ثمة ما هو مسكوت عنه ، اعلاميا ، لكنه متداول على نطاق واسع بين افراد العشائر والقبائل الاردنية الكبيرة و دورها في المشاركة في القرار السياسي والنفوذ والسلطة والمناصب..!
فعلي سبيل المثال يطلق الاصدقاء من عشائر بني حسن العملاقة لقب عشيرة المليون على انفسهم ، ويحصلون في المتوسط على 10% من مقاعد مجلس النواب في دوائر محدودة يتواجدون بها ، وهو ما يعكس نسبة اقل من حجمهم الحقيقي اذا ما اخذ بعين الاعتبار وجود كوتات محددة لاقليات تضمن وجودها بنسب اكبر من حجمهم الحقيقي ، وهو ما حصل منذ تاسيس الدولة الاردنية الحديث ، فيما تمر وزارات باكملها لا يكون منها وزير واحد من بني حسن ، ناهيك عن عدم تولي رئيس وزراء واحد منها في دولة يتغير رئيس وزراها بمعدل مرة واحدة كل سنة ، رغم ان بني حسن يشكلون احد اهم اعمدة الجيش العربي وغالبية كبيرة من كوادر وزارة التربية والجامعات الاردنية وموظفي الوزارات..!
ما ينطبق على عشائر بني حسن هو لسان حال اكثر العشائر الاردنية الكبيرة والعريقة ، و ينطبق على اكثر العشائر الاردنية عديدة الافراد، وليس الحديث عن منصب رئيس الوزراء بالعنصر الرئيس ، فقد تولى من عشائر اردنية كبيرة رؤوساء وزرارات مثل المجالي وبني صخر والعبيدات والطراونة ، وليس المطلوب تداول ابناء العشائر الكبرى رئاسة الوزراء فهو محكوم بعوامل كثيرة ، لكن ما ينطبق على الحضور في تركيبة الوزارات و كبار موظفي الدولة مثل المحافظيين والحكام الاداريين و الامناء العاميين للوزارات ، ومناصب اخرى يعتبر الخوض فيه من المحرمات..!
عندما يفوز عدد كبير من عشائر معينة في مجلس النواب بانتخابات نزيهة ، كحال بني حسن وعشائر العبابيد –العبادي- فهذا يعكس وجود ثقل وطني لهذه العشائر ، والمنطقي ان يكون حجم هذه العشائر موجود بالتركيبة الطبيعية في كل مؤسسات الدولة ، ليس على نظام الكوتات ، بل بحكم الكفاءات الموجودة فيها والتي تنتج عن حجمها السكاني الكبير ، وليس من المنطقي ان يكون من عائلة صغيرة جدا طبيب واحد يتوارث وزارة الصحة مع احفاده ، او عائلة ليس منها الا مهندس واحد يتولى وزارات الاشغال مثلا ، او عائلة برمتها ليس فيها الا حامل شهادة دكتوراة واحد يكون رئيس احد الجامعات الرسمية..!
يتحدث الاردنيون اليوم في عصر الانفتاح الاعلامي عن كل شيئ ، لا اقل مما كان يتداول سابقا ان هذه عشائر متنفذة في الدولة لانها من اعمدة الموالاة للحكم ، وهو كلام غير دقيق بالمطلق ، فالعشائر الاردنية اتفقت او اختلفت هي بالاجمال عشائر وطنية تتفق في ادبياتها على الموالاة للبلد كل البلد ، وما يتداول ايضا على ان التهميش المنظم لبعض العشائر الكبيرة موصول بالخوف من تشكيل لوبيات سلطوية عشائرية ، وهو كلام يجب ان لا يكون حاضرا اليوم في دولة يفترض انها دولة مدنية تحكها انظمة وقوانين تكفل عدالة الفرص ، لا ان يؤخذ الفرد بجريرة ان عشيرته كبيرة او صغيرة..!