زاد الاردن الاخباري -
كشفت وزارة العمل أن 33 ألف طفل اردني يعملون في ورش الميكانيك والزراعة والبناء والفنادق والمطاعم.
واستعرضت دراسة حديثة اعدتها الوزارة الأبعاد الصحية والآثار السلبية التي قد يسببها الانخراط المبكر في سوق العمل على النمو الجسدي والعقلي والنفسي للأطفال.
وكانت دراسة سابقة قد أشارت إلى أن غالبية الأطفال يعملون في قطاعات الميكانيك والزراعة والبناء والفنادق والمطاعم، وبائعين في الشوارع وعلى الإشارات الضوئية وفي مشاغل النجارة والحدادة وأعمال الدهان، والعمالة في المنازل، وتنظيف السيارات، والمطاعم والمخابز، وتتركز عمالة الأطفال وفقا للدراسة في محافظة العاصمة، تليها الزرقاء وإربد.
ويتعرض الأطفال الصغار إلى العديد من المخاطر أثناء عملهم، وأبرزها الضرر من الآلات الثقيلة، والأصوات العالية، والإضاءة الضعيفة، والتعرض للمواد الكيميائية، وإصابات العمل بحكم عدم مواءمة قدراتهم الجسمانية وطبيعة الأعمال التي يقومون بها، إضافة إلى أن غالبيتهم يعملون بأجور متدنية جدا، يبلغ متوسطها ما بين (50 و80) دينارا شهريا، وبساعات عمل طويلة تتراوح بين (10 و12) ساعة يوميا، ناهيك عن سوء المعاملة، والإهانات النفسية والجسدية التي يتعرضون لها أثناء عملهم.
وحددت الدراستان أهم الأسباب التي تدفع إلى تفاقم هذه الظاهرة، منها تراجع مستويات المعيشة لقطاعات واسعة من الأردنيين خلال السنوات الأخيرة، الناجمة بشكل أساسي عن الارتفاعات المتتالية في الأسعار (التضخم) وثبات الأجور عند مستويات منخفضة، إذ إن ما يقارب 70 في المئة من الأطفال العاملين ينحدرون من أسر تعيش تحت خط الفقر، الأمر الذي يدفع الأسر إلى إخراج أبنائهم من المدارس، أو التساهل في تسربهم منها بهدف المساهمة في توفير مداخيل تساعد الأسرة على تلبية حاجاتها الأساسية.
وكانت وزارة العمل بدأت بوضع خطط جديدة للتعامل مع ظاهرة عمالة الأطفال التي اخذت بالانتشار السريع، ولهذه الغاية ترأس وزير العمل سمير مراد يوم الاربعاء اجتماع اللجنة الوطنية لمناقشة عدة اقتراحات لمواجهة عمل الأطفال، منها اقتراح بتشديد الحملات التفتيشية على عمل الأطفال، إضافة إلى استعراض دراسة الآثار النفسية والاجتماعية والجسمية المترتبة على عمل الأطفال.
وقدم ممثلو الوزارة عرضا لأهم نتائج دراسة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لعمل الأطفال في الأردن.
وأبدى الوزير خلال الاجتماع اهتمامه بقضايا عمالة الأطفال، وأكد متابعة الوزارة لقضاياهم.
ونفذ هذه الدراسة مجموعة من مفتشي العمل والسلامة والصحة المهنية، وباحثي مركز الدعم الاجتماعي، بناءً على توصية دراسة سابقة لعمل الأطفال تمت بالتعاون مع مركز الدعم الاجتماعي التابع للصندوق الأردني الهاشمي للتمنية البشرية، حيث تم جمع البيانات الخاصة بالدراسة عام 2008 وشملت عينة تقدر بــ(2150) طفلا في الفئة العمريـــة (7-17) سنة، في مناطق عمان الشرقية.
وبالرغم من الجهود العديدة التي بذلت للحد من تفاقم هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، إلا أن زيادة أعداد الأطفال الملتحقين بسوق العمل في ازدياد.
منبر الراي