأنبار في العراق، وفي اقليم درنه على الحدود الليبية المصرية، يا الله كم هي وقحه توليفة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، تعلم أنّ وليدها عصابة داعش تعاني من نزف جهادي عميق، انّها أمريكا تبدأ بخلق المشاكل ثم وضع الحلول لها(المشكل الحل).
الولايات المتحدة الأمريكية خلقت لنا داعش وهي بمثابة بلاك ووتر عربية اسلامية من المرتزقة، وتحت ستار وعنوان معركة الموصل القادمة واستعادتها، تلتف ادارة أوباما صدى البلدربيرغ الأمريكي، على مسألة ارسال قوات بريّة الى العراق أولاً ومن خلال القوّات الأمريكية الخاصة(المارينز) تعود اليه، وعبر التعاقد مع شركات أمنية من القطاع الخاص الأمريكي مواردها البشرية من المتقاعدين من الجيش الأمريكي، ومن مجتمعات المخابرات واستخبارات البنتاغون الأمريكية، وتقول المعلومات أنّ اكثر من ثلاثة آلاف مظلي من اللواء 82 تم انزالهم في العراق خلال الأربعة أشهر الماضية، والعمل جاري الآن على أنزال المزيد والمزيد وبعتادهم العسكري، حيث غدى العراق أولوية أمن قومي أمريكي ازاء ايران، وهناك معلومات تؤكد أنّ الأمريكي بدأ بالعبث مع المكون الكردي الأيراني من خلال حزب بيجاك في شمال غرب ايران عبر كردستان العراق.
الروس يدركون أنّ المحور الدولي الخصم بزعامة العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي والمتحالف مع بعض العرب، يعملون على توظيف وتوليف مسارات واتجاهات التطرف الديني(تصعيدات للفاشيّة الدينية في سورية والعراق وتركيا)وبث الفتن لتقسيم المنطقة واعادة ترسيمات تشكلها على الجغرافيا وخلط الديمغرافيات لتبقى أسباب الفرقه والأشتعال قائمة، ويمتد هذا الأدراك الروسي الى أنّ الأستراتيجية الأمريكية البلدربيرغيّة تقوم على مجالاتها الأمنيّه القومية في الشرق الأوسط والمتمثله في "اسرائيل" ومصادر الطاقة. والروس يستثمرون هذا الأوان، لا أقول فشل استراتيجية نواة الدولة الأمريكية في محاربة داعش في العراق وسورية، بقدر تعثرها وبطئها وترددها واغماض عين وفتح أخرى، حيث هي في الأصل والأساس اعادة هيكلة الأرهاب ثم هندرته وتوجيه نحو مساحات ودول أخرى.
وليس لها علاقة بالأرهاب أصلاً بقدر علاقتها بادارة الأرهاب ادارة أزمة، لتفكيك محور خصومها المقاوم حلقة حلقة عبر بث الفتن الطائفية وتصعيدات للفاشيّة الدينية والتركيز على مظلومية أهل السنّه في مواجهة ظلم أهل الشيعه، حيث من المعتقد لدى الروس وفعلهم الديبلوماسي والأستخباري أنّه يمكنهم فعل شيء حقيقي لقطع الطريق على الأستفراد الأمريكي بالمنطقة وشؤونها، عبر السعي نحو تطوير ستاتيكو الحل السياسي في سورية وحولها وليس لأنتاج طائف سوري، بحيث أنّه قد يكون ذلك بداية لحل سياسي لكثير من البؤر الساخنة في المنطقة.
الفعل الروسي يدرك أنّ واشنطن تعمل على تحويل النفط من سلعة الى سلاح لمحاربة روسيّا وايران وفنزويلا في أبشع صور وتجليات الخبث السياسي، بالمقابل تتلمس موسكو وترصد بقرون استشعاراتها شعور واشنطن بضعف قوتها.
من خلال سعي الأخيره لتوريط بعض حلفائها في المنطقة في شكل جديد قديم من الأستعمار، فبعد أن سحبت واشنطن قيادة أسطولها الخامس من البحرين، هاهي لندن تنشىء قاعدة عسكرية مقابل القاعدة العسكرية الفرنسية في الأمارات بالأتفاق مع مملكة البحرين، وكلا الدورين البريطاني والفرنسي في سياق التعاون والتكميل للدور الأمريكي وتابع له، وان كان الدور البريطاني والذي هو أصلاً في جوهره وباطنه دور صراعي مع الأمريكي، ويسعى لأستعادة مناطق نفوذه التي خسرها بعد الحرب العالمية الثانية، بعكس الفرنسي الملتهم بالكامل أمريكيّاً، وأعتقد أنّه من باب التكتيك وافقت لندن أن تشترك مع باريس في خدمة المجال الأمني القومي الأمريكي الى حين أن تلوح اللحظة التاريخية الأنجليزية. السياسة الامريكية لا تتغير بالمطلق، ان كانت الأدارة ديمقراطية.
