لا يكاد يطل بطلعته البهية وَسَمْتِهِ الوقور وشيبته التي شابت في البحث والتنقيب والاستقراء عن الايات الكونية التي تُظْهِرُ عَظَمَةَ الخالق وتبين انه الإله المستحق للعبادة الجدير بالحمد المشتمل على كل المحامد المستغرق لكل اشكال واحوال التعظيم ............ الأدلة الكونية التي لا يقبل عقل أبدا الا ان تكون صدرت عن خالق أوجدها من العدم وانه إله واحد ، لا ينازعه إله آخر ولا يوجد في خلقه تفاوت او نقص .فهو الذي اعطى كل شيئ خلقه ثم هدى .
فما ان ترى الدكتور زغلول النجار حفظه الله تعالى حتى تسبّح الله وما ان تستمع اليه والى تحليله واستدلالاته المحكمة من الكتاب والسنة على أسرار الخلق التي اكتشفها العلم التجريبي قديما او حديثا ، حتى تسمو نفسك ويزيد ايمانك وتستشعر عظمة الله الواحد العظيم، فهو رجل اذا رأيته ذكرت الله وذكرت السكينة والإيمان ،
، ولا أراني تعلقت بالدنيا ومالت اليها نفسي وغفلت عن التفكر في آلآء الله إلا وفزعت إلى الشيخ زغلول استمع إلى استنباطاته الجليلة المحكمة التي أحكمها من حيث البديهة وظاهر النص وعدم التخرص ثم التحليل اللغوي المستند إلى عرف العرب في معرفة دلالة الالفاظ في الكتاب والسنة ، مع تحر صادق ودقيق للأدلة الصحيحة من السنة الشريفة ،ومقارنة الادلة والجمع بينها ، قارنا ذلك بفهم وفقه عجيبين للعلوم الطبيعية والتجربية المشفوعة بالادلة والبراهين والحساب الدقيق ، ثم مطابقة ذلك كله مع ما اكتشفه العلم الحديث من الايات الكونية التي اخبر الله تعالى انه سيرينا اياها في الافاق وفي أنفسنا في قوله عز وجل ( سنريهم آياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق)
فهنيئا لك يا دكتور زغلول فلربما قد جعلك الله مجددا لهذا الفن من العلم الذي لم يتقنه أحد مثلما اتقنته انت ، ولطالما كنت انت المرجع الذي نرد به ومن خلاله على اهل الالحاد والجحود ، وأسأل الله ان يثبتك على الحق وان يختم لك بأفضل الاعمال لديه .
ومع ان الدكتور زغلول يُسَخِّرُ معظم وقته لأبحاث من هذا النوع العلمي البحت ،ومع ان أكثر محاضراته هي في هذا النوع الذي يبتعد عن الخوض في الامور الخلافية ، ومع أن السامع او المشاهد لمحاضرات الدكتور زغلول لا يملك الا ان يحترمه ويوقره ،ويعتبره دُرَّةً ِمن دُرَرِ الاسلام التي يباهي بها الدنيا
الا انه لم يسْلَمْ من اعداء الاسلام من بعض العلمانيين واللادينين ،فأخذوا يطعنون فيه من غير دليل ،ويكذبون عليه بما لم تقترفه يداه ، وَيُقَوِّلونَهُ ما لم يَقُلْهُ ، ووالله لا تعدم ان يكون من ينال من هذا العلامة الجليل الا ان يكون حاسدا او عدوا حاقدا على الأسلام ، فهؤلاء العلمانيون اللادينيون يُغيظهم ان يخرج في الناس من يبطل باطلهم ويكذِّبُ إلحادهم ، ويواجههم بصدق رسالة الاسلام واعتمادها على العلم ،وعدم تعارضها مع اكتشفه العلم بالتجربة ،
وهؤلاء بِحَرْبِهِمْ وطعنهم في الدكتور زغلول قد اثبتوا انهم ليسوا بطلاب حق ولا اهل علم ودليل ، وانما هم اناس قد وَطَّنوا انفسهم على محاربة الحق وكراهيته ،ومعاداة الاسلام دين التوحيد الوحيد على وجه هذه الارض الذي لايقبل الله تعالى من الأديان سواه ،ولا يَحْسِبُ لأحد من الاعمال ثوابا الا بما شرعه فيه ، فزاد ذلك من بغضهم له وتأبَّطوا شرا يبحثون عن فلتةٍ فَلَتَتْ من لسان هذا العالم فلم يجدوها مع اقرارنا عليه بجواز الخطأ والخلو من العصمة ، وحاولوا الطعن فيما يقوله فأُسْقِطَ في ايديهم ، ثم حاولوا ضرب الادلة التي يستدل بها الشيخ فأعجزهم بحثا حتى كلَّوْا واستوى في اذهانهم انه الحق ، قاموا إلى منهجه فانتقدوه فغلبهم بصحة قوله ووضوحه ، وبدلا من ان يذعنوا إلى ما يبعثه استدلاله في الاذهان من اليقين ، زاغوا فأزاغ الله قلوبهم ، وكذبوا بما يعلمون انه الحق مع اخفائهم اعتراضهم عجزا وليس اذعانا ، حتى تَوَصَّلَ واحد منهم وهو كاتب معروف بتطاوله على شرع الله وطعنه في مصادر الاسلام ،وتخرصه بما ليس له به علم ،ولا اسميه لكي لا أشهره ، فاستحوذ عليه الشيطان فلم يجد الا طريق الكذب والتدليس وخلط القول والتلبيس ليطعن في الشيخ ، فكتب مقالا طويلا يهاجمه فيه ، وقرأت غثائه في ذلك المقال ، فلم اجد كلاما