زاد الاردن الاخباري -
"الخطير" و"أبو الزوز" و"الإرهابي" وغيرها من أسماء أفلام لا تتناول قصصا رومانسية ولا هي أفلام اكشن كما قد يظن البعض إنما هي أسماء لأفلام "تفحيط" او "تخميس" تنتشر بين اواسط الشباب.
ولمن لا يعرف معنى التفحيط والتخميس فهما عبارة عن قيادة غريبة عجيبة للسيارات تنطوي على دوران وتمويج للسيارة يترافق مع القيادة بسرعة جنونية يقوم بها الشباب في أوقات مختلفة غالبا ما تكون في وقت متأخر من الليل وفي مناطق يفترض ان تكون بعيدة عن الناس.
الملفت ان هذه الظاهرة بدأت تأخذ أشكالا ومنعطفاتْ لابد من الوقوف عليها ومن ذلك انتقال التفحيط مؤخراً الى الانترنت من خلال مواقع تروّج وتشجّع هذه الظاهرة عبر عرض مقاطع مصورة لبعض الممارسات التي تم تصويرها بواسطة كاميرات الفيديو والخلوي اثناء عمليات التفحيط.
وتلقى هذه المواقع اقبالاً كبيراً من قبل شباب ومراهقين تقدم لهم مشاهد مفصلة لعمليات "التفحيط" التي يتم تصويرها وتجذب عددا كبيرا منهم سواء للمشاهدة او للمشاركة أيضا.
هواية ورياضة
"نور" احد الشباب الذين يمارسون "التفحيط" رفض في البداية الحديث عن هذا الموضوع خوفا من ملاحقة الجهات الأمنية كما رفض اعتبار هذا الأمر أي "التفحيط" زعرنة او "خروجا عن المألوف بل فضل اعتبار ممارسة "التفحيط" نوعا من الهوايات وحتى الرياضة التي تتطلب مهارة وتمرينا.
"نور" ايضا رفض التعميم الذي يطلقه كثيرون عمن يقومون بهذا العمل بأنهم شباب فارغ يستهويه حب الظهور ولفت الأنظار مدعما كلامه بوجود مجموعة كبيرة من الشباب الواعي والمثقف الذي يميل الى هذا النوع من الهوايات وان كانت تنطوي على المخاطرة.
"نور" المقيم بين الأردن والكويت أضاف انه يمارس وأصدقاؤه هذه الهواية كلما سنحت لهم الفرصة ويتعمد "نور" ومن معه اختيار مناطق بعيدة عن السكان تحاشيا للإزعاج وتجنبا لإلحاق الضرر بأحد.وطالب باسمه وباسم من يحبون هذه الرياضة او الهواية ضرورة توفير مناطق وساحات مخصصة تسمح لهم بالتمرين ولم يمانع قيام الجهات المختصة بمراقبة هذه الساحات وما يدور بها.
وأكد في معرض حديثه ان ليس كل سائق قادر على القيام بـ"التفحيط" فهي موهبة اولا وتمرين وإمكانيات ثانيا فالسيارة العادية لا تؤدي بالغرض ولابد من إضافات معينة تدخل على السيارة حتى يتمكن الفرد من "التفحيط" او "التخميس".فالسيارات المستخدمة لهذه الغاية بحسب نورلابد من توفر مواصفات معينة فيها ، كعلب سرعات يدوية او محركات رياضية ذات سعات كبيرة وبأنظمة دفع مختلفة ابرزها الدفع الرباعي والتي تؤمن ثباتاً متزايداً على الارض واستخدام الفرامل والدوران في المكان.
وعن تسجيل أفلام من عملية "التفحيط" وبيعها بالمقابل وتداولها بين الناس قال "نور" ان البعض يستغل فرصة وجود في حلقة من حلقات ويقوم بتسجيل ما يحدث ومن ثم تحميلها على الانترنت او وضعها على أقراص مدمجة تباع للناس بعد نسخها.وأضاف انه يرفض هذا التصرف المادي وأكد أن "هذه العملية رياضة إذا ما هذبت" بحسب تعبيره.