وان كانت جمهورية، كون من يحددها للسياسة والرؤية، ودائماً وأبداً هو البلدربيرغ الأمريكي، فقط أي أدارة جديدة تغير أسلوبها وطريقتها وطقم أسنانها الذي أكلت به، وملاعقها وشوكها وأطباقها، دون أن تغير قلبها الشرير الذي لا يشبع، ومعدتها التي تطحن عظام الدول، كما تفعل معدة التمساح التي تبتلع الفريسة بعظامها وحوافرها. وتعتبر هذه طريقة ذكية للحكم في أمريكا، حيث القوى العميقة والكارتلات التي أمسكت بالدولة والمجتمع الاميريكي منذ زمن طويل، عبر حيلة الديمقراطية والرأي العام، قد أمسكت المجتمع في العمق، وهذه القوى العميقة التي تحرك الصناعة وماكينات المال، تجد أن الرئيس وطاقم ادارته هو أحد المنتجات الاميركية والصناعات، التي تغير شكلها واسمها كل أربع سنوات أو ثماني، لأن تغيير المنتج الرئاسي يجعل الناس يعتقدون ان الرئيس الجديد(المنتج الجديد)قد يحمل آمالهم وطموحاتهم التي خيبها الرئيس الحالي وفريق عمله(المنتج القديم).
تماماً كما يكون كل منتج في بداية تسويقه وحملة تسويقه الى أن يجربه الناس، ويجدون أن الدعاية بالغت في جودته ومنتجه، فيبحثون عن غيره، وتستجيب قوى العرض والطلب لحاجة الناس فوراً. وصحيح 100% كلما حدث احتقان وتجمع للقيح في الصدور بسبب أزمة ما، تم امتصاص الغضب بتغيير طاقم العمل في الادارة والبيت الأبيض بدءً من الرئيس ذاته، دون أن يمس التغيير القوى العميقة التي تمسك باللعبة، وهذه الطريقة تعمل بشكل فعّال أكثر من أن ابقاء الرئيس وتغيير طاقم الحكومة والوزراء، لأنها توحي أن النظام السابق قد اقتلع من جذوره وبكل عناصره عبر ثورة صناديق الانتخاب، والحقيقة أنّ من اقتلع من جذوره هو طاقم الخدم القديم وكذلك غضب الناس وجذور الثورة، فصندوق الانتخاب يتحول الى وعاء تفرغ فيه الثورات ونقمة الناس وتحمل الغضب والحريق، فيحملها المالك ويرميها في سلة المهملات ويترك الناس تعيد الساعة الزمنية والثوريّة الى الصفر، وهي تترقب أداء المنتج الجديد بكل فرح وهي ترفع زجاجات الجعّة. ولذلك نجد أنّ الفرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي طفيف وبالكاد يمكن ملاحظته، فكلاهما لا يتغيران بشأن كل أزمات العالم، فالعدو الشيوعي(الروسي الأن ومعه الصيني، ويتم توظيف اليابان وفيتنام ضدهما، لذلك الروس يعيدون بناء القواعد العسكرية في المحيط الهادىء وفيتنام نفسها)كان عدواً لكليهما حتى آخر لحظة، والحفاظ على أمن اسرائيل من ثوابتهما حتى آخر لحظة، ونظريات حكم العالم والهيمنة عليه يتقاسمانها سوياً دون أي فرق، سوى أنّ احدهما قد يريد استعمال الملعقة في التهام الوليمة، فيما الآخر يفضل استعمال الشوكة والسكين، وليس الفرق أبداً أنّ أحدهما نباتي، فيما الآخر من أكلة لحوم البشر.
واليوم انتهى عصر أوباما الرئيس النباتي ونموذجه الذي بدأ الأميريكون يحسّون أنّه لم يغير شيئاً، ومع هذا فانّه يجب الانتقال الى مرحلة جديدة بعد الرئيس أوباما، لأن العدو الصاعد في روسيّا والصين صار يحتاج مقاربة مختلفة، كان من المفروض أن يتم اختراقها عبر الاستيلاء على البحر المتوسط كلّه وخاصة سورية، لخنق روسيّا والصين بسور اسلامي عظيم يفصل بين الصين وروسيّا والغرب، وبعد ست سنوات من الضرب المتواصل انكسرت ملعقة الرئيس باراك أوباما، التي كانت تصطدم بعظام روسيّا والصين كلما غاصت في اللحم السوري. وتأسيساً على السابق من القول، سنحاول في هذه العجالة أن نفكّك المركب ونركب المفكّك في عودة المفاوضات والمحادثات السريّة، بين الناتو والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي من جهة وحركة طالبان من جهة أخرى في قطر، وتداعيات وعقابيل ذلك على احصاءات الساعة الرملية لمحاولات اسقاط الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي، حيث تجيء هذه المفاوضات والمحادثات السريّة من جديد وفي قطر وفي سياقات تفعيل مكتب طالبان السياسي في الدوحة بالدرجة الأولى، بجانب مهمات أخرى ذات متعلاقات في المسألة السورية والأدوار القادمة لقطر في اليمن، ومع زيارات غير معلنة لمسؤولين أمريكان من البنتاغون والخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية يرافقهم مسؤولون قطريون من الخارجية القطرية والمخابرات القطرية الى أفغانستان. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل ذلك جاء صدفةً؟ ولماذا قام رئيس الموساد الأسرائيلي الصهيوني يوسي كوهين عارض الأزياء بزيارة الدوحة وسرّاً مؤخراً، ولقائه الأمير تميم ومدير مخابراته ووزير خارجيته، تماماً كزيارته لليوسي كوهين الى ذات العاصمة القطرية في شباط من عام 2015 م، عندما كان مستشاراً للأمن القومي الأسرائيلي؟
