لسنا وحدنا من يقول إن العم سام ممثلا بالولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك أوباما قد انهزم شر هزيمة أمام الدب الروسي ممثلا بروسيا الجديدة بقيادة الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
بل مع طرحنا هذا يتفق كثير من المراقبين والمحللين ووكالات المخابرات الدولية وقادة الأركان العسكرية ومراكز الأبحاث العالمية، فالكل يقول إن الرئيس بوتين بدأ يتقدم في الشرق الأوسط في ظل ضعف سياسة إدارة الرئيس أوباما في المنطقة.
فبعد الانسحاب الأميركي من العراق في 2011 ترك أوباما الساحة للنفوذ الإيراني الذي بدأ يتناغم الآن مع النفوذ الروسي، وبسبب السياسة المترددة لأوباما إزاء الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، تمكن بوتين من تعزيز قوته العسكرية فيها، حتى أنه شيّد قواعد عسكرية جديدة أخرى غربي اللاذقية.
وقبل أيام فاجأنا بوتين وفاجأ العالم بهبوط قاذفاته العملاقة من طراز تي يو22 إم3 في قاعدة قرب مدينة همدان الإيرانية، بدعوى أن القواعد الجوية في سوريا غير مجهزة لاستقبال هذا النوع من القاذفات الجوية العملاقة، وهي خطوة ذكية من جانب الدب الروسي تجيء لتثبت أن نفوذ بوتين بدأ يتزايد في الشرق الشرق الأوسط شيئا فشيئا.
نقطة أخرى تصب في صالح إسترايتجية بوتين في المنطقة، وتتمثل في عدم إخلاص الغرب وأميركا النية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذا الأمر جعل أردوغان يعتذر عن إسقاط القاذفة الروسية من طراز سوخوي، "مجبر أخاك لا بطل".
وعودة إلى الدب الروسي، فلقد قصفت القاذفات الروسية الجوية والبحرية المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار السوريين منذ اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي في سوريا العام الماضي، بل إن محللين ومراقبين غربيين يقولون إن بوتين، كما هو حال الطاغية السوري، يتعمد قصف المدنيين السوريين من أجل الدفع بالمزيد منهم إلى اللجوء إلى أوروبا، وبالتالي زعزعة استقرارها.
كما أن الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام السوري تستهدف المدنيين والمدارس والمخابز والمستشفيات والمراكز الطبية بشكل متعمد وبإصرار مسبق، وذلك في سبيل الحفاظ على نظام الطاغية.
الطاغية الأسد صار يسمى في الأوساط الغربية برئيس أركان البراميل المتفجرة التي ما انفك يسقطها فوق رؤوس أطفال سوريا وهم نيام، فذاك هو الطفل الكردي السوري إيلان يفر ليغرق في مياه البحر، وهذا هو الطفل السوري عمران يصاب بالصدمة والذهول على إيقاع برميل أسدي متفجر! هذا فضلا عن استخدام الطاغية الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في الغوطة وغيرها.
بقي القول إن التاريخ لن يغفر للدب الروسي ولا للطاغية السوري وهما يقصفا أطفال سوريا أينما اتجهوا، كما أن التاريخ لن يغفر للعم سام تركه أطفال سوريا في مهب الريح! وأما الزعماء العرب، فلربما أن كل حديثنا هذا لا يعنيهم، فهم، بمعظمهم، إما نيام، أو أنهم لم يقرؤوا شيئا عن قائد تاريخي اسمه المعتصم.