المشير \"عبد الرحمن سوار الذهب\" كان الزعيم العربي الوحيد الذي قام بتسليم السلطة طواعية لحكومة منتخبة من الشعب السوداني عام 1986 وذلك للمرة الاولى في التاريخ العربي الحديث.. ويظهر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيكون الرئيس العربي الثاني الذي سيتخلى عن السلطة قبل ان يتدخل عزرائيل للإصلاح الوضع وليقود التغيير كما يفعل عادة في دول العالم الثالث..
فقد تناقلت الانباء ان الرئيس الفلسطيني هدد بالاستقالة من منصبه اذا استمرت الاوضاع على ما هي عليه. وبما انه من الطبيعي جداً ان الاوضاع لن تتغير –على الاقل في المستقبل المنظور– فاستقالة الرئيس من الممكن ان تكون مؤكدة. ويجب ان يبدأ الشعب الفلسطيني في رام لله وما حولها في البحث عن رئيس جديد من الآن ، فليس من المنطق ان يكون هناك رئيس في غزة وما حولها ولا يكون هناك رئيس في رام لله وما حولها.. فلله الحمد استطاعت السلطة الفلسطينية والفلسطينيون بشكل عام وبعد نضال استمر مائة عام ويزيد ان يخلقوا \"جيتو\" فلسطيني في معظم دول العالم ، وكان جزءاً كبيراً من هذا النضال بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي استطاعت ومنذ انشائها قبل خمسين عاماً وبفضل سياساتها الحكيمة !! من حروب أهلية الى تدخلات ما ليس لها فيه الى اللعب على الحبال ، واخيراً الى تبوأ سلطة تحت الاحتلال ، بفضل هذه السياسات أصبحنا نطالب بالكاد بـ 18 % من ارض فلسطين بدون ان يقبل الطرف الآخر.....
ومن الرائع ايضا اننا ونتيجة لهذه السياسات أصبحنا افضل من بقية الشعوب العربية. فكل شعب عربي له دولة واحدة ورئيس واحد ، اما الفلسطينيون فلهم ولله الحمد دولتان ورئيسان وعاصمتان وعلمان ونشيدان وطنيان ولهم ما لا يقل عن 180 شعباً مشتتاً في ارجاء الكرة الارضية ..
ربما ليست هي المرة الاولى التي يهدد الرئيس الفلسطيني يالاستقالة ، ولكننا يجب ان لا نفقد الامل ، فمع ان حل القضية الفلسطينية لن يكون باستقالة رئيس ، الا ان استقالة الرئيس وحل السلطة الفلسطينية ربما يفرز قيادات جديدة شابة تقبع في سجون رام لله أو سجون غزة او مقموعة داخل جدرانها حالياً ولديها القدرة الفعلية على الخلق والابداع في التعامل مع جنس خاص من البشر اسموه اليهود والذي يحتاج التعامل معه الى عقليات ليست موجودة حالياً في الحكم في رام الله أو في غزة حتى الآن..
د معن سعيد