وهل زيارة يوسي كوهين وسرّاً الى قطر من أجل تنسيق المواقف مع الدوحة، من أجل كيفية تصاعد دور الحوثي والجيش اليمني، مع تزايد نسبة اطلاق الصواريخ البالستية ازاء العمق السعودي، وبعد اسقاط الحوّامة الروسية في ادلب عبر صاروخ تاو أمريكي حيث الدور لجماعات قطر الأرهابية هناك مؤخراً حيث الجبهات مترابطة؟ وهل لها علاقة ما بخصوص أدوار للقطري ازاء ايران ضمن سياقات الحرب الأستخباراتية القذرة الحالية؟
وهل زار أيضاً يوسي كوهين دولة عربية اقليمية جارة لقطر من أجل هذا وذاك، ضمن مسارات زياراته الحالية لساحات المنطقة بل وأكثر؟ وهل الخوف من سيطرة الحوثي والجيش اليمني واللجان الشعبية على طريق باب المندب الأستراتيجي كيافطة ترفعها العائلات الحاكمة للخليج، من تمدد الحوثي والجيش اليمني بدعم روسي خفي في اليمن يستدعي التنسيق مع الأسرائيلي؟
وهل تنجح دول الجوار اليمني لجهة منظومة مشيخات الخليج بتشكيل تحالف دولي بجانب تحالف البعض العربي الحالي لمحاربة الحوثي والجيش اليمني، والضغط على مصر ومن جديد الى أدوار أكثر عمقاً من الحالية وارسال قوّات عسكرية لدعم جهود التحالف العسكري الدولي المراد تشكيله لحرب أكثر دموية في اليمن، لأعطاء غطاءات عربية أوسع للعدوان البربري؟
هل سيتكرر السيناريو الليبي الآن وبعد طلب حكومة السراج من الأمريكي والناتو ضرب داعش في العمق الليبي، مع تعهد ايطالي بتفعيل قاعدة سيمفونيلا جنوب ايطاليا التابعة للناتو.
هل سيتكرر السيناريو الليبي في اليمن بصورة أعمق؟ عزيزي القارىء راجع تحليلنا التالي على محرك البحث غوغل: الأسرائيلي في أفريقيا عبر الحفرة اليمنية يتمدد والعربي يتبدد. سورية بديكتاتورية جغرافيتها السياسية، وموردها البشري ونسقها السياسي وجوهره "توليفة" حكمها السياسي، تعد بالنسبة للغرب بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية وعبر حلف الناتو الحربي، المدخل الأستراتيجي للسيطرة وبتفوق على المنظومة العسكرية الأممية الجديدة المتشكّلة بفعل المسألة السورية، ولأحتواء الصعود المتفاقم للنفوذ الروسي الأممي، والساعي الى عالم متعدد الأقطاب عبر فعل ومفاعيل الحدث الدمشقي، وصلابة مؤسسات نواة الدولة الفدرالية الروسية ازاء ما يجري في الشام من صراع فيها وعليها وحولها، فالروس يصحون وينامون ويتسامرون على وقع أوتار ما يجري في سورية.
نتيجةً لعمليات رصد دقيقة أجريتها وما زلت أجريها لتقارير استخباراتية منشورة باللغة الأنجليزية مع عدم التسليم بصحتها، بعضها سرّب بقصد التظليل وحرف الأتجاه في التفكير والمتابعة وبالتالي العمل المضاد، والآخر بدون قصد نتيجة دفع وشراء للمعلومات استخباراتياً، فيه الكثير من الصحّة والأحداث اللاحقة لتاريخ تسريبها أثبتت صحتها، وفي ذات الوقت بذل العميق من الجهد في قراءة الممحي بين سطورها وربطه مع جل المشهد الدولي والأقليمي وعقابيله وتداعياته على المحلي من الساحات، لأستنباط الرؤى والأفكار وما يحاك بليل لمنطقتنا والعالم، وقد سردتها وناقشتها بعمق مع الدليل ومنذ أكثر من ست سنوات خلت وأكثر من ذلك بشهور، وعلى صفحات صحيفة الديار الأردنية وجلّ المواقع الألكترونية الدولية والأقليمية والمحلية)عد الى المارشال غوغل والجنرال ياهو)، وفي أكثر من تحليل استخباري وسياسي، والمعنية بشؤون الساحة الأفغانية وشبه القارة الهنديّة.
أنّ كل المعلومات والمعطيات الجارية هذا الأوان الأممي الساخن بفعل الحدث السوري والحدث الأوكراني كنتاج للأول، أكّدت أنّ المفاوضات والمحادثات السريّة الأميركية والأطلسية مع حركة طالبان، والتي جرت بثبات على قدم وساق ومنذ عام 2009 م، والتي توقفت سرّاً قبل ثلاث سنوات وثلاثة أشهر(تقول المعلومات أنّها عادت من جديد وتجري في قطر هذا الأوان وبتأكيد من كادر استخباري وسياسي واعلامي من حركة طالبان، تبعه وعلى الفور نفي أمريكي سريع له).
وبتفاعلات غريبة عجيبة في حينه قادت إلى افتتاح مكتب سياسي لحركة طالبان الأفغانية في مشيخة قطر وما زال هذا المكتب، حيث تمّ تفعيله بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله، وتشي وتقود هذه التقارير والمعلومات المستنبطة من بين السطور، بأنّ شيئاً في الأفق يلوح باستمرار استعداداً للولادة ومن خاصرة الأزمة الولاياتية الأمريكية في شبه القارة الهندية والصراع مع الفدرالية الروسية، وما زال يعاني من حالات مخاض ليس عسيراً، لجهة التوصل الى اتفاق قد ينهي، حالة الصراع المسلح الجاري حالياً في أفغانستان المحتلة، للخروج من المتاهة الأفغانية تكتيكيّاً، للدخول في متاهات أخرى استراتيجية وأكثر عمقاً، لترجمة رؤية البلدربيرغ الأمريكي في شبه القارة الهندية، حيث الرسائل بكافة الأتجاهات وخاصةً للصين وروسيّا وايران والباكستان والهند. كما تؤكد معلومات التقارير الأنفة.
