أعزائي القراء الكرام المحترمين , الدنيا مازالت بخير, فلقد تلقيت خلال الأسبوع الفائت ثلاثة رسائل, اثنتان منها وصلت عبر بريدي الالكتروني أما الرسالة الثالثة فقد وصلتني شفوية , هذه الرسائل كانت قد أرسلت إليّ جميعها من أشخاص مختلفين و لأسباب مختلفة , تحمل في طياتها معاني ودلالات أخلاقية ومعنوية كبيرة مثل (الشكر والتكريم والاعتذار والتبرير) , التى هي في الأصل يجب أن تسود خطابنا وعلاقاتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض كعرب ومسلمين (كنتم خير أمة أخرجت للناس) أحببت أن أطلعكم على مضامينها الرائعة , راجيا أن تلقى استحسانكم وقبولكم .
لقد كانت الرسالة الأولى من الكاتب السعودي المحترم الأستاذ سعد الحامدي الثقفي ,يشكرني فيها على أمانتي العلمية , عندما أشرت له وللدراسة التي كان قد أعدها في مقالتي السابقة (الأردن في فكر بنيامين نتياهو ؟؟؟),وابرز ما في الرسالة كان كما يلي ( أخي الكريم طلب ...... ، تحية طيبة ملؤها الحب والتقدير لك شخصيا ولكل الأردنيين الشرفاء، ..... أثناء تطوافي عبر الانترنت وجدتك قد استشهدت بقراءتي لكتاب بنيامين نتنياهو مكان تحت الشمس،.......، وشكري لك ولكل الأحبة في الأردن العظيم), وكان ردي على رسالته كالتالي (الأخ المحترم الدكتور سعد ........تحية طيبة وبعد .....أسعدني كثيرا تواصلك معي شاكرا ومقدرا لك إرسال هذه الرسالة المحترمة لي , ولا شكر على واجب بخصوص ذكر شخصكم الكريم والإشارة إلى دراستكم القيمة حول كتاب (بنيامين نتنياهو مكان تحت الشمس) ....فهذا حقكم أولا ...لأن الأمانة العلمية تقتضي ذلك ....ومساعدة للقراء ممن يريدون الاستزادة والاستفادة من هذه القراءة القيمة التي تستحق أن يتم التعريف بها ..... ..فبعد أن بحثت كثيرا عن موضوع ( الأردن في فكر نتنياهو ) ........وجدتها دراسة قيمه ....فأخذت منها ...ما يتعلق فقط بالأردن ؟؟؟؟....خدمه لمقالي .....فجزأك الله عليها خيرا كثيرا......تحياتي لك ) .
أما الرسالة الثانية فقد كانت من الأخ الرائد المتقاعد مدلله صالح الخرشه المحترم يستنكر وينفي ما ورد في تعليق فيه إساءة شخصية لي من شخص( منتحل لشخصيته) على مقالتي السابقة ( طبقات المتقاعدين العسكريين وترف السياسة ) وابرز ما في الرسالة كان كما يلي (الأخ والزميل العزيز طلب.....تحية عربيه صادقة وبعد.....أنا المواطن والرائد المتقاعد السابق مدالله ..... , اتصل بي قبل فترة من الوقت بعض الأصدقاء ويسألونني عن تعليق على مقال سابق لك , وأرجو أن تعلم أن هنالك شخص جبان وحاقد اختفى خلف اسمي واسم عشيرتي لأنه يخجل من ذكر اسمه وكتب بالإنابة عني وقد اطلعت على ما كتب ذلك (.....)لو انه كتب بنفس تفكيري أو أرائي لما غضبت ولكنني قرأت مقالك فوجدت انك كتبت ما يجول بخاطري ومطالبي هي التي عبرت عنها ولو طلب مني أن اكتب عن هموم المتقاعدين لكتبت بنفس فكرتك ورأيك.....المشكلة أنني كتبت رد ونفي في حينه لما كتب عني وللأسف الشديد لم تنشره( .... .) وأنا مقيم خارج الأردن منذ فترة طويلة ولا اعلم هاتفك ,وقد رأيت اليوم مقالك وأحببت أن أرد اليوم وانفي ما صدر سابقا ..........صدقني لو كتبت ما كتب سابقا لما أرسلت لك اليوم أي اعتذار لأنه رأيي ويجب أن اقتنع به......ولكن المشكلة أن الذي فكر عني لم يفكر صحيح بل فكر العكس تماما لان ما كتبته أنت يمثل رأي كل المتقاعدين....ارجوا أن تقبل ردي وحسبي الله ونعم الوكيل على أبناء الحرام....دمت في رعاية الله ), وكنت قد شكرته أيضا في ردي وكما يلي (الأخ العزيز الرائد ...... المحترم ....تحية طيبة وبعد..... أشكرك جزيل الشكر على هذه الرسالة الكريمة المحترمة التي تدل على نبل وسمو أخلاق وطيب أصل مرسلها , ولا بأس عليك ولا تثريب ....نعم اعرف عن المتطفلين والمنتحلين وسوء طباعهم و أخلاقهم ....فقد عانيت أنا من ذلك شخصيا, ....نعم أنا كتبت عن ما اشعر به شخصيا .... كمتقاعد عسكري ....وعن ما اعرفه من مشاكل المتقاعدين العسكريين الحقيقية ....فالبحث عن لقمه الخبز وتأمين مستقبل العائلة والأولاد ....أهم عندهم من متاهات السياسة ......راجيا أن تكون هذه مناسبة لبداية علاقة صداقه ومحبة واحترام بيننا ....لأن من يحمل مثل هذه الأخلاق .... يسرني ويكون لي عظيم الشرف بالتعرف إلية ومصادقته ,.......اكرر شكري وتحياتي لك متمنيا أن يعيدك الله إلينا سالما غانما وان يجنبك أنت وعائلتك كل شر .......مع احترامي وتقديري ).
أما الرسالة الثالثة وهي الشفوية فقد كان سروري بها عظيما وسعادتي لا توصف حيث فوجئت بها عندما وردتني عن طريق ممن أثق به وبمصداقيته ثقة مطلقه لا تقبل الشك أبدا!!!!!!! ...... وكان نصها ( إن عطوفة رئيس هيئه الأركان المشتركة الأكرم شخصيا , كان قد طلب منه وكلفة أن ينقل لي مشاعره نحوي في رسالة مفادها , أن عطوفتة كان قد اطلع على مقالتي السابقة ... طبقات المتقاعدين العسكريين وترف السياسة...., وأبدي إعجابه بها ,وإنه يشكرني عليها لما احتوت علية من نقاط ايجابية كثيرة)!!!!! ,وأقول له بدوري .... (....شكرا .... سيدي الرئيس.....رسالتكم .... وصلت) , ولقد تملكني الفخر والاعتزاز عندما سمعت ذلك , فبالرغم من مشاغلكم الكثيرة تجدون بعض الوقت لقراءة مقالة متواضعة لي ولأمثالي ,و كم هو جميل أن نعرف أن هنالك من يقرأ ما يكتب من المسئولين ,و أن هذا الوطن ما زال بألف خير,راجيا أن تعلم سيادتكم , أنني حين كتبت ما كتبت لم يكن يدر بذهني... والله... أي رغبة بأي تكريم أو إطراء أو شكر, وإنما بدافع شعوري بالواجب المقدس دفاعا عن الوطن خارجيا وداخليا , حيث أن هذا الوطن يحتاج إلى وقفه رجل واحد ضد الحاقدين والمزاودين والمخدوعين والمغفلين, حين يحاولون المساس بوحدته وبهيبته وبسمعته, راجيا أن تعلم سيادتكم أننا مطمئنون انه في هذا الوطن الحبيب الغالي (.... رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية ....) يسهرون على أمنه وراحته و يحيطون بجلالة قائدة الأعلى المفدى كما يحيط السوار بالمعصم , (الذي استطاع وبكل ما أعطاه الله سبحانه من توفيق وحكمه) في أن يعطي القوس باريها, لرجال لديهم الروح القيادية الفذة وسماتها الرائعة المحفزة ويحملون( مشعل التنوير) ( وهو بالنسبة لكم اسم على مسمى ) بين صفوف القوات المسلحة ,حين يعرفون أن مبدأ الشكر والتكريم لمن يقوم بفعل حسن وعمل جيد , ممكن ووارد وحقيقي , وهذا ترسيخ لمبدأ وتقليد رائع يعمل على شحذ الهمم ورفع المعنويات وتنوير الفكر ونشر المعرفة ,ويدفع إلى مزيد من البذل والعطاء والإبداع, فهنيئا لك ثقة قائد الوطن بك,وهنيئا لهذا الوطن الغالي بك وبأمثالك من الرجال المخلصين الشرفاء متمنيا لك كل التوفيق والنجاح والفلاح في خدمته .
نعم صحيح أيها الإخوة القراء الأعزاء , الدنيا مازالت بخير ما دام فيها مثل هؤلاء الرجال المحترمين , و اكرر شكري وامتناني لكم جميعا أيها الإخوة الأحباء الأعزاء أصحاب تلك الرسائل المرسلة لي أعلاه لما أوليتموني به من معروف , واشكر أيضا كل من كان قد قدم لي معروفا في يوم من سالف الأيام , فبالشكر تدوم النعم , امتثالا لقولة تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان), ولقول رسوله عليه الصلاة والسلام (من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ) .....فجزآكم الله جميعا عني خيرا.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
طلب عبد الجليل الجالودي
talabj@yahoo.com