شباب وأهل يرفضون
"رائد عزام"طالب جامعي رفض بالمقابل اعتبار هذه الظاهرة هواية او رياضة معللا كلامه "أن ثلة من الشباب يمارسون هذا الأمر بتباهْ ويسعون إلى جمهرة الناس حولهم" ويضيف عزام انه" لا يحبذ أمرا يترتب على ارتكابه مجازفة بحياة الفرد او الجماعة وإتلاف للأموال وإزعاج للآخرين وتعطيل لحركة السير".
واعتبر الغنى والترف والفراغ كعوامل تدفع بالبعض من الشباب للبحث عن كل ملفت وغير مألوف.
احمد الشاب العشريني قال: إنه يتصفح يوميا مواقع على الانترنت تحتوي على مشاهد لـ"التفحيط" سواء صورت في الاردن او في الدول المجاورة مشيرا الى ان متابعة الجديد فيما يحمل على الشبكة العنكبوتية من هذه الأفلام بات كهواية يومية له ولأصدقائه.
وعلق "ابو رياض" الرجل الخمسيني على هذه الظاهرة قائلا "يجب على الأهل الانتباه والحذر في التعاطي مع قيادة ابنائهم للسيارات فما بالك القيام بحركات بهلوانية والقيادة بسرعة جنونية". وأضاف "اولادنا امانة في اعناقنا وأظن من الواجب بمكان ردعهم عن اي خطر يهدد سلامتهم وحياتهم وان كان ينطوي تحت بند هواية او رياضة".
فتيات يشاهدن بل ويشاركن
الملفت هو إقبال الفتيات على مشاهدة بل والمشاركة في هذا "التفحيط" فالساحات لم تعد ملكا وحصرا على الشباب من الذكور فقط بل باتت هذه الظاهرة او الهواية تستهوي الفتيات أيضا.
وصرح عدد ممن التقيناهم انه بات من المألوف وجود فتاة تقود سيارة وتتباهى بما تستطيع تحقيقه خلف المقود من حركات وسرعة اضافة الى ركوب كثيرات الى جانب شباب يقومون بـ"التفحيط".
وصنف أخصائي علم الاجتماع ، الدكتور حسين الخزاعي الشباب الذين يقومون بهذا الأمر بنوعين الأول والذي يأخذ من التجمعات السكنية وداخل المدينة لاسيما بالقرب من مدارس البنات والأسواق مقرا لممارسة هذه الظاهرة بأنه انسان يهدف الى لفت انتباه الآخرين.مؤكدا ان هذا النوع من التفحيط غير أخلاقي ويجب محاربته لأنه يمثل هدما للأخلاق وقيم المجتمع.
وأضاف خزاعي ان هناك "تفحيطا" يمارسه الشباب في أماكن بعيدة عن المدينة يقوم به هواة رياضة السيارات وحبذا ان يقوم هؤلاء بمراعاة شروط السلامة العامة بما يضمن سلامتهم اولا وأخيرا.ورغم ان خزاعي لم يؤيد انتشار هذه الظاهرة بين صفوف الشباب بسبب ما تشكله من تهديد على حياتهم الا انه قال"إن كان ولابد فيجب ان يكون الأمر وفق خبرة ودراية وتحت اشراف جهات مختصة مع وجود اماكن مخصصة تؤمن سلامة العامة وراحتهم".
وعن مشاهدة الافلام التي تسجل من قبل هؤلاء الشباب قال خزاعي :إن هذه الأفلام لربما تترك اثرا سلبيا على من يشاهده من مراهقين قد تشحنهم رغبة في تجريب الامر بعيدا عن الدراية او المعرفة التامة بالقيادة وبالتعامل مع السيارات لذا لابد من وجود رقابة من الاهل على مشاهدة ابنائهم لمثل هذه الافلام او التسجيلات.
الدستور