زاد الاردن الاخباري -
جمانة سليم - كثيرا ما يصادفك أشخاص تستغرب من طريقة كلامهم وتحديدا عندما يستخدمون في عباراتهم بعض المفردات الاجنبية ، الامر الذي قد يدفعك لسؤالهم عما اذا كانوا عاشوا فترة من حياتهم في الخارج او ان احد والديهم أجنبي او ان كانت طبيعة دراستهم الجامعية اجنبية للتفاجأ ان اجاباتهم على معظم اسئلتك تكون بالنفي .
ولا يتوقف الامر عند البعض بسرد بعض المفردات الانكليزية وإحيانا الفرنسية وغيرها من اللغات اثناء حديثه مع الناس ، فقد تستغرب من بعض الفتيات اللواتي يبالغن في طريقة حديثهن والذي يسوده النعومة والسلاسة مع الغرباء بينما تتفاجا بشكل آخر ومختلف لها في بيتها او عندما يتحدث معها احد اقاربها على الهاتف فتجد ان اسلوبها وطبيعة كلامها اختلف عما كان عليه من قبل.
هذه الظاهرة السلوكية التي تتواجد عند فئة كبيرة من المجتمع ينظر لها البعض على انها "حالة" مرتبطة بصاحبها تعكس مدى التأزم والخلل النفسي بداخله او تعبر عن عدم ثقته بنفسه وكذلك انقياده الشخصي لتقليد الاخرين...كما يفسر البعض الاخر هذه الظاهرة السلوكية على انها شكل من اشكال التظاهر والتباهي الاجتماعي عند هؤلاء الاشخاص الذين يعتقدون بان تغييرهم لطريقتهم واسلوبهم في الحديث والتعامل مع الاخرين قد يرفع من شأنهم الاجتماعي ويزيد من قدرهم امامهم.
وتفسر "فاطمة عياد" موظفة هذه الظاهرة والتي تؤكد بانها منتشرة بين معظم الفئات والطبقات الاجتماعية على انها حالة مرضية تتعلق بطبيعة الشخص نفسه والذي يعتقد بان تغييره لاسلوبه وطريقة كلامه باضافة بعض المفردات الاجنبية سيرفع من شأنه الاجتماعي امام الناس مؤكدة بان ما يمكن ان يرفع من شأن اي شخص هو فقط شخصيته وطريقة تعامله مع الاخر بمواقفه وليس بطريقة كلامه.
وذكر"محمود علان" طالب جامعي قصة وصفها بـ"الطريفة" حدثت معه قبل ثلاثة اشهر ، عندما كان برفقة زميلته في الجامعة والتي كانت تتميز بطريقة كلامها وطريقة لبسها الانيق جدا لدرجة انها كانت تحتاج الى بعض الوقت من اجل ان تسترجع بعض المعلومات في رأسها لتستبدل الكلمة التي تود ان تقولها لهم من الانجليزي الى العربي وكان معظم الزملاء والزميلات يساعدونها في الحصول على الكلمة التي ترغب في قولها .
وذكر انه وفي احد الايام تفاجأ بزيارة اخواتها لها في الجامعة وقد دعاهن الى تناول القهوة في الكفتيريا لكي يخلق جوا من الالفة والثقة بينه وبينهن وكذلك لكي يقوم معهن بواجب الضيافة في الجامعة .
واشار الى انه تفاجأ اثناء جلوسه وحديثه معهن بالشكل الجديد الذي ظهرت فيه زميلته في الجامعة خاصة عندما دار بينها وبين اخواتها حديث ساخن حول قضية اجتماعية شائكة حيث بدأت زميلته بالتخلي عن كل المفردات الاجنبية التي كانت تستعملها بشكل دائم في حديثها معهم في الجامعة وبدات تسرد بعض العبارات العامية حتى ان نبرة صوتها وطريقة كلامها اختلفت تماما في هذه الجلسة الامر الذي دفه الى توجيه سؤال لها عن سبب تغيير لهجتها وطريقة كلامها ، وجاء الرد من شقيقاتها اللواتي استغربن سؤالي وقد اجبن بأن هذا هو اسلوب اختهن الذي اعتادن عليه منذ نشأتها بعد ان نظروا اليها ووجهوا اليها سؤالا مفاده "ليش هو انت بتتعاملي بطريقة غير هيك".؟
وكذلك تحدثت"ماهرة زيد" موظفة عن هذه الظاهرة والتي اصبحت تلفت انتباهها في العمل بين زميلاتها اللاتي تعرف اصولهن الاجتماعية وعائلاتهن والظروف الاقتصادية اللواتي نشأن فيها .
حيث لاحظت ماهرة ان هؤلاء التي تربطها بهن علاقة قديمة تجدهن يتحدثن مع الناس بطريقة جديدة لم تعتد عليها منهن مثل استخدامهن للمفردات الاجنبية والمبالغة فيها حتى ان بعضهن يخطئن في لفظها مما يظهر المشهد مثيرا للضحك ومثيرا ايضا للاشمئزار .
الا ان الصدمة الكبرى التي تحدثت عنها ماهرة هي عندما اشتركت مع بعضهن في احد النوادي الرياضية لغايات الرشاقة وتخفيف الوزن.
فقد لاحظت بانهن يبالغن في الاستعراض الاجتماعي المزيف امام رواد النادي وهن من سيدات المجتمع المخملي. فيصفن اناقة منزلهن الذي يقع في ارقى احياء عمان الغربية او يتحدثن عن اهتمام ازواجهن بهن وحرصهم على توفير كل ما يطلبن ويحتجن الى جانب انهن كن يزعمن بانهن يشترين ملابسهن في افخم المحال والماركات العالمية ، بينما هي تعرف تماما الحقيقة وهي ان الملابس التي يرتدينها قامت هي بشرائها معهن من منطقة وسط البلد .
وتمنت "ماهرة" ان يتصرف اي شخص بطبيعته وبعفوية وكما هو مشيرة الى ان الانسان لا يفرض احترامه على الاخرين بما يرتدي او بالطريقة التي يتحدث فيها وانما الاحترام يفرض نفسه من السلوك السوي للشخص ذاته.