أنّ خلفية المفاوضات والمحادثات الأميركية والأطلسية الحالية، مع حركة طالبان لجهة المباشرة، وان لجهة غير المباشرة عبر أطراف أخرى، خلفيتها كانت محادثات سريّة جرت عبر وكلاء لحركة طالبان بنسختيها(الأفغانية والباكستنانية)من أطراف عربية واسلامية، من داخل التنظيم الدولي للأخوان المسلمين من جهة، وأطراف من المخابرات الأميركية والأوروبية والحليفة لهما من جهة أخرى، جرت في أكثر من مكان وأكثر من مرة في أوروبا، وتحت عناوين حلقات نقاش استراتيجية، تبحث الشأن الدولي وشؤون الشرق الأوسط والشأن الأفغاني، وتعرّج على مسألة حوار الأديان وتلاقح الثقافات، والبحث في القيم والموروثات والقواسم المشتركة، وتزامن كلّ ذلك مع تغيرات في المزاج السياسي السعودي ازاء الجمهورية العربية المصرية وازاء الأردن ولبنان الذي وصفه كيسنجر بالفائض الجغرافي، وشارون اللعين وصفه بالخطأ التاريخي، وثمة أطراف في قوى 14 أذار تتبنى هذين الوصفين، مع وجود معلومات تقول انّ السعودي رفع الغطاء عن الحريري ويريد استبداله بآخر من الطائفة السنيّة في لبنان. فهل المراد تفكيك لبنان لتفكيك حزب الله؟ أم تفكيك حزب الله لتفكيك لبنان؟ هل يسعون الى خلق دولة درزية من لبنان الى السويداء، والدخول هذه المره عبر الخاصرة السورية؟
انّه اللعب ذاته، اللعب في الخارطة اللبنانية والخارطة السورية معاً، انّها استراتيجية الطوق النظيف مؤامرة أمريكية بجذور ديمغرافية. ما يدركه المبعوث الفرنسي الرئاسي السفير جان فرنسوا جيرو للمنطقة ولبنان، هو أنّ الملف الرئاسي اللبناني صار مربوطاً بالسوري، وهذا يعني ببساطة مفرطة لا رئيس في لبنان اذا لم توضع سورية على سكّة التسوية السياسية، تسوية سياسية في لبنان مرتبطة تلقائياً بالعودة الحريرية الى السرايا، مع الأخذ في الأعتبار المعطيات الأقليمية الراهنة والدولية كذلك، بالرغم من وجود تفاهمات بين الأفرقاء في لبنان بفض الأشتباك سياسياً في الفالق السني الشيعي في لبنان، وهذا ليس معزولاً عن حسابات المنطقة، فهل أسهم الجنرال ميشيل عون في تصاعد كرئيس الأمر الواقع مغلّفاً بتوافق بين الأفرقاء اللبنانيين وسعد رئيساً للوزراء؟
نعم لبنان يسرق استقراره وبالحد الأدنى من فم التنين الأقليمي الهائج، وهنا تصير كل المعطيات الأمنية من رأس بعلبك وعرسال الى جبل محسن مروراً بالحلوه المخيم، عناوين صغيرة في ظل المعطيات التي تهدد مصائر دول من حول لبنان.
ما يسود المنطقة الشرق الأوسطية والعالم هو صراع بريطاني أمريكي عميق جدّاً وشرس وهو في بعض جوانبه غير معلن، فالأرتباطات الدولية للرياض والدوحة تجعلهما في وضع الخصومة، وهذا من شأنه أن يحثهما على البحث عن المشترك من القواسم للقيام بأدوارهما الوظيفية والأمنية والسياسية والعسكرية والأستخباراتية في المنطقة والعالم. الأمريكان وحلفائهم من بعض عرب وبعض غرب يسعون لجعل المنطقة الشرق الأوسطية وتحديداً العربية منها، شظايا جغرافية وبشرية وتدار من أورشليمهم وورثة غولدا مائير، والتي قال عنها الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والتي دخلت في غرام مع أحد ملوك الشرق ولشدة قباحتها قال: يا الله تبدو وكأنّها سقطت للتو من مؤخرة يهوذا.
