زاد الاردن الاخباري -
محمد المصري - تتدفق مئات الآلاف منذ السابعة مساءًا لحضور حفل السيدة فيروز ليل أمس بمجمع البيال وسط بيروت. السعادة ارتسمت على وجوه الحاضرين، كان اشتياقاُ للحظات الخشوع في حضرة صوتها الملائكي، ومن لم يحضرها سابقاً كان الترقب والحماس لسان حاله. فكانت الأجواء كما أن الصلوات ارتفعت خشوعاً وعظمة.
منعت دخول الكاميرات، وأجهزة الهاتف المحمول، أو أية وسيلة يمكن من خلالها تسجيل الصوت أو الصورة.
وكأن لبنان كان يستعد لعرس كبير، فوحدها فيروز قادرة على أن تحشد هذا العدد الكبير من الحضور على ليلتين متتاليتين، وثلاث وأربع لو أرادت.
ببساطة فيروز، حالة لن تتكرر، ونحبها لأنها وحدها تختزل كل مشاعرنا، وتعبر عن مجمل انفعالاتنا، ترسم صوراً ارتبطت بماضينا، وتتنبأ يحاضرنا، ترفعنا إلى أعلى درجات الحبور والفرح، حتى لو كانت كلمات أغنياتها في بعض الأحيان لا تخل من سخرية سوداء.
فيروز وحدها قادرة على أن تنسيك الإحساس بالزمان والمكان، تأخذك إلى بعد آخر ، تتمنى معها أن تطول اللحظة، تستمر، ولا تنتهي.
افتتحت الحفل بأغنية "سلملي عليه" وكانت الأمواج البشرية تحييها وقوفاً، وتصفق بحرارة، وتردد حناجهرهم الكلمات وكأنها صلاة. وزاد الحماس والتفاعل عندما شدت "كيفك إنت"، وأتبعتها بـ "إشتقتلك".
فكانت حالة من النشوة لدى الحضور كانت قد وصلت إلى أقصاها، غادرت لكن الجمهور أبى أن يرحل، وهو يدرك أنها ستعود لتحييه مجدداً، فهي تعلم جيداً بأنه طماع ويريد المزيد، وهو يعلم بأنها لن تبخل عليه.
عادت لتكرر "أمي نامت ع بكير" وتودعنا بوعد بأنها ستعود لتقف معنا في الغد مرددة "بكرا برجع بوقف معكن" كان هنا الجمهور قد وصل إلى أقصى درجات التفاعل التي تعجز عن وصفها الكلمات.
الحفل حضوره جمهور فيروز من مختلف الدول العربية سوريا، مصر، السعودية، الإمارات، الكويت، العراق ... وغيرها الكثير.
فيروز هي قيامة البشر على الأرض هذا ما يمكن أن نعبر به للسيدة التي يعيش معها السوريين في كل صباح دمشقي خاص .