أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2. روسيا تطرد دبلوماسيا بريطانيا بتهمة التجسس كيف علق إسرائيليون على رقص وزير الدفاع وصواريخ حزب الله تنهال عليهم؟ قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد "التزامها" بسيادة السودان آخر تطورات غرق مركب مصري على متنه عشرات السياح الغربيين مقاتلة أميركية فوق مضيق تايوان والصين ترسل قوات لمتابعتها محافظ العقبة يتفقد إنجازات مدينة الأمير حمزة للشباب ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي! بلينكن: نحن في المراحل النهائية لاتفاق بلبنان الأردن .. خمسيني يقع ضحية احتيال على يد خطابة - فيديو الخلايلة يفتتح مسجد الحاج نبيل الخطيب بمنطقة أيدون افتتاح معرض "الفنون والإعاقة" في المتحف الوطني للفنون الجميلة نتنياهو يتحدث الليلة بعد اجتماع حول وقف إطلاق النار مع لبنان الأورومتوسطي: إسرائيل تمنع إدخال الأغطية والملابس إلى غزة رئیس الأرکان الإيراني: ردنا على إسرائيل سيكون خارج توقعاتها
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام نقص المعلمين وغياب الرؤية

نقص المعلمين وغياب الرؤية

09-10-2010 09:56 PM

إنَّ الخطوة الأهم في الشفاء هي الاعتراف بالداء، و\"من لا يعترف بمرضه ليس عليه أن يطمع بالشفاء من مرضه.\" (إبراهيم الكوني)
تعاني المدارس الحكومية نقصاً كبيراً في المعلمين بداية كل عام دراسي، وتتكرر هذه المشكلة سنوياً كنسخة أكثر رداءة عن سابقتها، دون أدنى أمل بإيجاد حل جذري للمشكلة، أو حتى التخفيف منها. وتبلغ المأساة ذروتها عندما ينقضي أكثر من شهر على بداية العام الدراسي، وما زالت المشكلة تضرب المدارس بعنف وقسوة لا سابقة لها، وكأني بالوزارة ووزيرها وأمنائها العامين الثلاث وإداراتها الثلاث عشرة التي لا نظير لها عالمياً، ومديرياتها الميدانية التي تبلغ 42 مديرية تقف عاجزة مكتوفة الأيدي إزاء كل ما يحدث!
الطبطبة لا تنفع، وإعطاء المسكنات تلو المسكنات ليست حلاً، بل تزيد الطين بلة، والعلّة تجذراً، واللجوء إلى حلول جزئية لا يجدي فتيلاً، وترحيل المشكلة إلى أعوام قادمة هروب وتخلٍ عن المسؤولية واعتراف بالعجز!
ماذا كانت تعمل وزارة التربية طوال الصيف؟ وكان الأولى بها أن تنتهي من جميع التعيينات وسد النقص قبل بداية العام الدراسي، فلا حجة مقنعة، ولا تبرير معقول، ولا عذر مقبول، اللهم إلا ضبابية الرؤية إن لم يكن غيابها، والتخبط في التخطيط، والغياب التام عن الواقع الميداني، وانتظار الحل من السماء! وإلا كيف نفسر تعيين 1200 معلمة بعد مرور شهر على بداية العام الدراسي، وعلى الأبواب دفعة مماثلة من المعلمين إن لم يكن أكثر، بالإضافة إلى وجود أكثر من 2000 معلم على حساب التعليم الإضافي.
إنَّ المشكلة ليست في عدم وجود خريجين وكفاءات أردنية، ولكن المشكلة في رفض هؤلاء الخريجون العمل في مدارس الحكومة التي تشكل بعبعاً لا يرغب أحد بالاقتراب منه، لفقرها واكتظاظها، وعدم توفر أدنى الشروط التربوية المعقولة، بالإضافة إلى الأنظمة التربوية المجحفة بحق المعلم، وعدم وجود ضمانة لحمايته، ناهيك عن تدني الرواتب وهزالها.
قبل سنوات استبعدت فكرة الاستعانة بالخبرات المصرية، بسبب الكلفة المرتفعة لاستقدام المعلمين المصريين، وما زالت الحكومات الأردنية تتجاهل الجانب المادي لاستقطاب المعلم الأردني، وكأني بها تريد معلمين سخرة يرضون بالفتات، ثم تطلب منهم نتائج باهرة، ومخرجات تقارع بها سنغافورة واليابان؟!
حل مشكلة نقص المعلمين يتطلب إعلان حالة الطوارئ في وزارة التربية والتعليم، والبحث عن حلول إبداعية بعيداً عن المألوف والمعروف، وتجاوز الكلاسيكية في التعامل مع هذه المشكلة، والتفكير بصوت مرتفع، والاستعداد التام لكسر الحواجز والقيود، وتعديل التعليمات والأنظمة الجامدة، والقضاء على كل أشكال الفساد والترهل الإداري، والتضحية بالقيادات النمطية التي تجاوزها الزمن، وغدت من مخلفات المتاحف!
عندما تكون الغاية سامية، والأهداف نبيلة، والمرجو كبير، فإنه لا معنى للتردد في الإنفاق والبذل والعطاء، لأن المردود سيكون إذ ذاك كبيراً جداً، وحساب الإنفاق على التربية بمبدأ الربح والخسارة آنياً، يدل على تخلف وقصر نظر، فالتربية لا تؤتي أكلها إلا بعد عقد من الزمان على الأقل، وعندها سيكون الربح أضعافاً مضاعفة!
إن الحلول المناسبة لمشكلة نقص المعلمين لا تخفى على أصحاب القرار، فتراكم الخبرات البشرية محلياً وعالمياً، يجعل من الحلول سلعة متداولة لمن أراد، ولكن المشكلة تكمن في عدم وجود إرادة حازمة لحل المشكلة جذرياً، والتلهي ببعض المسكنات والمنشطات والهرمونات على سبيل التمويه وذر الرماد في العيون!
وقد أكدت دراسة أن نسبة الإداريين إلى المعلمين في الأردن مرتفعة جداً، وهي أعلى من مثيلاتها في معظم دول العالم. ولذا فإنَّ إعادة هيكلة المديريات في الوزارة والميدان، والتخفيف من الحمولة الزائدة، بالإضافة إلى التأكد من التشكيلات المدرسية على أرض الواقع، من شأنه أن يخفف من نقص المعلمين بنسبة لا بأس بها؛ إذ لا معنى لموظفين ينتقلون للمديريات لترضية فلان وعلان دون عمل يذكر، وبقاء بعض المعلمين دون عمل اللهم إلا حاشية وبطانة سوء لبعض مديري المدارس، في حين يشقى غيرهم ويتحمل نصابهم ومصائبهم!
إنَّ مشكلة نقص المعلمين تهدد النظام التربوي الأردني برمته، وتجعل من أية عملية تربوية غير ذات جدوى بسبب آثارها التدميرية والتخريبية، وأنها تهدد الاستقرار المدرسي، وتخلخل العملية التربوية، وتشتت جهود المعلمين العاملين، وتبلبل أذهان وقلوب الطلبة، وتربك الإدارات المدرسية وتعرقل خططها. وكل ذلك يؤدي إلى كارثة تربوية محققة بدأنا نلمس آثارها في المخرجات الهزيلة، وتطاول الطلبة وذويهم على المعلمين، وتراجع دافعية المعلم، وغير ذلك مما لا يخفى على أحد.
المشكلة خطيرة، ولا تحتمل مزيداً من التأجيل والترحيل، وآن الأوان لجراحة عاجلة وحلول ثورية، لأنها تؤرق كل مسؤول مخلص، وتؤثر على كل بيت أردني، وتدمي قلب كل مواطن غيور. والأمل أن يتنادى أصحاب الضمائر المخلصة في وزارة التربية وغيرها للبحث عن سبل للخلاص، وطرق ناجعة للعلاج، وهؤلاء موجودون وقادرون إن منحوا الصلاحيات، وأعطوا الضوء الأخضر، وتوفر لهم الدعم والمساندة!
mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع