من منا لم يحلم بأن يمتلك الفانوس السحري، وما أجمل من أن تتحقق أمنياتك ورغباتك "بدون ترجايه" بل العكس سيكون هناك من يرجوك أن تتمنى، مثلا... قصرا "من اللي عليه مآذن زي اللي بالرسوم المتحركه"، وسيارة "تويوتا...لازم إشي إقتصادي لأنه حتى بالحلم ما بتضمن الظروف" وزوجة كزوجتي تماما... "بلاش الواحد يسمعله كلمتين".
نحلم بمثل هذا الحلم ونتمنى، البعض تتحقق أمانيه وبدون فانوس سحري ودون أن يخرج المارد من ذلك القمقم...بربع دينار تتقدم باستدعاء إلى الحكومة تعطيك ترخيص باص تبيعه في اليوم التالي بخمسين ألف وربما أكثر وان شاء الله "ما حدا ركب" لن يمنح ترخيص آخر لأن الخط "ما بتحمّل" أو ترخيص مكتب تكسي تباع النمرة ربما بثلاثين ألف في عمان ومجموع السيارات المرخصة ربما 12 مضروبة بثلاثين يكون الناتج "مارد مش طبيعي".
بإستدعاء "ما بعرف قديش حق طوابعه" يأتي مستثمر ما،يأخذ قرض من بنك محلي، يُعطى ترخيص بناء مول ويمنح الجنسية ويصبح هو الآمر والناهي،لا اعرف كيف يصبح شخص "مستثمر" بأن يفتح دكانا ثمن أرضه قرض وثمن بناؤه قرض وثمن المواد التموينية فيه من تجار محليين بشيكات آجلة لثلاث شهور وأكثر يبيع من خلاله علينا سكر ورز وفلاش مستثمر ...والله لا اعرف.
بربع دينار تتقدم بترخيص بئر ماء وبيع يا معلّم وشبيك لبيك الحكومة كلها بين يديك، ربع دينار للحكومة والباقي "لجيبتك" حلال زلال.
حكومتنا فعلا في بعض الحالات تتصرف تماما كالمارد الذي قرأنا عنه في القصص الخرافية فتصبح "شبيك لبيك"...وبربع دينار ثمن طوابع فقط.
"اللي بعرف وين بتنباع هاي الطوابع بشتريها على حسابي ويعتبر حاله شريك ع النص".
***********************
الفكرة قرأتها في مقال نشر في الثمانينيات من القرن المنصرم
قصي عبد الرحيم النسور
qusainsour@yahoo.com