منظمة أنصار بيت المقدس(داعش مصر)في داخل المجتمع السيناوي، حيث واشنطن تراقص الذئاب في سيناء لجهة التحالف معها لضرب مصر في العمق ونقل الدواعش الى الدواخل المصرية وصولاً لوسط الدلتا:-
(عزيزنا القارىء راجع تحليلنا التالي: على محرك البحث غوغل: استراتيجية الأرتكاز الأسيوي واللعب بالداخل المصري عبر ليبيا)، وكلّنا يتذكر تلك المذبحة بحق جنود الجيش العربي المصري، واضطر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يقطع زيارته لأحدى الدول الأفريقية في حينه، كانت الخارجية الأمريكية تستقبل وفداً من حركة الأخوان المسلمين المصريين ومعهم بعض حلفائهم من الليبرالين، والتي ترتاح لهم توليفة الحكم الجديدة في الرياض، وهذا مؤشر حقيقي على وجود هيئات أمريكية تعتبر حكم المشير السيسي انقلاباً، وتترحم على عهد الرئيس محمد مرسي العيّاط النصير السلفي للديمقراطية الغربية من زاويتها لهذه الهيئات الأمريكية البلدربيرغية والتي ما زالت تراهن على الأسلام السياسي، بالرغم من تحريكها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي لمحاولة الأنقلاب العسكرية الفاشلة في الداخل التركي، عبر الكتلة العسكرية التركية ذات العلاقات العميقة والمتشعبة مع البنتاغون وان كان عنوانها ظاهراً فتح الله غولن. وهنا أتساءل السؤال التالي أيضاً: هل أزمة المارشال عبد الفتاح السيسي في الداخل السيناوي واستعانته بالطيران الحربي الأسرائيلي أحياناً، بجانب أزمته في ليبيا مؤشر قوي على المدى الذي ستذهب اليه السياسة السعودية الجديدة في المنطقة، في ظل توليقة الحكم السعودية الحالية وصعودات لدور ولي ولي العهد بعد تولي الملك سلمان الحكم في الشقيقة الكبرى العربية السعودية، وان كانت السياسة السعودية ازاء مصر تعتمد دوراً ترويضيّاً سياسياً للدور المصري، بحيث لا تكون مصر بمثابة(ترمومتر)العلاقات الخليجية الداخلية، وخاصةً على طول خطوط علاقات الرياض الدوحة؟ وهل ترضى مصر أن تكون بمثابة بندقية للأيجار، ان لأي أحد وان للصديق والشقيق العربي؟
أومن أنّ مصر هي بندقية لشعبها ودورها ومجالها الحيوي، وما قصّة التسريبات الأخيرة والمستمرة(فيديوهات التسجيل للرئيس السيسي)من قبل جهات مقربة من مكونات جماعة الأخوان المسلمين المصرية، الاّ لتخدم فكرة واحدة وهي: استحقار السيسي للخليج، انّها الفتنة بعينها. فما يجري الآن وسيجري في الأيام القادمة في( قطر)رغم النفي الأمريكي، من مفاوضات ومحادثات من جهة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي عبر ضبّاط استخبار مع حركة طالبان بنسختيها، ليس جديداً حديثاً كما أشرنا آنفاً، وهو استمرار لمحادثات سريّة سابقة، جرت في أكثر من مكان في القارة الأوروبية، وأكثر من مرة قبل أكثر من ست سنوات وأكثر، وكان للحركة الأسلامية العربية بنسختها الدولية، كل الدور لجهة التأثير في التوصل الى مرحلة التفاهمات السياسية والأمنية والعسكرية، مع حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة، حيث الأخيرة تثق بتلك الأطراف العربية الأسلامية، وهي مقرّبة من زعيمها السابق والحالي الحديد، وكان لها أدوار عملية في اسناده وحركته، وقت القتال(الجهاد)الأفغاني، وقت التواجد السوفياتي في كابول. وتتحدث المعلومات، أنّ الطرف العربي والأسلامي غير الرسمي، والحاصل على دفع ومباركة عربية واسلامية رسمية(كل حسب ساحته ودولته ومخابراتها وعمله).
ينسّق مع الحركة الأسلامية الباكستانية بزعامة مرشدها، وعبر جناح محدد ومعني بالموضوع، في المخابرات الباكستانية مسنوداً من قبل الأستخبارات السعودية، والمخابرات الأميركية ومخابرات الناتو، وجهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي الأم أي سكس(رغم الصراع الخفي غير المعلن على طول خطوط العلاقات الأمريكية البريطانية)وفي شبه القارة الهندية بجانب المنطقة العربية ومجالاتها الحيوية، وأجهزة مخابرات دول حليفة أخرى على الساحة الأفغانية. كما تشير ذات المعلومات، أنّ كوادر وقادة حركة طالبان الأفغانية، ونظيرتها الباكستانية وأخواتهما، كانوا على علم بمضمون علاقات الوسيط الأسلامي الدولي والعربي مع خصومهم، ومع ذلك وفي مفارقة تثير التساؤلات المحرجة، استمروا بالتفاوض للوصول الى الحد الأدنى، من سقوف مطالب حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما، وبالتالي لأحتمالات التوصل الى مخرج من مأزق الحرب الأفغانية، عبر دراسة وفحص السبل التي يمكن أن تتيح الفرصة والمجال، أمام التوصل الى صفقة متوازنة مع حركة طالبان، تلبي المطالب الموضوعية والمعقولة للأخيرة، واشراكها بالعملية السياسية الأفغانية، وفق توافق داخلي مع حكومة الرئيس غني، حتّى ولو تم تعديل الدستور الأفغاني الحالي المعمول به.
هذا وتقول المعلومات، أنّه في مرحلة ما من المفاوضات السريّة السابقة، تم نقل بعض من قادة حركة طالبان بنسختيها من شمال الباكستان، الى الداخل الباكستاني والأفغاني وبمساعدة حثيثة، من قوّات ايساف التابعة للناتو لأجراء مزيد من المفاوضات السريّة في وقته، وبمشاركة من التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين، عبر وكلائه على الساحتين الباكستانية والأفغانية، مع وجود أطراف عربية واسلامية أخرى من ذات التنظيم. ورغم النفي المتكرر وفي وقته وحينه أيضاً من جانبي معادلة(المفاوضات والمحادثات السريّة)لجهة حدوث مثل هذه المفاوضات والمحادثات، فانّ متتاليات هندسة النفي وعدم الأعتراف أنّ ذلك جرى، كان مصيرها إلى(سلّة المهملات) الدولية والأقليمية، حيث كل المؤشرات تشي أنّ تلك المفاوضات والمحادثات، جرت في السابق وقبل سنوات، وأنّ هناك دور حقيقي للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين في ذلك، لا بل وأكّدت تقارير مجاميع مخابرات دولية، تهتم بشؤون وآليات عمل التنظيم الدولي، لحركة الأخوان المسلمين في البلاد العربية.
أنّ الأخير دخل في جلسات عصف فكري سياسي، ومخابراتي حقيقي في لندن، وتحديداً في حي فوكسال كروس، وفي تيمس هاوس، حيث الأول مقر المخابرات البريطانية الخارجية، والثاني مقر المخابرات البريطانية الداخلية. وقاد كل ذلك إلى افتتاح مكتب سياسي لطالبان في( قطر)في النهاية، تمّ تجميده لثلاث سنوات وثلاثة أشهر وتم تفعيله مؤخراً، وبعد ترتيبات توليفة الحكم في السعودية، وتغيرات المزاج السعودي ازاء الساحات في المنطقة، وربما الدخول في التحالفات ومن جديد مع تركيا ازاء المسألة السورية، رغم انكفاء أنقرة للداخل التركي بعد الأنقلاب العسكري الفاشل، والمحاولات الروسية والأيرانية في دفع تركيا لأحداث استدارة نحو سورية(زيارة جواد ظريف لتركيا وأردوغان لروسيّا)، وبعد توقيع اتفاقية تدريب لما تسمى بالمعارضة السورية الأرهابية المعتدلة(وكأنّه هناك ارهاب معتدل وغير معتدل)، وبعد محاولة ثمة الأستدارة العسكرية الأمريكية الجارية لفتح معركة الجنوب السوري نتيجةً لأنجازات الجيش العربي السوري الميدانية، والقضاء على الأحزمة الأمنية والتي تمّ العمل على انشائها لمزيد من استنزافات للجيش العربي السوري والدولة الوطنية السورية، تبعها اعلان حالة الصفر من قبل الجيش العربي السوري في الشمال السوري حيث حلب وريفها وتماسّه مع الحدود مع تركيا(القارىء العزيز راجع التحليل التالي عبر غوغل: الجنوب السوري ولواء بني كنانه بمثابة مثلث برمودا).
ولجهة تأكيدات أنّ الآنف ذكره قد حدث، ويحدث هذا الآوان الأميركي الأفغاني، فقد أكّد وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتز، على حقيقة حدوث المفاوضات والمحادثات السريّة في وقته، وأشار اليها حديثاً وزير الدفاع الحالي أشتون كارتر في أكثر من مناسبة وحالة، مع حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما، كذلك الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوّات الأميركية الأحتلالية السابق في أفغانستان ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق لاحقا، حيث خرج بفضيحة جنسية عميقةً نتيجة عمق نضالاته بين ساقيه وبشره(عضوه التناسلي).
حيث أكّد أنّ حلف الناتو وعبر قوات ايساف وكذلك قوّاته، ساعدت على نقل شخصيات من كبار قادة حركة طالبان بنسخها، من غير زعيمها الملا محمد عمر(المتوفى لاحقاً)، كذلك آشارت الى ذلك وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون(مرشحة الرئاسة الحالية عن الحزب الديمقراطي)الأركولوجية صديقة وزير خارجيتنا الحالي السيّد ناصر جودة. ويبدو أنّ لحظة الحقيقة حانت من سنوات وسرّاً، وقد شرحها كاتب هذه السطور بعد رحلة حج للديار المقدسة عام 2009 م مع كادر حقيقي وعميق من كوادر الحركة الإسلامية الأردنية، فنقلت طائرات حلف الناتو، ممثلين عن طالبان بنسختيها وأخواتهما، معتمرين العمائم السوداء الى كابول وكان ذلك سراً، وقوّات ايساف تؤمّن لها مسار آمن. والنتيجة حسب ظني واعتقادي وبعد افتتاح المكتب الطالباني في(قطر)، في أنّ هناك عملية تشريع علنية، للقنوات المفتوحة سراً في السابق.
وهذا الأوان الأميركي الأفغاني، مع قيادات وكوادر حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة، وذلك تمهيداً لتحركات وجهود أكبر، من أجل التوصل الى عقد صفقة متوازنة مع طالبان، تقضي الى توفير مخرج ما وآمن للقوّات الأميركية، وقوات الناتو والحليفة لهما، للخروج من أفغانستان، حيث باتت الأخيرة مستنقعات دموية لهم. وتقول المعلومات والمعطيات الجارية المرصودة، أنّ لعبة المواجهات العسكرية على المسرح الأفغاني، لم تعد منحصرة فقط على حركة طالبان في أفغانستان، ومن معها من تنظيمات وحركات مسلحة من جهة، والقوّات الأميركية المحتلة وقوّات الناتو والقوّات الحليفة الأخرى من جهة ثانية، فهناك قوى سياسية ومسلحة متصارعة، تشكل بحد ذاتها منظومات متقدمة بالغة التعقيد، لجهة ارتباطاتها الداخلية والخارجية، ولجهة ساحات عملها الخارجية على الساحة الأممية.
فهناك شبكات طالبانية أفغانية، وغير أفغانية واسعة، تنضوي تحت لواء منظمة كويتاشوري – طالبان يتزعمها زعيم حركة طالبان نفسه، وهناك شبكة الزعيم قلب الدين حكمتيار والزعيم جلال حقّاني، حيث الأول يتزعم الحزب الأسلامي، وهو الوجه الآخر للتيار الأصولي الأسلامي المنبثق، عن جماعة الأخوان المسلمين وامتداداتها الباكستانية والأفغانية.
وهي عضو في التنظيم الدولي للأخوان المسلمين، كما تشير الكثير من المعلومات الأستخباراتية، وخاصةً لدى ملفات المخابرات البريطانية الخارجيةMI6 في حي فوكسال كروس في لندن، وكذلك ملفات المخابرات البريطانية الداخلية MI5 في حي تيمس هاوس، وكما آشار مديرها ويؤكد ذلك جهاز الأتصالات الحكومي البريطاني GCHQ. في حين الثاني( الزعيم حقّاني) يتزعم شبكة، تضم العديد من الحركات الأسلامية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ويمكن وصفها(الشبكة الحقّانية)بالأمتداد الطبيعي لتنظيم القاعدة، على الساحة الأفغانية والباكستانية، ولجهة الساحة الهندية أيضاً، حيث مخابرات الأخيرة(المخابرات الهندية)تتابع امتداداتها في ساحتها، خاصةً وكما تشيرمعلومات المخابرات البريطانية الخارجية تحديداً، ارتباط كل من جماعة عسكر طيبة، وعسكر الجبّار، وعسكرعمر، وسلاسل أخرى من العسكر والأسماء، بشبكة الزعيم جلال الدين حقّاني.
وتشير تقارير ومعلومات أخرى، أنّ الرئيس السابق حامد كرازاي يشكل قوّة لا يستهان بها رغم خروجه من الحكم، وذلك بسبب ارتباطاته الداخلية والخارجية كرئيس سابق، وهو الذي يدعو باستمرار الى فتح قنوات حوار واتصال بجانب الرئيس الحالي غني حيث زوجته ذات أصول لبنانية ومسلمة شيعية، مع حركة طالبان وكوادرها وهو في ذات الوقت(أي كرازاي الرئيس السابق).
ينتمي للقبائل الباشتونية الداعمة لحركة طالبان، والأرتباط العشائري الأخير للرئيس كرازاي، هو بحد ذاته يشكل خط مساعد، لفتح قنوات اتصال مع طالبان بنسختيها وأخواتهما. وهناك المخابرات الباكستانية وأجنحتها المتعددة، لجهة الداخل الباكستاني والأفغاني والخارج الباكستاني والأفغاني، ونفوذها أقوى من نفوذ المخابرات الأميركية، وشبكات المخابرات الدولية والأقليمية الأخرى، والأخيرة دخلت الساحة الأفغانية والباكستانية، عبر قنوات المخابرات الباكستانية نفسها وتحت بصرها، وللمخابرات الباكستانية دور معقد بالمعنى الرأسي والعرضي تضطلع به، فهي توفر الملاذات الآمنة للكثير من كوادر طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، ولديها رؤية استراتيجية محددة حيال فرض، الوضع السياسي فيما بعد الحرب على أفغانستان، وبالتنسيق مع ايران.
حيث للأخيرة الدور النوعي والكمي على الساحة الأفغانية. هذا وقد آعاقت المخابرات الباكستانية في السابق، محاولات الرئيس السابق كرازاي من الأتصال والتفاهم مع بعض كوادر حركة طالبان أفغانستان، وتتحفظ الآن على محاولات الرئيس غني والتي قد تعتبر استمراراً لنهج كرازاي، المختبئين في الآراضي الباكستانية، كون الرئيس السابق كرازاي لم ينسّق ولم يأخذ اذن الطرف الباكستاني، وان كان الرئيس غني قد تعامل مع الأذن الباكستاني ببرغماتية متناهية وعميقة للغاية، رغم تحفظ المخابرات الباكستانية على سلوكه ازاء الحوار مع طالبان أفغانستان المتواجدة في الأراضي الباكستانية، واعتبرت المخابرات الباكستانية نهج كرازي الرئيس السابق.
بمثابة اقصاء لدورها لجهة المفاوضات والمحادثات السريّة، مع طالبان بنسخها وأخواتها، كما رأت المخابرات الباكستانية في حركة كرازاي تلك، دوراً ونفساً مخابراتياً هندياً خفياً، حيث هناك أدوار خفية للمخابرات الهندية على الساحة الأفغانية، مسنودة من المخابرات البريطانية والأميركية والأسرائيلية، حيث ترى نيودلهي في أفغانستان، جزء مهم من مجالها الحيوي في شبه القارة الهندية، وهذا يشكّل حساسية عاليه للمخابرات الباكستانية كونه يتعلق بمسألة الأمن القومي، وبمثابة جرب مخابراتي متقيح لا بدّ من علاجه، لذلك هي تتحفظ على توجهات الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني في هذه السياقات، وان كانت تستلذ على حك الرئيس غني على ذلك الجرب المخابراتي والذي يشكل لها ندبة في الوجه.
ولا ننسى دور المخابرات السعودية على الساحة الأفغانية، وارتباطاتها بالساحة الباكستانية، وان كانت روابطها الداخلية، على الساحتين الأفغانية والباكستانية قد ضعفت، كونها لم تعمل على اعادة بناء شبكات روابطها من جديد، واكتفت فقط باعتمادها على علاقاتها السابقة(هناك محاولات جادّة الان من قبل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي تم اسناد له هذا الملف وبشكل غير معلن من قبل والده الملك سلمان وبالتنسيق مع مدير الأستخبارات السعودي)وقت ارتباط زعماء القتال (الجهاد) الأفغاني، مع منظومات المنظمات الوهابية السلفية، وقت الوجود السوفياتي في أفغانستان، وآخر نشاط لجهاز الأستخبارات السعودي الخارجي(كما تقول تقارير المخابرات المعنية بالشأن الأفغاني)كان في بدايات عام 2013 م وقت الملك الراحل المرحوم عبدالله بن عبد العزيز أبو متعب، استضافته لجلسة سرية كخطوة تأخرت كثيراً، ضمّت العديد من زعماء القبائل، وأمراء الحرب، وقيادات من الوهابيين السلفيين السعوديين، والقادة السياسيين الأفغان، من كلا طرفي النزاع، وبمشاركة واضحة من المخابرات الأميركية، والبريطانية في سياقات صراعها مع الأمريكية، ومخابرات دول حليفة أخرى. كما توجد هناك العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، كطرف مهم جداً على الساحة الأفغانية، فهي ترغب بالخروج من أفغانستان.
وبالتالي يرى الحزب الديمقراطي، أنّ الخروج المبكر من أفغانستان، سوف يعزّز شعبيته لدى الرأي العام الأميركي، لذلك ترمي الأدارة الديمقراطية من المفاوضات والمحادثات السريّة مع طالبان، الى تأمين مسار سياسي جاذب لمقاتلي طالبان وكوادرها، من المستويات المنخفضة في هرم قيادة الحركة والتصالح مع رموزها ويبدو أنّها تعيد الكرة للمرة الثانية وفي قطر ايضاً الآن وبشكل سري كذلك، لتدعيم فرص الأركولوجية مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون للوصول الى البيت الأبيض، كأول امرأة تصل سدة الرئاسة الأمريكية(هيلاري كلنتون وجودها في البيت الأبيض سيسبب سلّة ضغوط كبيرة على الأردن، لدفعه نحو مزيد من الأصلاحات السياسية، ونتذكر موقفها وتصريحاتها ازاء عمّان في بدايات موجات ما سميّ بالربيع العربي، عندما قالت بما معناه: لماذا لا ينتخب رئيس الوزراء في الأردن؟) .
ومن هنا تقول المعلومات أنّ هناك ثمة فشل أردني في التواصل مع المسؤولين في حملة هيلاري كلنتون رغم المحاولات العديدة، وان كان ثمة طرف فردي لا عبر فريق في القصر الملكي يعلن أنّه على تواصل مع بعض أطراف حملة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. وتتحدث المعلومات والمعطيات الجارية، عن مفاعيل وتفاعلات الدور الأيراني النوعي والكمي، على الساحة الأفغانية والباكستانية، فطهران تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً الآن، وبعد افتتاح المكتب السياسي في قطر قبل أكثر من ثلاث سنوات مع اعادة تفعيله الآن، رغم التورط القطري التجسسي لصالح "اسرائل" وواشنطن على ايران، أثناء إجراء العملية السياسية الرئاسية الأخيرة في إيران والتي جاءت بالرئيس حسن روحاني وفريقه السياسي البراغماتي العميق، هذا وقد كشفته المخابرات الإيرانية في حينه، والدور الإيراني هنا يجيء بوجود حسن روحاني رجل الدين المعتدل، فقد سهّلت طهران عملية التفاوض والتحادث السري الأميركي الطالباني في السابق، والتسهيلات اللوجستية والتقنية المخابراتية الإيرانية الآن، ليس فقط مع زعماء حركة طالبان بنسختيها الأفغانية والباكستانية وأخواتهما، بل ومع رموز تنظيم القاعدة وشبكة الزعيم جلال الدين حقّاني، وذلك عبر استخدام وتوظيف وتوليف قدرات أنصار وكوادر الزعيم قلب الدين حكمتيار.
حيث الأخير حليف طهران الرئيسي في المسرح الأفغاني، وكوادر حكمتيار لهم علاقات وثيقة مع كافة أطراف لعبة المواجهات العسكرية، على الساحة الأفغانية والباكستانية، ولهم علاقات وثيقة مع المخابرات الباكستانية أيضاً، وشبكات مخابرات دولية أخرى تعمل في أفغانستان وباكستان، وكان لشبكة حكمتيار مسنودةً من شبكة حقاني، الدور البارز في دعم ايران، بالمزيد من المعلومات الأستخباراتية التي أتاحت ومكّنت طهران، من ملاحقة وتصفية شبكة تنظيم جماعة جند الله السنيّة البلوشستانية، وزعيمها عبد الملك ريغي، هذا وتشير المعلومات الحالية والمعطيات الجارية، عن وجود تحضيرات سياسية وأمنية، لجهة ترتيب سلسلة من جلسات حوار معمّق بين جيميس دوبينز المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان من جهة، وأنصار ورجال الزعيم قلب الدين حكمتيار وكوادر شباكه، لفحص امكانية التوصل الى تفاهمات ما، تفضي الى صفقة جزئية، قد تقود الى صفقة شاملة مانعة مع طالبان بنسختيها وأخواتهما.