متراكبا ،وانما تهافت هنا ،واستعلاء هناك ،وافكارٌ ومعانٍ يَلْطِمُ بعضها ادبار بعض ، ثم لا تجد شيئا مما اورده هذا المبطل المفتون الا كلاما انشائيا مكرورا كأنه حَبُ منثور بين الحصى فلا تستطيع التقاطه او الانتفاع بشيئ منه ، حتى ظن انه خلص إلى شيئ ينقذه من تهافته فأدعى افتراءًا على الشيخ زغلول بأنه يقول ان القرآن فيه إخبار عن كثير من الاختراعات ، وان الغرب فيما اخترعه لم يأت بجديد لأن كل ذلك مسجل بين دفتي المصحف ، ويتعجب طبعا هذا المبطل العلماني المنسلخ من آيات الله ، كيف ان الغرب الذي لا يقرأ القرآن قد اخترع كل تلك الاختراعات ،
عجبا أي منهج علمي يتّبِعُهُ اعداء الملة ليثبتوا الكذب والزور الذي يبعثه حقدهم المتصل على الاسلام ، والله لو فتشت كل ما قاله الدكتور زغلول في محاضراته ، ولو تتبعت كل حرف في تسجيلاته لما وجدت له كلاما ابدا يشبه ما رماه به هذا الافاك الفاقد للحجة ، لم يتكلم الدكتور زغلول ابدا عن اختراعات ، وكل ما كان الدكتور يتكلم فيه هو الايات الكونية التي اكتشفها العلم الحديث ،وما يتعلق منها بعلوم الجيولوجيا ،والكيمياء والفيزياء وعلوم واكتشافات الفضاء وغيرها من العلوم ،ولم يقل الشيخ حفظه الله قولا واحدا يخالف حقيقة علمية ثابتة ، ومن كان في جعبته دليل على بطلان قولٍ مُعَيَّنٍ له في علوم الكون فليقلْهُ ولْيُبَيِّنْ للناس ما يَدْحَضُ قول الشيخ بطريقة علمية ودليل بَيِّنٍ فكما قلنا ان الشيخ ليس معصوما ، والآيات الكونية مما صنعه الله جل وعلا موجودة في الاصل وليست من اختراع البشر ،وانما كان يجهلها الناس ،ثم لما توفرت الادوات لإكتشافها يسَّرَ الله لهم معرفتها ، فكان ان طابق الشيخ بين ما اكتشفه العلم وما هو مسطور في كتاب الله بشأنها ، مع احاطة والمام بما يقوله ،وثقة مما يستدل به ، ولكن اهل الباطل قوم بُهْتٌ لا تقنعهم حجة ولايُسْكِتُهُمْ دليل ، فهذا دأب المشركين على مر العصور ، فعندما شق الله القمر بإشارة من يد نبيه صلى الله عليه وسلم ، بدل ان يسجد كفار قريش لله إذعانا وتسليما ، جحدوا الايات واستكبروا فقالوا قد بلغ سحر محمد السماء
(روى أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: سحركم ابن أبي كبشة، فاسألوا السُّفَّارَ، فسألوهم، فقالوا: نعم قد رأيناه، فأنزل الله عز وجل: اقتربت الساعة وانشق القمر)رواه الطبراني واسناه صحيح على شرط الشيخين
هذا دأب اهل الباطل والجدل ،(ما تأتيهم من آية من آيات ربهم الا كانوا عنها معرضين) ،( ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق) ، وهدفهم دوما دين الله تعالى ، ليهدموه لأنهم يرون فيه تكبيلا لشهواتهم ، وفاضحا لتَحَرّرِ نزعاتهم ، ووالله ما ارى انسانا يرى اويستمع للدكتور زغلول ثم يكون عدلا منصفا في نفسه ، الا وجَلَّ الدكتور في عينه وارتفع في منزلته عنده ، وما ارى احدا يفتري عليه ويبغضه من غير سبب بين الا وكان في قلبه مرض وبَطَرٌ للحق ، فالرجل حفظه الله لا يقول الا ما يرضي الله فيما نسمعه منه ، ولا يتكلم الا فيما يزيد الايمان في قلوب اهل الايمان ،
وأما السُّوقة فلا يعجبهم الا متهتك فاجر ناشر للرذيلة طاعن في الشريعة حتى اذا فشا باطله بين الناس ،واستعلا بما يَقْبُحُ في الاذهان ، واعتدى على الدين والعرف والاخلاق ،اتخذه اهل الباطل سفيرا للنوايا الحسنة ، وقام السُّوقة يعظمونه ويسوِّدونَهُ وهو أرذل الخلق مكانة ، وقد يكون ممثلا لا تعرف له مبدءا ولا عنوانا لكثرة ما يتقمصه من الادوار في حياته ، هذا زمان القيان والبهاليل والسوقة المصفقين للمنحدرين في دركات الشهوات ، فكيف يسلم الشيخ الوقور العالم الذي ينشر الايمان ،من سهام هؤلاء وهو يدعو إلى الايمان ، ولو كان أحد سالما لَسَلِمَ من قبله الانبياء وورثتهم من العلماء الربانيين ، ولمعرفة روعة وجمال منطق الشيخ وحسن استهلاله واستدلاله ،وعذوبة منطقه مما يبعث العجب في النفوس مما آتاه الله تعالى من العلم والحكمة فأقترح عليكم ان تنظروا هذا التسجيل للدكتور زغلول النجار حفظه الله تعالى ثم لتدعوا له من بعد ذلك
http://www.youtube.com/watch?v=RXiQsec3pkE
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين